«الجزيرة» - علي الصحن:
شمل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - برعايته الكريمة المباراة النهائية لكأسه الغالية، التي كانت ختام مسك لموسم طويل متعدد المنافسات، متنوع الأبطال، في كل الدرجات والألعاب.
ومثلت إطلالة المليك المفدى على أبنائه وإخوانه الرياضيين عرسًا كبيرًا، أكد تلاحم القيادة والشعب، واهتمام الحكومة الرشيدة بقيادته - رعاه الله - بالقطاع الرياضي، وحرصها على تقويته ومده بالمزيد من أسباب التفوق والنجاح، وتحقيق كل الأهداف التي يخطط لها على الأصعدة كافة.
واهتمام خادم الحرمين الشريفين بالرياضة والرياضيين ليس وليد اليوم والأمس، بل هو نهج سار عليه - أيده الله - منذ نعومة أظفاره وبداية توليه المسؤولية والعمل الإداري؛ فقد كان إبان توليه إمارة وعمارة وتطوير العاصمة السعودية حريصًا على الالتقاء بالرياضيين وتهنئتهم بإنجازاتهم، وتلمس احتياجاتهم، والوقوف معهم في أزماتهم. وعند توليه مقاليد الحكم كان من أول قراراته المباركة دعم الأندية الرياضية بما يزيد على المائة والخمسين مليون ريال، وفي الأول من شعبان الجاري أصدر - رعاه الله - القرار الذي انتظره الرياضيون طويلاً القاضي بتحول الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى الهيئة العامة للرياضة في قرار عده المراقبون دفعة قوية للرياضة السعودية، وتركيزًا في العمل على تطويرها، ورفع جودة أدائها، وتنمية مدخلاتها ورفع قيمة مخرجاتها.
في الكرنفال الرياضي الكبير تلاحم الجميع، وانصهرت كل الألوان تحت ألوان الوطن، وذابت كل الميول أمام قيمة الوطن الغالية، واجتمعت كل الأطياف لتتفق على أن الوطن أولاً ثم تأتي الأشياء الأخرى.
لقد مثلت الرعاية الملكية حدثًا رياضيًّا واجتماعيًّا كبيرًا، وكان لافتًا حرص خادم الحرمين على تهنئة الفريق الفائز، ومواساة الفريق الخاسر، ولا خاسر بحضرته ورعايته، كما كانت كلماته الضافية وتوجيهاته الكريمة ينبوعًا ينهل منه الجميع، ويستمدون منه بعد الله ما يشحذ هممهم في المستقبل. وهذه الرعاية وهذا الاهتمام ومثل هذه الكلمات هي المكسب الأول في مثل هذه المناسبات بعيدًا عن حسابات الربح والخسارة على المعشب الأخضر.
وعلى المعشب الأخضر كان لاعبو الأهلي وزملاؤهم لاعبو النصر عند مستوى المسؤولية، وقدموا مباراة كبيرة عامرة بالندية والإثارة والمتعة، شدت الجميع من البداية للنهاية، وأكدت ارتفاع مستوى الكرة السعودية ومنافساتها الرياضية.
من القلب يقولها كل شباب الوطن ورياضيوه للقائد العظيم والملك المحنك سلمان بن عبدالعزيز على هذه الرعاية وهذا التشريف وهذا الحضور الكريم: حفظ الله لنا قادتنا ووطننا وأمننا وشعبنا من كل مكروه.