«الجزيرة» - فهد الشويعر:
قبل نحو ثلاث سنوات تنبأ كثير من منظري الساحة الفنية بانطفاء نجم شركة روتانا للصوتيات، بل ذهب البعض إلى أبعد من ذلك بكثير أن جزموا بحل الشركة وشراء عاصمة خليجية لها، تمهيداً لضم أرشيفها لإذاعات وتلفزيونات تلك الدولة.
في ذلك الوقت بقي سالم الهندي (صامتاً) وصامداً، ولم ترتخ أذنه لهذه الأصوات التي أدهشتها الفقاعات المتناثرة يميناً ويساراً، وبقي في مكانه يخطط لمثل هذا اليوم.
اليوم تعيش شركة روتانا جدولاً مزدحماً في مناسباتها الفنية، وعودة لافتة للنظر لبعض الأسماء التي خرجت من منظومتها ذات يوم بسبب شائعة المندفعين بتوقعاتهم، بل هي اليوم في دائرة الضوء من جديد كواحدة من أبرز وأهم شركات الإنتاج في الشرق الأوسط. ليس غريباً أن يعترف فنان العرب محمد عبده أن لا عقد (مكتوب) يربطه بشركة روتانا، وهو في الواقع وفي نظر
الشركة أبرز فنانيها وأكثرهم أهمية، وليس غريباً أن تعطيه الشركة في المقابل كل الحب والتقدير والاهتمام.
سالم الهندي شخصية فنية (متمرسة) فهو يعرف متى يظهر ومتى يختفي ويفاوض ويخطط في صمت بعيداً عن التصريحات التي لا طائل من ورائها، ويفاجئ الجميع بمناسبة هنا، وحدث هناك.
سنعطي مثلاً قبل عدة سنوات، والأخبار المتواترة تشير إلى مفاوضات بين روتانا والفنان راشد الماجد، وهذه التصريحات والتسريبات تظهر للعلن فجأة ثم تختفي، لكنها اليوم أثمرت عن حفل كبير ينتظره جمهور الماجد ليلة السبت التاسع من يوليو المقبل، هذا الحدث كان حصيلة فترة طويلة من الغزل المتبادل بين الطرفين بعيداً عن (تلصص) الإعلام أو بمعرفة إعلاميين يثق الطرفان بعدم سعيهم للسبق الصحفي على حساب سير المفاوضات، كما أن حدثا آخر ينتظره جمهور الفنانة الكبيرة نوال الكويتية تزامنا مع إطلاق ألبومها الـ«ضخم» المزمع طرحه في السوق ليالي العيد.
ليس هذا فحسب، ففي «رأس» سالم الهندي مناسبات أخرى سيعلن عنها لاحقاً، كلها تصب في مصلحة الحركة الفنية،
وضخ دماء جديدة في عروقها، وعلينا الجزم بأن روتانا توقفت لتلتقط أنفاسها، ولم تفزعها عبثيات هنا أو هناك.