تضع الرؤية السعودية2030 خارطة الطريق لتحقيق التطور المنشود على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، ولنا الفخر في أن نكون شريكاً في هذه المسيرة التنموية السبّاقة.
لا شك أن التغيير الإيجابي هو المحرك الرئيسي للنمو، وها نحن ندخل في المملكة العربية السعودية مرحلة جديدة يتحول خلالها اقتصادنا الوطني إلى واحد من أكثر اقتصادات العالم تنافسية. ولكوني مواطناً سعودياً حظي بشرف إدارة عمليات «جنرال إلكتريك»، الشركة الصناعية الرقمية العالمية، في المملكة، فإنني أنظر إلى الرؤية السعودية 2030 التي حظيت بموافقة مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله ورعاه، بأمل وتفاؤل كبيرين.
فهذه الرؤية التي أعلن عنها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد، حفظه الله، تضع المسؤولية على عاتق كل مواطن سعودي وعلى كل مقيم كي يضطلع بدوره ويكون ملتزماً تجاه تحقيق النمو الشامل على المستويين الاجتماعي والاقتصادي في المملكة. ولطالما اقتدينا بالرؤى الحكيمة والتوجيهات السديدة لقادتنا العظماء، فقد آن الأوان اليوم لكي نثبت جدارتنا بكريم ثقتهم من خلال رد الجميل إلى الوطن.
ولَكَم سررت أثناء قراءتي وثيقة رؤية السعودية2030 بأن ألاحظ بأن الكثير مما نقوم به في «جنرال إلكتريك» في المملكة العربية السعودية هو منسجم بالفعل، مضموناً وأهدافاً، مع استراتيجيات تنويع الموارد الاقتصادية والتحول الوطني وبناء الموارد البشرية وبرامج الشراكات الاستراتيجية.
وانطلاقاً من مكانتنا كإحدى أولى الشركات التي تقدم دعمها لأولى مراحل التحول الاقتصادي في المملكة خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، فقد حرصنا دائماً على مواءمة عملياتنا لتكون متسقة مع الرؤى والتطلعات الوطنية السعودية.
وكانت «جنرال إلكتريك» قد قدمت أولى الآليات التوربينية لتطوير قطاع الطاقة في ثلاثينيات القرن العشرين، واليوم، نحن ماضون قدماً نحو تحقيق هدفنا الطموح بتصنيع التوربينات الغازية محلياً في المملكة العربية السعودية لتكون متاحة لشركائنا. وما استكمال دورة التصنيع الكاملة محلياً، بما يشمل التأسيس لسلسة توريد محلية حيوية قائمة على الشركات السعودية الصغيرة والمتوسطة، سوى جزء واحد من حضورنا واسع النطاق في المملكة.
وعلى مدى العقود الماضية، بنينا عدة شراكات مع المملكة في قطاعات متنوعة شملت الطاقة الكهربائية والمياه والرعاية الصحية والنقل والطيران. وتساهم الحلول التقنية التي تطورها «جنرال إلكتريك» في توليد نحو نصف الطاقة الكهربائية في المملكة، لتزويدها بكفاءة وموثوقية للأغراض السكنية والصناعية.
كما نواصل تعاوننا الوثيق والبنّاء مع شركائنا في المملكة العربية السعودية لتحقيق أهداف إنتاج الطاقة، حيث يشمل هذا التعاون مبادرات التحول الرقمي لأصول الشركة، بما يتوافق أيضاً مع الأهداف الاستراتيجية المحددة في وثيقة الرؤية السعودية 2030.
وأمامنا اليوم فرص قوية لتعزيز الأداء في قطاع الطاقة المتجددة، بما في ذلك طاقة الرياح، ونتطلع قدماً إلى الاقتداء بتوجهات مبادرة الملك سلمان للطاقة المتجددة في هذا المجال.
ولدينا اليوم فريق عمل قوي يضم أكثر من ألفي موظف، معظمهم من المواطنين السعوديين. فعلى سبيل المثال، يعمل في «مركز جنرال إلكتريك للصناعة والتكنولوجيا»، الذي سيقوم بتصنيع أول توربين غازي محلي ويقدم خدمات الصيانة والتصليح للعملاء، أكثر من 600 مهني سعودي، بما في ذلك عدد من المهندسات السعوديات، في سابقة هي الأولى من نوعها في المملكة على مستوى بناء المهارات التقنية للمواطنين السعوديين.
هشام البهكلي - الرئيس التنفيذي لشركة «جنرال إلكتريك» في المملكة العربية السعودية والبحرين