«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
منذ زمن طويل يلفت نظر الزائر للأحساء انتشار الأماكن الثرية القديمة في مدنها، وخصوصًا الهفوف والمبرز والقرى.. التي تحمل الطابع الإسلامي الأصيل من مساجد وقصور ومبان أثرية. ومن أشهر الأماكن الأثرية التي يحرص زوار الأحساء على زيارتها هذه الأيام في الإجازة الصيفية قصر إبراهيم الشامخ في مدينة الهفوف، وبالتحديد في حي (الكوت) وسط المدينة، وبجوار مبنى المحافظة. ويعتبر هذا القصر متميزًا بوجود مسجد القبة بداخله، ويضم داخل أسواره العديد من المرافق والمباني التي كانت للخدمات المساندة في الماضي كمستودعات الآليات العسكرية وثكنات الضباط والجنود. ويضم كذلك حمامًا كبيرًا.
وكان القصر في عهد مضى مقرًّا للحاكم الإداري.. ويرجع تاريخ بناء القصر إلى عهد الجبريين الذين حكموا الأحساء بين عامَيْ 840 و94هـ.
وتقدر مساحة القصر بـ18.200 متر مربع.
وشهد القصر حدثًا تاريخيًّا مهمًّا عندما استطاع الملك المؤسس - طيب الله ثراه - السيطرة على القصر ومَن بداخله، وذلك يوم الاثنين 28 جمادى الأولى عام 1331هـ، وبات فتح القصر فتحًا للأحساء. ولقد تم ترميم القصر ومرافقه في السنوات الأخيرة، وبات مَعلمًا تاريخيًّا وتراثيًّا وسياحيًّا، يتردد عليه مئات الزوار، وتقام داخله العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية والسياحية والترفيهية، ويحظى باهتمام كبير من قِبل أمانة الأحساء وهيئة الآثار والسياحة وغرفة الأحساء.
والزائر للقصر تشده جماليات المكان والمباني وتصاميم القصر بقباب مسجده الرائع وأروقة المباني والمرافق ومئذنة المسجد المتميزة بتصميمها البسيط والجميل.
وداخل الأروقة يلفت نظرك جمال وبساطة التنفيذ والأسقف المعتمدة على خشب (الكندل) الشهير، الذي اشتهرت قصور وبيوت الأحساء باعتمادها عليه في سقوفها.
وتمت مؤخرًا تكسية أرضية الأروقة ومباني القصر بالرخام.
إن المشاهد لقصر إبراهيم يشعر بروعة البناء وإبداع البناء الفطري في الأحساء، واهتمامه بتوظيف خامات البيئة في أعماله المعمارية والإنشائية، سواء كان من استخدامه للأحجار والطين، والأبواب والنوافذ المزينة بالزخارف والنقوش، حتى المسامير ذات القبب والأقواس المحمولة على أعمدة ضخمة، وانتشار (الروازن) في الجدران لاستخدامها كرفوف إذا احتاج لها من يقيم داخل القصر.
وماذا نكتب أخيرًا: القصر تحفة تاريخية ومعمارية جديرة بالزيارة والمشاهدة.