«الجزيرة» - أحمد القرني:
تحت شعار «استعدوا للتغليف البسيط» تحتفي دول العالم باليوم العالمي للامتناع عن التدخين الذي يوافق يوم الثلاثاء القادم 24 شعبان 1437هـ الموافق 31 مايو 2016م، وبهذه المناسبة فقد أوضح المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الأستاذ الدكتور توفيق بن أحمد خوجة بأن التغليف البسيط وهو شعار اليوم العالمي للامتناع عن التدخين لعام 2016م. يعني (التغليف الموحد للتبغ) وهو إجراء مهم لتقليل الطلب على التبغ حيث يؤدي ذلك إلى تخفيض جاذبية منتجات التبغ ويقيد استخدام تغليف التبغ كشكل من الإعلان والترويج عن التبغ ويقيد كذلك التغليف والتوسيم المضلل ويزيد من فاعلية التحذيرات المصورة.
وأوضح كذلك أن التغليف البسيط يعني إجراءات تقييد أو منع استخدام الشعارات والألوان وصور العلامات التجارية أو المعلومات الترويجية على الغلاف مع عرض اسم العلامة التجارية أو اسم المنتج بلون معياري أو بأسلوب الكتابة، ونوه كذلك عن أن الأدلة الإرشادية للمادة 11 ، 13 من اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ توصي في الاتفاقية بأن تأخذ الأطراف تبني التغليف البسيط في الاعتبار.
وهذا الإجراء يبنى على الإجراءات الأخرى كجزء من منهجية شاملة متعددة القطاعات لمكافحة التبغ حيث يُمَكّن صانعي السياسات والمجتمع من ضمان قيام الحكومات بتبني التغليف البسيط.. علماً أن موضوع التغليف البسيط (التغليف الموحد للتبغ) يلقى اهتماماً كبيراً من كافة دول العالم ، حيث أصبحت استراليا في ديسمبر 2012م أول دولة تطبق التغليف البسيط ، وفي عام 2015م أصدرت كلاً من إيرلندا / المملكة المتحدة / وفرنسا قوانين لتطبيق التغليف البسيط اعتباراً من مايو 2016م.. كما أن عدداً كبيراً من الدول في مراحل متقدمة من تبني قوانين لتطبيق التغليف البسيط.
وأضاف بأن تعاطي التبغ يمثل أحد أهمّ أسباب الوفاة التي يمكن الوقاية منها. ويؤدي وباء التبغ العالمي بحياة نحو 6 ملايين شخص كل عام، منهم أكثر من 600.000 من غير المدخنين ممّن يقضون نحبهم من جرّاء التعرّض لدخان التبغ غير المباشر، وسيحصد هذا الوباء، إذا لم نتخذ أيّة إجراءات لوقفه، أرواح 8 ملايين شخص سنوياً بحلول عام 2030م، منهم أكثر من 80 % من سكان البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، وبموجب اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ يتوجب على البلدان تنفيذ سياسات الضرائب والأسعار على منتجات التبغ كوسيلة للحد من استهلاك التبغ. وتُظهر البحوث أن رفع الضرائب من أنجع الوسائل في الحد من تعاطي التبغ في صفوف الفئات المتدنية الدخل وفي درء الشباب عن الشروع في التدخين. إن زيادة الضرائب التي من شأنها زيادة أسعار التبغ بنسبة 10 % تقلل استهلاك التبغ بنسبة 4 % في البلدان المرتفعة الدخل وبنسبة تصل إلى 8 % في معظم البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل ، ومن المهم التركيز على كافة إجراءات مكافحة التبغ ويأتي من أهمها رفع الضرائب على التبغ حيث يُعد أكثر تدابير مكافحة التبغ مردودية ، وأشار التقرير الخاص بالصحة في العام 2010م إلى أن رفع الضرائب المفروضة على التبغ بنسبة 50 ر سيولّد أكثر بقليل من 1.4 مليار دولار أمريكي من الأموال الإضافية في 22 بلداً من البلدان المنخفضة الدخل. وإذا خُصصت تلك الأموال للصحة، فإن الإنفاق الصحي الحكومي في تلك البلدان قد يزيد بنسبة تصل إلى 50 %.
الجدير بالذكر أنه قد صدر عن مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون ما يزيد عن (45) قراراً لمكافحة التدخين تضمنت إجراءات لمكافحة هذا الوباء اعتمدها معالي الوزراء في مؤتمراتهم المتعاقبة وذلك إيماناً بأهمية هذه القضية، وتحقيقاً للريادة في هذا المجال، وأن جميع دول المجلس قد صادقت وانضمت للاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ، وأصبحت هذه الاتفاقية جزءاً من قانونها الوطني، كما صدق مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون في مؤتمره الثاني والستين على الخطة الخليجية لمكافحة التبغ واستراتيجية تنفيذها وذلك بعد مواءمة كافة بنودها مع ما جاء في الاتفاقية الإطارية، وتم تحديث هذه الخطة الاستراتيجية.
كما تم عقد (15) ندوة خليجية لمكافحة التبغ، تناولت شتى الموضوعات التي تهم مكافحة هذا الوباء الداهم، وجاري الإعداد للندوة السادسة عشر لمكافحة التبغ وستكون تحت شعار(دور التشريعات في تطبيق الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ في النصف الثاني من هذا العام 2016م) ونتيجة لكل هذه الجهود فقد حصل المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون على ثلاث جوائز من منظمة الصحة العالمية لمكافحة هذا الداء.
وفي هذا السياق فقد قام المكتب التنفيذي من جانبه بعمل تصميم ملصق توعوي بهذه المناسبة للتوعية بخطورة ممارسة التدخين ومشتقاته، وتوضيح ماهية التغليف البسيط أو التغليف الموحد للتبغ.