«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني:
دعا خطيب وإمام جامع بن معمر بحي الازدهار الشيخ ياسر البواردي المواطنين إلى الكف عن الإسراف في الولائم والمناسبات والاحتفالات من خلال مناسبات الأعراس والحفلات المتعددة وتخرج الصغار والكبار من الجامعات والمدارس والكليات العسكرية، موضحاً أن ما نراه في هذه المناسبات أمر غير مقبول، ويجب أن يعود المجتمع إلى أن مثل هذه الولائم والتبذير لا يرضي الله عز وجل الذي أعطانا هذه النعمة، وأنه يجب علينا الحفاظ عليها حتى لا تذهب عنا مثل ما ذهبت عن دول كفرت بنعمة الله فأذاقها الله الفقر.
وأشار الشيخ البواردي إلى أن حوادث التاريخ منذ الخليقة إلى زمننا هذا تصب في سمع الدنيا من أبناء القرى التي فتحت عليها النعم فما رعوها حق رعايتها فاتاها أمر الله لتذهب عنهم النعم، مشيراً إلى أن هناك شعوباً تعيش على فتات الخبز وأكل الحشرات والحشائش من الأرض، وهناك من يهاجرون لطلب الرزق. من هنا علينا أن نراعي هذه النعمة التي نعيشها في المملكة ونعطيها أهمية في حياتنا وأن نبتعد عن الإسراف والمكابرة والمعاصي..
مؤكداً بأن هناك مناسبات بلا هدف للنساء والأطفال ومهرجانات مزاين الإبل والتصوير في الحفلات والأعراس وهدر النقود في الوقت الذي نرى فيها بلداناً تعمل من أجل النهوض بالأوطان ولا يوجد لديهم مثل هذه الأمور التي يعيشها المجتمع السعودي في حفلات ليس للإكرام.. بل للتفاخر..
وبين البواردي إلى أنه يجب على النساء عدم هدر الأموال في الأسواق في شراء الملبوسات باهظة التكاليف والمستلزمات التي ليس لها داع وتعليم أبنائهم الترشيد.
وكشف البواردي عدداً من الأرقام المخيفة وقال:
إليكم الإحصاءات عباد الله أعداد جوعى العالم حوالي مليار جائع ويهدر يومياً مليار ونصف المليار طن من المواد الغذائية في حاويات القمامة والطرقات على مستوى العالم.. وتبعاً للإحصاء فدول الخليج في مقدمة الدول الأكثر استهلاكاً للأغذية، ففي بلدنا هنا 35% من الغذاء يكب في نفايات منزلية، أي حوالي 13 مليون طن من المواد الغذائية وبقايا الأطعمة في مكبات النفايات، بل إن شركة استلمت نفايات مدينة كبرى لتدويرها اكتشفت أن (65%) منها أطعمة.. وبلغ فائض الأرز في عام واحد الذي رمي في النفايات (90) طناً قيمتها مائة مليون ريال، وبلغ عدد الوجبات الغذائية المهدرة بشكل يومي في المنطقة الشرقية وحدها أربعة ملايين وجبة بحسب ما ذكره المسؤول في جمعية إطعام وغيرها من المناطق.
مشيراً إلى أنه أصبح إسرافنا ظاهرة ومفاخرة حتى اضطررنا لإنشاء جمعيات لحفظ النعمة وإعادة الاستفادة منها مع أن بعض الناس من زيادة جهله لا يتعاملون معها ولا يبالون بها في إسراف يُخيف ويُنذر!