(لكل أجل كتاب) نعم ها هو الأجل قد حل بحبيبي وأخي الزميل فهد بن عبدالله البكران وها هو جثمانه تحت الثرى رحمه الله رحمة واسعة، ولعل من البشائر أنه توفي ووجهه وضاء قد تلألأ وسبابته قد رفعها بشهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله فلله الحمد والمنّة.
تشرفت بزمالته إبان عملنا سويًا في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث عاش طوال عمله في الهيئة الهم الإعلامي، فقد عمل قبل تأسيس إدارة للعلاقات العامة والإعلام مشرفًا ومحررًا لصفحة الرسالة في صحيفة «الجزيرة»، ثم كان -رحمه الله- الساعد الأيمن لأول مدير للعلاقات العامة والإعلام وهو الدكتور عادل المكينزي وبعده تولى هو دفَّة الإدارة بكل احترافية واقتدار، حيث قفزت في عهده قفزات كبيرة لها أثرها في مسيرة الهيئة في مجال العلاقات العامة والإعلام وله السبق في إدخال الهيئة للإذاعة عبر برنامجه الخالد (أضواء على الحسبة)، كما أن له بصمة على مجلة الحسبة، حيث خطت في إدارته خطوات كبيرة جدًا، وبعد أن انتقل إلى وزارة العدل ومن ثم ديوان المظالم وبعدها عاد لوزارة العدل مرة أخرى إلى أن انتهى به المشوار الوظيفي بالتقاعد المبكر فقد كان علامته الفارقة في كل عمل يكلف به التَّميز فهو رجل لا يستسلم أبدًا للعقبات، بل يصنع من التحدي نجاحًا وتميزًا، ومما يعرفه كل من تعامل معه بأنه متألق في تعامله الإنساني مع الناس وخصوصًا من هم تحت إدارته فمن تواضعه لا يعترف بأي فوارق بين رئيس ومرؤوس فتجده مع موظفي إدارته كأنه واحد منهم، فهو يؤمن بروح الفريق الواحد وعلاقاته لا تنقطع بمجرد انتهاء العمل، فخذ مثلاً علاقتي به -رحمه الله- تجاوزت ربع قرن من الزمن لم أجد منه جفوة أو نكرانًا للعشرة ولم تشب علاقتي به أي شائبة أبدًا ولله الحمد والمنّة، بل كان رغم اختلاف أماكن عملنا ومن تباعد أجسادنا إلا أن أرواحنا متآلفة ومتقاربة، ومِما عرفته عنه بره بوالديه ورعايته لإخوته وأخواته وحنوّه على زوجته وأبنائه وبناته وهذا هو سر نجاحه بعد توفيق الله له.
وجهوده الدعوية الإعلامية لم تقتصر على مجال عمله الرسمي، بل له جهد إعلامي في نقل فتاوى العلماء عبر مجلة الدعوة، كما أن له إسهامات -رحمه الله- لا يمكنني حصرها في هذه العجالة.
فهد البكران لا يفي بحقه أبدًا مقال عابر مثل هذا، بل أجد أن الحاجة ماسة لصدور كتاب يرصد سيرته وإنجازاته ولا أجد أفضل من يكتب هذا الكتاب من ابنه الأكبر فيصل وذلك بحكم قربة وبحكم مهارته في الكتابة ولا غرابة فهو امتداد لأبيه فهذا الشبل من ذاك الأسد.
أسأل الله لفقيدنا فهد البكران المغفرة وأن يجبر الله مصابي ومصاب كل محب له وأن يجمعنا في الفردوس الأعلى من الجنة.. آمين.
أحمد بن محمد الجردان - الرياض