إن المناصب لا تدوم لواحد
إن كنت تنكر ذا فأين الأول
فاغرس من الفعل الجميل فضائلا
فإذا - رحلت - فإنها لا ترحل
ففي ليلة الثلاثاء 12/7/1437هـ أقامت إدارة المستشفى العام، ومراكز الرعاية الصحية التابعة للمستشفى بحريملاء حفلاً بهيجاً تكريمياً بإحدى قاعات الاحتفالات بالمحافظة بمناسبة تقاعد الأستاذ عبد الله بعد خدمة حافلة بالعطاء والسمعة الحسنة المعطرة بالثناء نيفت على أربعين حولاً، شمل التكريم عدداً من منسوبي المستشفى المتقاعدين، حضره جَمْعٌ من الوجهاء والموظفين، ومن مديري المستشفيات خارج المحافظة، كما حضر عدد من الذين توالوا على إدارة المستشفى د. مشعل الملحم، ود. فؤاد داغستاني، والأستاذ عبد الله بن ناصر الدليمي، فجميل جداً أن يتجدد ذكر الإنسان إذا أخلد للراحة بعد رحلته الطويلة في خدمة وطنه وبنيه مُخْتتمة بتكريمه وتوديعه، وبالتنويه بإخلاصه في أداء أعماله، وحسن علاقته مع موظفيه ومراجعيه، مراعياً حال الضَّعْفة والمساكين في تسريع متطلباتهم الخاصة والعامة بكل مرونة ويسر، وهذه الصفات الحميدة مُجْتَمِعة في الأستاذ اللطيف عبد الله بن عبد الرحمن اليوسف، الذي تسابق الكثير من رؤساء المراكز الصحية، وزملاء العمل، والمصالح الحكومية، وبعض المواطنين بتقديم كثير من الدروع والهدايا القيمة رمزاً صادقاً لمحبته وتقديره:
فأحيِ ذكرك بالإحسان تزرعه
تُجْمَعْ به لك في الدنيا حياتان
وعند تكامل الضيوف والحضور قام الأستاذ خالد الرفاعي بتقديم برنامج الحفل بكلمة رحب فيها بالحضور، ثم استهل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم رتلها الأستاذ إبراهيم بن عامر العيسى، بعد ذلك أُلقيت كلمات الشكر والتقدير نالت استحسان الحضور، والأستاذ عبد الله يستحق كل تقدير واحترام، فهو مغبوط بما يتحلى به من دماثة خلق كريم، وأدب جم رفيع، فأنا أُهنئه على هذه السجايا المباركة المصاحبة له منذ كان طالباً بالمدرسة التي كنت مشرفاً عليها بجانب عملي مديراً لمعهد المعلمين - آنذاك -، بل وحتى أكمل المرحلة الثانوية بالمعهد العلمي بحريملاء، وما أعقب ذلك من دورات صقلت مواهبه، فهو هادئُ الطبع سمحُ المحيا محبوبٌ لدى معلميه وزملائه، جادٌ في استذكار دروسه في جميع مراحل دراسته.
ثم نهض فألقى كلمة وافية ضافية شكر فيها القائمين على حفل التكريم، وعلى الحضور عامة، مُنوهاً بما توليه الحكومة - أعزها الله بطاعته - من دعم سخي مستمر بما تحتاجه المستشفيات، والمراكز الصحية من أدوية وأجهزة دقيقة متطورة خدمة للمرضى، والمراجعين:
هم الملوك وأبناء الملوك لهم
فضل على الناس في اللأواء والنعم
وبعد الختام اتجه الجميع لتناول طعام العشاء شاكرين ومقدرين كرم ووفاء القائمين على تلك المناسبة السعيدة والمباركة.