«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
اعتاد المواطنون في بلادنا وفي كل بلد عربي وإسلامي أن يستعدوا مبكرا للشهر الكريم من خلال مضاعفة ميزانيتهم لهذا الشهر المبارك من خلال توفير كل ما يحتاجه مطابخهم من مواد تموينية وغذائية يكثر الطلب عليها في رمضان.. كونها لها علاقة بمأكولات وطبخات المائدة الرمضانية والتي عادة ما تكون عامرة بمختلف الأطعمة والمأكولات والحلويات والمشروبات.. لذلك تعلن حالة الطوارئ في كل بيت استعداداً لتأمين وشراء احتياجاتهم من (جازة) رمضان كما تعرف في بلادنا والخليج ويتساوى الجميع في هذا الاستعداد الأغنياء والميسورون ومحدودو الدخل وحتى البسطاء وعامة الناس. فرمضان سفرته غير.. وكل بيت يزيد من كمية الطعام المعد لسفرة الإفطار. تحسبا لقدوم بعض أفراد أسرهم أو معارفهم أو حتى ضيوف يتم استضافتهم على سفرتهم الرمضانية العامرة بالخيرات.. وعادة ما يحرص الجميع في بلادنا على زيادة ذلك نظرا لانتشار عادة (تبادل أطباق رمضان) بين الجيران أو الأهل.. من هنا تتضاعف ميزانية (جازة) رمضان عاما بعد عام مع زيادة أفراد الأسرة الواحدة. ومعروف أن الأسرة السعودية ما شاء الله من الأسر العربية التي تتميز بكثرة أفرادها.. ويزداد عددها في الشهر الكريم حيث يحرص الأبناء الذين يعملون خارج مقر سكن أسرهم العودة مبكرا لتناول طعام الإفطار مع الأسرة. فسفرة وطعام رمضان مع الأهل. له نكهة وطعم ومذاق خاص جدا وعلى الأخص إذا كان الأب والأم أحياء. فوجودهما خير وبركة.؟!
إضافة إلى هناك من يحرص على أخذ إجازته السنوية في الشهر الكريم حتى لا تفوته فرصة الجمعة واللمة العائلية حول السفرة الرمضانية وحتى المشاركة في السهر معا؟!..
وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار عاما بعد عام فجازة رمضان وكما أشرنا سالفا. تخصص لها ميزانية خاصة. لذلك تحرص الأسواق والمجمعات. والمخازن والحوانيت التي تبيع المواد الغذائية على توفير مختلف أنواع الأطعمة والمواد والمشروبات في وقت مبكر. رغم أنها في الأصل متوفرة ولله الحمد طوال العام. وتقدم عروضا مغرية ومخفضة لكن هكذا تعود الجميع التجار والمستهلكون.
الاهتمام بتوفير كل ماله علاقة بالسفرة الرمضانية. وفي العقود الأخيرة اتجهت الأسواق والمجمعات للتسابق في معرض بضائعهم المختلفة والجديدة عبر مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمرئية وحتى المسموعة.. إعلانات مشوقة وملونة وبأسعار منافسة. بل إنها باتت توظف آخر التقنيات والبرامج الإعلانية الحديثة والمتطورة التي تدفع بالمشاهد للاندفاع وبدون تردد لشرائها والحرص على وجودها من بين سلة أو جازة رمضان الغذائية.. وتختلف طريقة البعض في توفير هذه (الجازة) بعضهم يعد قوائم باحتياجاته بالاستعانة على ما تريده سيدة البيت. ومساعدتها من عاملة منزلية أو حتى ما أوصت عليه البنات والأولاد من أطعمة أو مشروبات معينة. وحدث ولا حرج فسوف تتضاعف القوائم وتزداد المبالغ المخصصة لهذه (لجازة) التي عادة ما تطير (برويتب) الموظف المحدود الدخل.. والمعروف أن هناك مشروبات ومأكولات..تقفز عادة في أول القائمة.. كالمكسرات على أنواعها. والفواكه المجففة كقمر الدين والتين.. وأنواع معينة من الطحين الخاصة بعمل الحلويات. كالقيمات.؟! وماذا بعد سفرة أو (جازة) رمضان تحتاج كل عام لميزانية خاصة يدفعها الجميع وهو سعيد.. فبعد رمضان يأتي العيد.؟!