«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
تشكل الخناجر في المملكة ودول الخليج موروثا فنيا وتراثيا أبدع فيه الحرفيون ويتفنن الصناع المهرة في المملكة واليمن وعمان والإمارات والبحرين في تصنيع أجود أنواع الخناجر المطعمة بالذهب والفضة.. وتعتبر بعض الخناجر أو «الجنبيات» كما تسمى في اليمن ثروة لا تقدر بمال كلما مر عليها الزمن. بل ولها اعتبار وتقدير كبيرين حيث وظفت في اعلام وشعارات بعض الدول الخليجية نظرا لأهميتها كرمز وطني تعتز به الدولة وتفخر كما هو الحال في سلطنة عمان والإمارات والبحرين وحتى اليمن.. وفي المملكة ينتشر الخنجر في جنوب المملكة كسير ونجران وجيزان.. وخلال الأفراح والمناسبات يرقص الاهالي بالخناجر ويرددون الاهازيج من الحناجر.. كذلك الحال في اليمن وسلطنة عمان. وسوريا والعراق. ومن هنا بات الخنجر أو الجنبية مكانة وقيمة خاصة فهو يهدى لكبار الزوار وضيوف هذه الدولة وتلك.. ويعتبر ايضا رمزا للرجولة والاعتزاز والقوة والبسالة.. وللخناجر حكايات وقصص عديدة تروى في ليالي السمر واللقاءات الحميمة ومع الايام تحولت الخناجر الى سلعة تجارية يتهافت ويقبل عليها السياح وزوار الدول الخليجية التي تشتهر اكثر من غيرها بصناعة وتجارة الخناجر.. كما هو الحال في اليمن وسلطنة عمان. وتزخر متاحف المملكة والدول الخليجية والعربية بوجود انواع مختلفة منها. وتعتبر كل من سلطنة عمان واليمن الدول الاكثر اهتمام بالخناجر حيث تشاهد من ضمن ملابسهم خلال مختلف المناسبات فلا يكتمل الزي أو اللباس الا بوجود « الخنجر « أو الجنبية. وعادة مايشد الخنجر بحزام جلدي مطعم بالفصوص والأحجار الكريمة وزخارف من الفضة والذهب.. وتجدر الاشارة الى أن بعض انواع الخناجر تصل اسعارها الى مبالغ مرتفعة وحتى خيالية وكلما مضى على صناعة الخنجر أو الجنبية عقدا من الزمن كلما ارفع سعره وحلق عاليا بصورة مثيرة ومفرحة لمالكه. كما حصل قبل سنوات عندما بيع خنجر «جنبية» بمليون دولار ويعود تاريخ هذه الجنبية الثمينة الى عام 652هـ وتنتسب ملكيته الى الامام شرف الدين أحد أئمة اليمن.. وهناك جنبية ثمينة ولا تقدر بثمن وهي التي كان يملكها الشيخ عبد الله الأحر رحمه الله فتاريخها يعود الى 420 سنة وهي تعود في الاصل للإمام يحى حميد الدين. وتوجد في سلطنة عمان خناجر ثمينة جدا من ضمن ممتلكات السلطنة. ولدى شخصيات عمانية شهيرة.. كذلك خناجر خاصة بشيوخ الإمارات الراحلين وكذلك شيوخ البحرين وقطر فهي خناجر ثمية لا يمكن بيعها ولا التفريط فيها فهي قبل وبعد ثروة وطنية وتاريخية يحرص الجميع على المحافظة عليها.. وعرضها في المعارض الدولية التي تشارك فيها الدولة.. نسيت أن اشير الى أن للخناجر والجنبيات أشكالا وأنواعا مختلفة فهناك الخنجر ذو السكين المنحنية والمستقيمة. والعادية والثمينة وكل ما ازدادت النقوش والزخرفة في غمدها ومقبضها كلما تضاعف سعرها..