«الجزيرة» - المحليات:
أكد الدكتور فهد العرابي الحارثي رئيس مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام انهيار ديكتاتورية المثقفين بعد أن أصبحت المعرفة والثقافة متاحة للجميع في أي وقت وأي مكان من خلال التطور الكبير في أنظمة المعلومات والاتصالات.
وقال الدكتور فهد العرابي الحارثي في كلمة بملتقى «تجاربهم في القراءة» بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة مساء أمس الأول، إن القراءة هي السبيل الأمثل لمكافحة الأمية الهجائية، موضحاً أن من شروط القراءة الصحيحة الفهم ثم الاستيعاب فالاستنتاج والذي يؤدي بالقارئ إلى الكتابة ومن ثم ظهور منتج ثقافي جديد.
وفند رئيس مركز «أسبار» مقولة إن الناس لا يقرأون مؤكداً أن الناس في هذا العصر، يقرأون أكثر من السابق، وأولادنا أكثر ثقافة منا لأن وسائل المعرفة أصبحت متوفرة وكثيرة بصورة لم تكن متاحة للأجيال السابقة، حيث أن الأشخاص يمسون وهم يحملون مكتبات كاملة بها عشرات أو مئات الكتب على جوالاتهم أو غيرها من الوسائط الإلكترونية، كما أن عملية إنتاج ونشر الثقافة أصبحت أمراً سهلاً وميسراً في الوقت الراهن مقارنة بالعصور الماضية، مدللاً على ذلك بوجود روايات تم نشرها عبر الإنترنت تجاوز عدد قرائها 4 ملايين قارئ.
وقسم الحارثي القراءة لثلاثة أنواع هي: القراءة الإقرائية والتي يستقيها الفرد في مراحل تعليمه من المقررات الدراسية والبحوث وغيرها، ثم قراءة المتعة والتي يختارها الفرد بإرادته متى شاء من روايات وكتب في مجالات مختلفة، والقراءة المهنية وهي القراءة فيما يتعلق بعمل الفرد لكي يكون ملماً بمهام عمله.
ودعا الدكتور الحارثي الجميع إلى القراءة والتفكير فقال: «اقرأوا كثيراً ولكن فكروا أكثر، فيجب إعطاء العقل وقتاً للتفكير فيما تم قراءته قبل قراءة شيء جديد، مضيفاً أن الجهل ليس معطلاً للحياة وحسب بل أيضاً معطل للتنمية بكافة مجالاتها. وكشف د. الحارثي أن من أكثر الكتب تأثيراً في مسيرته الأدبية كتاب «الأيام» لطه حسين، وكتاب «تحت راية القرآن» لمصطفى صادق الرافعي الذي كتبه في الرد على طه حسين. ووجه الدكتور الحارثي رسالة لطلاب المملكة المبتعثين في الخارج قال فيها: اقرأوا كثيراً ولكن تلفتوا وانظروا حولكم أكثر للتعرف على ثقافات من جنسيات مختلفة فليس الهدف هو العودة بشهادة جامعية فقط وإنما أن تعود بتجربة ثرية دراسياً وثقافياً ومعرفياً.