يلحظ المتابع للشأن السياحي والتراثي في المملكة تطورا لافتا في وعي المجتمع بهذا القطاع وتفاعله معه وتحمسه للمشاريع والبرامج المتعلقة به، بعد أن كان هناك في السنوات الماضية ما يشبه التحسس والتردد من قبل فئات من المجتمع في التعامل والتعاطي مع السياحة والتراث والقضايا المتعلقة بها.
«لقد كان تحقيق القبول الاجتماعي للسياحة والتراث من أبرز إنجازات الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني التي حققتها في عمرها القصير»، هذا ما أكده الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة في كلمته في المؤتمر الدولي الأول للسياحة من أجل التنمية الذي أقيم الأسبوع الماضي في العاصمة الصينية بكين، مؤكداً سموه أن التحول نحو السياحة والتراث في المملكة حدث في عقول وقلوب المواطنين حتى تحولت القناعة بها إلى مطالبة ملحة بتطويرها وتمكين مشاريعها.
ومما لا شك فيها أن تخصيص رؤية المملكة 2030 جانبا كبيرا من اهتمامها وبرامجها لقطاعي السياحة والتراث يمثل نتاجا لهذا التحول الفكري والمجتمعي.
ومنذ إنشائها قبل نحو 15 عاما الهيئة أولت الهيئة اهتماما خاصا من بالتواصل مع المجتمع ورفع وعي المواطنين بالسياحة وتفاعلهم معها، ووضعت برامج توعوية موجهة لفئات متخصصة من المجتمع مثل برنامج التربية السياحية المدرسية «ابتسم» الموجه للطلاب والطالبات، وبرنامج تهيئة المجتمعات المحلية «السياحة تثري» الموجه للمسؤولين والمجتمعات المحلية، إلى جانب الحملات والأنشطة الإعلامية والتسويقية والتثقيفية، إضافة إلى عدد كبير من المواد والإصدارات والمطبوعات الإعلامية التي تجاوزت الـ 5000 مادة في الصحف ووسائل الإعلام من ضمنها التقارير والتحقيقات الصحفية المستمرة، كما بدأت الهيئة في تنفيذ برنامج «عيش السعودية» الذي أطلقته العام الماضي بالتعاون مع وزارة التعليم وعدد من الجهات الحكومية والشركات الأهلية ويستهدف تنظيم رحلات لأكثر من مليون طالب وطالبة في مناطق المملكة ومعالمها التاريخية والتراثية.
وقد أثمر الاهتمام بالتراث الوطني في المملكة الذي تبنته الهيئة في تحقيق عدد من المنجزات التي توجت ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري الذي يجمع كل مكونات التراث الوطني تحت مظلة موحدة بهدف ترميم الانقطاع الذي حدث بين المواطن وتراثه الوطني وإعادة بناء علاقة الإنسان بالأماكن التي تشكلت فيها ذاكرة آبائه وأجداده، وانطلقت منها ملحمة وحدتنا الوطنية المباركة بالإضافة إلى تعزيز القيمة الكبيرة التي يمثلها التراث الوطني على الجانب الاقتصادي، وتحقيق التنمية المتوازنة وفرص العمل الوافرة خصوصاً في المناطق البعيدة عن الحواضر الكبرى.
- سعود المقبل
mogbels@scta.gov.sa