بريدة - صالح الغفيص:
سجل الرائد سطرا جديدا من تاريخه مع التحدي وعزف ملحمة لا يجيدها سوى الرائد وجماهيره الكبيرة الذين أضاؤا مدينة بريدة بلون الفرح الطاغي بعد أن وقّع صك بقائه بدوري عبداللطيف جميل من الباب الصعب محققاً فوزا مستحقا على الباطن بأربعة أهدف مقابل هدف في مباراة الإياب لتحديد الصاعد والباقي بدوري الأضواء بعد أن انتهت مباراة الذهاب بفوز الباطن بهدفين مقابل هدف وسجل الباطن حضورا فنياً مميزا لكن الخبرة والضغط الجماهيري أثّر على لاعبيه بجانب قوة لاعبي الرائد البدنية، سجل للرائد ماركوس بيتزيلي (د 3) ضربة جزاء, وصالح الشهري (د 29) وسلطان السوادي (د 82) وإسماعيل بانقورا (د 94) فيما سجل للباطن صباح جدوع (د 83) وشهدت المباراة حضورا جماهيريا كبيرا زفّ رائد التحدي لمكانه الطبيعي.
كما هي مباراة الذهاب شهدت الدقائق الأولى جزائية لكن هذه المرة استغلها الرائد ليسجل الأرميني ماركوس بيتزيلي في الدقيقة الثانية بعد أن تسبب مدافع الباطن غنيمان بضرب رأس عبدالله الشامخ داخل المنطقة لم يتردد شكري الحنفوش من احتسابها جزائية لتلتهب أجواء المباراة وتتبدل كل طرق اللعب للمدربين ويصبح اللعب مفتوحا من الطرفين وسط أجواء جماهيرية صاخبة من الجمهور الرائدي.
حتى الدقيقة 17 لم يعلن الفريقان عن رغبة هجومية محكمة فجاءت المحاولات خجولة وغير فعالة خاصة أن اللعب الطولي كان سمة الإمداد الهجومي الذي غالبا ما ينتهي برؤوس المدافعين.
الدقيقة السابعة عشر أعلن الباطن عن حضوره وكاد أن يسجل التعادل بعد أن استغل سهو مطلق خروج الشمري الخاطئ لتغطية الكرة الجانبية ليسددها بالمرمى الخالي لكن الشامخ كان بالمكان الخاطئ لتصطدم الكرة بقدمه وتتنهي حالة الخطورة التي كادت أن تصعب الأمور على الرائد المطالب بعدم ولوج أي هدف بمرماه.
لم يستسلم لاعبو الباطن واستغلوا الثغرة الأضعف للرائد المتمثلة بضياع دور محاور اللعب ليكون وسط الملعب منطلق الهجمات بدلا من اللعب الطولي وشهدت الدقيقة الثالثة والعشرون مطالبة لاعبي الباطن بجزائية لسقوط سهو داخل المنطقة أثر احتكاك على كرة رأسية بينه والمدافع حسين شويش أثبتت الإعادة عدم وجود ما يستدعي احتسابها, وكرر الباطن محاولاته ليسدد الدخيل فوق مرمى الشمري.
الرائد كان رغم ضغط الباطن يمتاز بالهدوء واللعب بتركيز على اندفاع لاعبي خط الدفاع للباطن وكانت النتيجة أن توج الرائد هدوءه وذكاء لاعبيه بهدف ثان عند الدقيقة التاسعة والعشرين عن طريق صالح الشهري الذي استغل عكسية الشامخ من اليسار داخل المنطقة وبعيدا عن الرقابة أصلحها بحرفية بصدره وسددها مباشرة على يسار مزيد فريح لتعود مدرجات الرائد للصخب من جديد ويزداد الضغط على لاعبي الباطن بشكل أكبر.
حاول الدخيل في الدقيقة الواحدة والثلاثين بتسديدة قوية من خارج المنطقة أنقذها الشمري ليسيطر الباطن على الخطورة الهجومية بعد أن أصبح فيصل عيادة مصدر الخطورة برميات التماس الطويلة والتي أربكت الدفاعات الرائدية كثيراً لاسيما وأن بابا ديوب يشارك باقتناص تلك الرميات لطوله الفارع وبنيته الجسمانية القوية.
مهاجم الرائد الشهري امتاز باختيار المكان الخالي من الرقابة للوصول لمرمى الباطن وكاد أن يسجل في الدقيقة الثامنة والثلاثين بعد أن ارتقى لكرة رأسية لعبها فوق المرمى.
عاد الرائد للخطورة في الدقيقة الأربعين بعد انفراد الجهني من منتصف ملعب الباطن لكن الحارس خرج سريعا لينقذ الموقف خارج منطقة الجزاء.
مهاجم الباطن الدخيل حاول تقليص الفارق عند الدقيقة الرابعة والأربعين بتسديدة عنيفة مرت جوار القائم الأيسر للشمري ليعود اللاعب نفسه ويضيع أثمن الفرص بعد أن تلقى كرة سهو مطلق الرأسية ليواجه المرمى ويسددها خارجه بشكل متسرع مضيعا أثمن فرصة.
لم يتحرك الصربي الكسندر والوطني القروني لاستخدام ورقة التبديلات في هذا الشوط حتى أعلن الحنفوش نهايته بتقدم الرائد بهدفين دون مقابل.
كانت الرغبة في الهجوم من قبل لاعبي الباطن انطلقت مع بداية الشوط الثاني الذي شهد إنذارين مزدوجين لنايف عيسى ومهنا واقص (د49) لم تمنع المتحرك الدخيل من ضربة رأسية (د51) كادت أن تقلص الفارق لكنها اعتلت المرمى الرائدي، عاد الدخيل ليسدد ضربة حرة مباشرة بالقرب من المرمى الرائدي لكن الحائط صدها بامتياز، الدقيقة 61 تتبعثر أوراق المدرب القروني بمغادرة السنغالي بابا ديوب مصابا ليحل صباح جدوع بديلا عنه.
وتسببت إصابة المهاجم الشهري (د71) في اللقطة التكتيكية الأولى لمدرب الرائد الكسندر بعد أن زج بالمدافع إبراهيم مدخلي كلاعب محور بديلا عنه في دلالة على اللجوء للدفاع أمام محاولات الباطن.
مهاجم الرائد أضاع فرصة سانحة لزيادة الغلة بعد أن سدد كرة سهلة من خارج منطقة الجزاء (د78) ليرد سهو مطلق باختراق ذكي واجه خلاله الحارس الشمري لعبها قوية تصطدم بقدم الشمري وتنتهي خطورتها كأثمن الفرص الضائعة.
لاعب الرائد سلطان السوادي أطلق الفرح الرائدي في الدقيقة الثانية والسبعين بتسجيله الهدف الثالث مستغل تمريرة إسماعيل بانقورا لكن الفرح لم يدم سوى دقيقة واحدة بعد أن أعلن الباطن حضوره عن طريق البديل صباح جدوع الذي سجل الهدف الأول لفريقه برأسية رائعة، حاول الدخيل من خلال تصويبة لضربة حرة خطرة في الدقيقة السابعة والثمانين لكن كرته كانت خارج المرمى.
أربع دقائق إضافية احتسبها الحنفوش كانت عاصفة من التوتر والقلق الجماهيري والعناصري داخل الميدان أطلق معها جدعان مهنا مدافع الباطن نهاية قصة الباطن بعد تسببه بجزائية لإعاقته بيتزلي في الدقيقة الأخيرة سددها إسماعيل بانقورا مسجلا أغلى هدفاً رائدياً هذا الموسم ومعلنا بقاء رائد التحدي بدوري عبداللطيف جميل وسط جنون جماهيري صاخب وفرحة إدارية وشرفية.