تقرير - سامي اليوسف:
ما يزال المدرج الهلالي يغلي، وحتى ساعة إعداد هذا التقرير ، وربما نشره، لم يكتفِ الهلاليون في مواقع التواصل الاجتماعي من نشر جمل، وتغريدات النقد القاسي بحق ادارتهم، ونجوم فريقهم الكروي إلى حد جلد الذات، وذلك على خلفية الخروج الآسيوي المُر على يد لوكوموتيف الأوزبكي (حديث التأسيس في 2002, ولا يقارن بتاريخ وإنجازات الهلال )، ليصبح دور الثمانية في دوري أبطال آسيا خالياً من الفرق السعودية لأول مرة منذ عام 2008.
الجزيرة وجهت سؤالاً لمجموعة من الهلاليين يختلفون في صفتهم، وفئتهم العمرية، وقربهم، وبعدهم عن مقر النادي مفاده: ماهي الخطوات التصحيحية التي ترسم خارطة الطريق لعودة الهلال إلى الصدارة كسابق عهده؟!.
جاءت الإجابات متطابقة في محاورها، مختلفة في تفاصيلها، نستعرض أبرزها، قبل تلخيصها.
مراجعة العقود
يطالب أول مدير عام لنادي الهلال البدر الساهر الحربي باعادة صياغة العقود الإحترافية للاعبين «يجب أن يرتبط كمال العقد بالقرب من كمال العطاء»، وكذلك إجراء غربلة شاملة للفريق.
ويقترح أن تتعاقد الإدارة مع جهاز فني عالي المستوى له تاريخ من المدرسة اللاتينية، فأوروبا لا تناسب اللاعب السعودي مطلقا وبسببها تكثر الإصابات، وكذلك جهاز طبي رفيع المستوى، وتعيين مشرف على كرة القدم، وتشكيل مجلس إداري تنفيذي مصغر ( إدارة الأزمات) يرتبط به جهاز كرة القدم.
من جانبه، يطالب المحامي صالح المقبل بالبعد عن العقود المليونية الكبيرة مع اللاعبين المحليين والتي أرهقت خزينة النادي وأدخلت في نفوس اللاعبين الكبر والتعالي، ويحث الإدارة على تطبيق الدوام الكامل في النادي على أن تخصص الفترة الصباحية للمحاضرات في التكتيك وعلم النفس واللغة الإنجليزية، والفترة المسائية للتمارين، مع تصعيد لاعبي الأولمبي والشباب البارزين، والتوقيع معهم بعقود احترافية معقولة.
واتفق مع المطالبين بالغربلة في الهيكلة الإدارية في النادي، وإبعاد غير المنتجين في الإدارة، والاستعانة بالكفاءات والخبرات التي يستفاد منها، ومن بين هؤلاء الإداري الخبير منصور الأحمد وتعيينه مديرًا للفريق الأول.
ينصح الإعلامي سلطان السيف الإدارة الهلالية مراجعة وتقليص العقود المليونية الضخمة للاعبين لايقدمون شيئاً وغير منضبطين فنياً وسلوكياً، «معظم لاعبي الجيل الحالي لايستحقون أن يتحمل النادي مديونيات وأعباء مالية بسبب عقودهم».
ويواصل نصائحه «يجب أن يعلن الشلهوب وياسر وكريري اعتزالهم بعدما قدموا كل مالديهم حفاظاً على تاريخهم في ظل تقدمهم بالسن، واللعب مع جيل لايشجع هذه الأسماء الكبيرة على البقاء، والتعاقد مع مدرب طموح يستطيع إعادة صياغة الفريق ويعشق صناعة الأسماء الواعدة، إذ ليس بالضرورة أن يكون اسماً لامعا، وتسريح الثلاثي الأجنبي والإبقاء على إدواردو».
ويتفق معن القويعي بضرورة مراجعة العقود الاحترافية للاعبين، وتطبيق الاحتراف بحذافيره، وفق لائحة واضحة دون تمييز، ويشدد على أهمية استقلالية الإدارة من الناحية المالية وأن لايرتبط بقاؤها بدعم أعضاء الشرف ، أو أن تتحول إلى إدارة تنفيذية فقط، وحذر الإعلاميين القريبين من الإدارة واللاعبين من تحولهم إلى مجاملين في تقاريرهم، وآرائهم التي تُبث عن النادي والفريق الكروي، فالشفافية مطلوبة من الطرفين الإدارة والإعلام وتحكمه ضوابط مهنية لتلقى تلك التقارير صدى مقبولاً عند الجمهور الذي بدوره يجب أن يرتقي في تعامله مع الأحداث واللاعبين بعيداً عن العاطفة التي تسمح للاعبين المتخاذلين بالدلال، أو عدم الشعور بالمسؤولية.
رئيس الـ «حسم»
يقول المشجع الهلالي سلطان الكثيري إن الهلال يحتاج إلى رئيس يتحدث ويدفع بالملايين يتعامل بصرامة مع عينات اللاعبين الذين خذلوا طموحنا، وتوقعاتنا، ويتعاقد مع مدرب خبير، ولاعبين في خانات صناعة اللعب والمحور.
يؤيد الكثيري رحيل اللاعبين الأجانب ما عدا الكوري الجنوبي كواك، ويشدد على أهمية تعيين مدير للفريق يتمتع بقوة الشخصية، وتصعيد لاعبي الأولمبي.
ومثله يرى محمد الموسى أن الرئيس القوي مالياً وإدارياً مطلوب في هذه المرحلة إلى جانب تنصيب رئيس مقتدر مالياً وثقافةً لهيئة أعضاء الشرف، وتعيين مدير للفريق الكروي بمواصفات طارق كيال يجمع بين الخبرة وقوة الشخصية، وإبعاد اللاعبين الذين لا يبالون بمشاعر جمهور الهلال إما بالإعارة، أو بيع عقودهم، والرباعي الأجنبي، والبحث عن حارس ومدافع محلي، ورأس حربة أجنبي. لا يبتعد ناصر خالد الصقري كثيراً في رأيه عن مواصفات رئيس الهلال مؤكداً ضرورة توافر قوة الشخصية، وقوة الضخ المالي، والمبادرة دون انتظار رأي أو فزعة من أعضاء الشرف. وطالب بمدير للفريق بمواصفات واحد من الثلاثة: النعيمة، كيال أو الجابر، وكذلك مدرب يشبه في شخصيته وإدارته كوزمين أو غيريتس، ولاعبين أجانب مثل عينة ويلي ورادوي، ولاعبين محليين يجمعون المستوى والطموح كالمقهوي والمؤشر.
وقال إن انتصارات الفريق لن تتحقق إلا بمحاسبة اللاعبين المقصرين وخصّ بالذكر الثلاثي: العابد وسالم والفرج.
أخصائي نفسي ومدير قوي
ذكّر شعيب الشعيبي مسؤولي نادي الهلال بأهمية الاستعانة باختصاصي في الطب النفسي على درجة علمية رفيعة لتهيئة اللاعبين نفسياً قبيل المواجهات التنافسية المصيرية، والهامة.
وجدّد المطالبة أسوة بغيره من مشجعي الزعيم الاستغناء عن مدير الفريق الحالي فهد المفرج، ورشح عبدالحكيم العضيب الإداري منصور الأحمد للتصدي لهذه المهمة لأهمية المرحلة المقبلة خاصة وأنه يجيد مناقشة المدرب في الأمور الفنية متمنياً في الوقت ذاته أن تكون هوية المدرب القادم لاتينيا، والتعاقد مع باجندوح، وإعارة اللاعبين غير المفيدين أمثال القرني والدوسري، وأضاف لهما سالم والفرج حتى يستعيدوا مستوياتهم.
وطرح الإعلامي ناصر الغربي اسم قائد الهلال السابق عبدالله فودة (العمدة) لشغل منصب مدير الفريق الكروي الأول في الفترة المقبلة إلى جانب الأحمد.
وعاد عبدالله حمد مطالباً بتطبيق التدريبات الصباحية، والتعاقد مع مدرب بعقلية الروماني كوزمين، وأجانب على مستوى عال.
يشير صالح الحربي إلى صفة الحزم لوحدها لا تكفي في مواصفات مدير الفريق القادم، بل يجب أن يجتمع القدرة على النقاش في الأمور الفنية والتحليل، وأكد على أهمية توفر السيولة المادية للرئيس، وتصعيد لاعبي الأولمبي، وتسريح بعض اللاعبين وذكر منهم القائد ياسر القحطاني بنظام الاعارة.
ويشاطره صالح الشمري الرأي، ولكنه زاد على وجوب أن يقوم الإعلام الهلالي - على حد وصفه- بدوره، وأن يبحث عن مصلحة الهلال بعيداً عن مجاملة الأشخاص.
ويحدد عماد القحطاني أضلاع النجاح الأربعة في الفترة المقبلة في ادارة صارمة وتمتلك سيولة مادية تستطيع بموجبها حسم التعاقدات، ومدرب قوي الشخصية ومعه مدير فريق صارم، واستقطابات محلية و4 أجانب يحدثون الفارق.
وفي ذات السياق، يقول مدير العلاقات العامة السابق بالنادي عبدالعزيز البدراني ادارة الفريق سجلت ضعفاً واضحاً والشواهد عديدة، ويجب اختيار المحترفين الأجانب بعناية فائقة دون تسرع، واجراء غربلة للفريق. بينما طرح محمد العُمري اسم الدكتور عبدالعزيز الخالد للاستعانة به لشغل منصب مدير الفريق لبراعته في الجانب الفني، ويضيف:» على الإدارة أن تتعاقد مبكرًا مع مدرب للفريق، واطلاعه على مباريات الأولمبي وأبرز عناصره المرشحين للتصعيد للفريق الأول، وتوجيه الشكر للاعبين الكبار مثل ياسر القحطاني وسعود كريري مع الإبقاء على الشلهوب، ومخالصة اللاعبين الذين لم يستفد منهم الفريق طوال الموسمين الماضيين، ولا مجاملة في هذا التوجه، والتعاقد مع رباعي أجنبي مميز خاصة في خانتيّ المحور ورأس الحربة».
مبادئ ثقافة الهلال
يقول عبدالله الأحمد: «افتقدنا ثقافة الهلال وليس بطولات الهلال.. قضية تغير مدرب وتنسيق أو شراء لاعب ستعيد للهلال بطولة، أو بطولتين لا أكثر، ولكن لن تعيد الهلال كما عرفناه، يجب أن نتعامل مع المرض و ليس الأعراض إن كنّا جادين في الإصلاح بعيداً عن المسكنات المؤقتة».
يواصل:» مجد الهلال لم يبن على المال فقط، وليس ملكية خاصة لأحد يجب أن يعود الهلال إلى حاضنته «جمهوره» و»إعلامه» بعيداً عن الدعم المشروط، ويجب إعادة تفعيل وصياغة الجمعية العمومية وتفعيل دور الجمهور في رسم سياسة النادي واختيار الرئيس .. جمهور الهلال يقود و لا ينقاد وهذا مبدأ الإدارة بالمشاركة، والتركيز على بناء جيل جديد، وفصل الإشراف على كرة القدم عن رئاسة النادي من مبدأ توزيع المسؤوليات، و تشكيل لجنة فنية من أهل الخبرة تكون مسؤولة عن ملف التعاقدات من مدربين ولاعبين وتكون معلنة وليس سراً من أسرار الرئيس ليتم محاسبتها من مبدأ التخصص للاستفادة من خبرات أجيال هلالية سابقة، وتفعيل مبدأ الشفافية، وإعادة صياغة مجلس أعضاء الشرف بطريقة أكثر كفاءة و فاعلية».
يختم الأحمد:» عليهم أن يضعوا صورة لدموع صالح النعيمة بعد مباراة النصر في أكبر حائط في النادي ويقال للعابد وزمرته قفوا بانتباه ياهؤلاء .. من هنا مر مجد الهلال…!».
يتفق أحمد الغامدي من الدمام مع رأي الأحمد بخصوص البناء، ويقول:» يجب إحداث تغيير كبير للفريق على مستوى اللاعبين المحليين و الأجانب، والاستعانة ببعض من لاعبين الأولمبي المميزين، وتطعيمهم ببعض أصحاب الخبرة المحليين المميزين، و أجانب على مستوى عال يصنعون الفارق، فالفترة الحالية تعتبر مرحلة بناء جديدة لجيل جديد وتحتاج لمدرب كبير يستطيع بناء الفريق و في نفس الوقت يطور اللاعبين الصاعدين من الأولمبي إلى الفريق الأول بوجود جهاز إداري قادر على فرض الانضباط، والاستعانة بخبرات اللاعبين القدامى».
تصفية وتصعيد
ينادي أحمد المنيع بتصفية الفريق من أشباه اللاعبين - على حد وصفه- دون النظر إلى الأسماء والعقود، وتدعيمه بثلاثي أجانب على الأقل على مستوى عال مع الإبقاء على إدواردو، وجلب جهاز فني يتمتع بالقوة والجرأة و ( يفضل من المدرسة اللاتينية ).
يجدد بدر التميمي المطالبة بتصعيد لاعبي الأولمبي والتعاقد مع رباعي أجنبي مميز، والتطعيم بصفقات محلية دفاع ومحور وحارس في ظل وجود إداري قوي شخصية، وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب، وتفعيل التدريبات الصباحية والمسائية، وفتح التدريبات للجمهور طوال الموسم وإقفال التدريب التكتيكي الذي يسبق المباراة فقط.
ولا يختلف كثيرًا ماهر العتيبي عن من سبقوه من الهلاليين في مطالبهم، ورؤيتهم للمرحلة المقبلة، ولكنه يتمنى إلى جانب تصعيد 5 من لاعبي الأولمبي، التعاقد مع مدرب بمواصفات البلجيكي غيريتس وطاقمه التدريبي.
إعادة صياغة
يؤكد الإعلامي المخضرم محمد الدويش «أبو فهد» حاجة فريق الهلال إلى إعادة صياغة بالكامل بدءا من اختيار جهاز فني يرأسه مدرب متمكن من نوعية كوزمين وغيريتس، وكذلك جهاز إداري يرأسه شخص يملك كايرزما القيادة من قوة الشخصية والقرب من اللاعبين والقدرة على احتواء أي مشكلة قبل استفحالها.
ويزيد:» أمام الإدارة فرصة لا تعوض بإتخاذ قرار جريء بإعارة بعض الأسماء التي تعاني من هبوط المستوى لإبعادها عن الضغوط لاستعادة مستوياتها السابقة، والاستغناء نهائيا عن أسماء قدمت مالديها، وأخرى لا تحترم الشعار ولا تشعر بالمسؤولية رغم الفرص الكثيرة التي منحت لها، والاستفادة من بعض الأسماء الصاعدة من الأولمبي، وإعارة أخرى للاستفادة منها مستقبلا، والبحث عن أسماء محلية في خانة قلب الدفاع والمحور ومهاجم محلي أيضاً».
يشير الدويش إلى أهمية القائد، فيقول:» لابد من اختيار قائد ميداني للفريق تتوفر فيه صفات القيادة، فوجود القائد المتميز أمر غفل عنه الهلاليون كثيراً، وباتت شارة القيادة تنتقل بين أكثر من 4 لاعبين في شوط واحد، إن غياب القائد يعني تفشي الفوضى داخل الملعب وهو ما يعاني منه الهلال حالياً».
ويقترح تكوين لجنة استشارية، أو تعيين مستشار فني للرئيس يقدم له المشورة والرأي الفني، وشدد على معاملة اللاعبين كمحترفين فعلاً عن طريق محاسبتهم عند أي تقصير، أو تهاون في الأداء، أو عدم احترام الشعار.
ويختم رأيه:» كل ما سبق يحتاج لقرارات جريئة بعيداً عن التردد والمجاملات، والمواسم السابقة غاب القرار الشجاع، وغاب معه الهلال».
ويتساءل الإعلامي محمد الشنيفي:» هل تعلم أن الهلال هذا الموسم لم يستفد من الضربات الحرة ؟، كذلك لم يسبق للهلال ان تعاقد مع لاعب بسن كريري ؟، وأن لاعب الأولمبي القطام على ما أعتقد شارك المنتخب الأولمبي قبل ثلاث سنوات مع عبدالفتاح عسيري الذي يشارك الاتحاذ منذ ثلاثة مواسم ؟».
ويجدد المطالبة كغيره بالتعاقد مع مدرب صارم من عينة برودوم وغيريتس، وعدم مجاملة بعض أعضاء الشرف والطلب من لاعبيهم المفضلين الاعتزال بالإضافة لتصعيد نجوم الأولمبي، والتعاقد مع عناصر أجنبية متميزة كالسابق، ومدير إداري متمكن يملك اتخاذ القرار.
* * *
خطوات التصحيح
فيما نلخص أبرز الخطوات التصحيحية التي وضعها الهلاليون عبر «الجزيرة» لرسم معالم خارطة الطريق لعودة فريقهم الكروي الأول إلى الصدارة كما كان:
* تواجد رئيس «حاسم» وصارم على سدة رئاسة النادي
* التعاقد مع مدرب «لاتيني» صارم يطور ويبني فريقاً قوياً
* إجراء غربلة، أو تصفية شاملة للاعبي الفريق
* اعتزال الثنائي ياسر القحطاني ، سعود كريري أو إعارتهما مع لاعبين آخرين
* استبدال الرباعي الأجنبي برباعي مميز منهم قلب دفاع، ومحور، ورأس حربة تقليدي
* تصعيد أبرز لاعبي الأولمبي (الاحلال)
* استبدال مدير الفريق الحالي بالاداري منصور الأحمد
* مراجعة عقود اللاعبين المليونية وربط التجديد بضوابط وشروط
* استقطابات محلية تعزز التنافس والتحدي بين اللاعبين على الخانة
* الاستعانة باختصاصي نفسي قبل مواجهات الحسم
* استحداث لجنة فنية استشارية للتعاقدات
* عودة التدريبات الصباحية
* الشفافية وفتح التدريبات أمام الجمهور
* فصل الإشراف على الفريق عن الإدارة
* التأكيد على أن الهلال ليس ملكية خاصة