عيسى الحكمي
إذا لم يستطع النصراويون في أسرع وقت إعادة ترتيب أوراق الوفاق مع عضو شرفهم الداعم فإن النادي العاصمي المثقل بالديون في ظل ضعف الموارد الداخلية والاستثمارية سيقبل على مستقبل لا يمكن التنبؤ به خاصة وأن جماهيره العاشقة لا تريد من وراء هذه المشاهد سوى مشهد واحد وهو أن يكون العالمي في القمة مبتعدة بذلك عن التحزبات والاختلافات الشخصية، بل إن ما يهمها في هذا الوقت هو أن يدلف الفريق إلى ملعب الملك عبد الله بن عبد العزيز مساء الأحد لتحقيق كأس خادم الحرمين الشريفين وإنقاذ موسم صعب حل بهم بعد موسمين من الفرح.
ولعل في بيان فهد المطوع الذي أعلن انسحابه من رغبة الترشح لرئاسة النادي «تعليق للجرس» عندما أعلن ما هو أهم من الإنسحاب وهو تعليق العضو الداعم لعضويته الشرفية، وبالتالي تثبيت تعليق دعمه الذي توقف أساسا في مطلع هذا الموسم بسبب اختلافات جوهرية مع إدارة النادي ولم يتم احتواؤها فوصلت الأمور لما هي عليه الآن من بيانات ومواعيد في حين كتلة الديون تتزايد ولا تزال قابلة للزيادة أكثر.
في ظل هذه الأوضاع، المهتمون بالشأن النصراوي من داخل البيت الأصفر وخارجه انقسموا الى فريقين: الأول يقف في صف الكيان ولا يهمه سوى مستقبل النادي ولن يقبل بالمسكنات التي لا تكفي لإزالة الألم، وبالتالي فهو يرى أن رحيل العضو الداعم يعني تمزيق خارطة الطريق أمام تجفيف الديون وخسارة مبلغ ثقيل جدا بعد أن أعلن الداعم تكفله بـ126 مليون ريال منها 61 مليون ريال لتسديد ثلث الديون الحالية و65 مليون ريال دعما سنويا للإدارة الجديدة، وفوق ذلك المبلغ تعهد المرشح فهد المطوع بتقديم 35 مليون ريال عن كل موسم في إدارته ،الأمر الذي يعني رقميا أن النادي سيحصل في السنة الأولى فقط من الداعم والمطوع على 161 مليون ريال، وهو رقم كفيل بجعل النادي يقف على أرضية صلبة ويستقطب أفضل المدربين والنجوم ليجدد انتصارات الموسمين الماضيين بل وقد يستغني عن الاقتراض ويرفع من قيمته السوقية لجلب المستثمرين إلى قميصه الذي لايزال يبحث عن قيمته المناسبة، وقبل ذلك سيجعل هذا المبلغ الفريق الكروي يتفرغ للنتائج على المعشب الأخضر.
الفريق الثاني من المهتمين الكثر منقسم هو الآخر إلى فريقين: ما يجعله أقرب وقوفا في اتجاه الأشخاص وهو بين فريق متعاطف مع العضو الداعم وفريق متعاطف مع إدارة النادي ،وأغلب عناصر هذا الفريق هم من المحسوبين على المعسكرين أو من الإعلاميين المقربين والذين دخلوا في اللعبة تاركين ملعبهم الحقيقي!!.
بين هذا المشهد الصعب يقف المشجع العاشق مكتوف الأيدي، فليس أمامه من خيار سوى انتظار المصير والقبول بالنهاية إما انفراج وفرح وانتصارات أو استمرار للانقسامات والعودة مجددا إلى الآهات والألم! .