حوار - حبيب الشمري:
أكد معالي الأستاذ عبدالله بن فهد الحسين رئيس وكالة الأنباء السعودية، أن الوكالة تسعى بكل قوة إلى تقديم عمل إعلامي بمهنية عالية ومصداقية وموضوعية ترتقي بالعمل الإعلامي إلى آفاق عالمية أرحب وفق السياسة الإعلامية للمملكة العربية السعودية، والسياسة العامة للدولة بكل قيمها ومبادئها.
وبين الحسين في حوار مع «الجزيرة» أن الوكالة توسعت في تغطياتها الصحفية من خلال أقسامها المختلفة: الدولية، والاقتصادية، والثقافية، والاجتماعية، والتقارير الصحفية والاستطلاعات، لتجعل المتابع في محل الحدث أولاً بأول، وتعمل بشكل دوري على تطوير مهارات منسوبيها من إلحاقهم بالدورات الداخلية والخارجية في مختلف المجالات الصحفية.
هنا نص الحوار:
هل يحدثنا معاليكم عن نشأة (واس)؟.
نشأت وكالة الأنباء السعودية «واس» في الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة عام 1390هـ الموافق 23 يناير عام 1971م، وتعد واحدة من بين أكثر من 120 وكالة أنباء وطنية في العالم، وكان لنشأتها أهمية كبيرة في ظل حركة التنمية التي بدأت تشهدها في البلاد قبل أكثر من 45 عامًا مضت، حيث استدعى ذلك وجود وكالة أنباء تسعى لنقل رسالة المملكة الإسلامية والحضارية إلى العالم، والتعامل مع الأحداث ومتابعتها وتغطية مجرياتها للجمهور المحلي والخارجي.
وتعلمون أنه في العام نفسه بدأت (واس) في نشر أخبارها وإيصالها إلى الصحف السعودية عن طريق المناولة باليد، حتى عام 1392هـ الذي تم فيه استحداث قسم التلكس بالمركز الرئيس للوكالة في الرياض، وفي أوائل عام 1395هـ تم إنشاء خطوط مباشرة «دوبلكس» المعروفة بالدوائر التلغرافية، وهي تتكون من مبرقة وإرسال واستقبال وميزتها أن الخط يبقى مفتوحاً 24 ساعة بين المرسل والمستقبل، وتكلفة إرسال الخبر منخفضة مقارنة بإرسال التلكس الذي استمر العمل به بجانب هذه الدوائر.
وعملت «واس» على توزيع نشرة أخبارها اليومية مجاناً أولاً بأول على جميع دور الصحف ومحطات الإذاعة والتلفزة، والدوائر الحكومية في المملكة، ابتداء من شهر ذي الحجة عام 1395هـ الموافق الأول من ديسمبر 1975م.
وفي عام 1978م طبقت «واس» الإرسال المباشر الدائم ضمن شبكة توزيع الخدمات الإخبارية، بحيث تبث في ثلاثة اتجاهات رئيسة تغطي50 دولة في الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا وشرقها ووسطها، وجنوبي أوروبا، وغرب آسيا. وفي سبيل تنمية عملية التبادل الإخباري والتدفق الحر للأخبار والمعلومات سجلت وكالة الأنباء السعودية لها مكانة عربية وإسلامية متميزة بعد أن أضحت عضوًا مؤسسًا لاتحاد وكالات الأنباء العربية، ووكالة الأنباء الإسلامية، ووكالة أنباء دول عدم الانحياز. ولم تكتفِ بذلك، بل بدأت (واس) في 23 صفر 1403هـ في استخدام أحدث وسائل الاتصال بربط مشتركيها بشبكة خطوط برقية مباشرة تعمل عبر الأقمار الصناعية والميكرويف،
في عام 1418 حدثت نقلة في العمل التحريري والإداري في واس .. ماذا عن ذلك؟
نعم، أدخلت «واس» في 18/8/1418هـ الموافق 20/12/1997م خدمة آلية حديثة في عملها التحريري والإداري، لتتواكب مع معطيات المرحلة التي تمر بها في ذلك الزمن، وأضافت عام 1420هـ إلى منظومتها الإخبارية خدمة جديدة، وهي استقبال الأخبار عبر الأقمار الاصطناعية من خلال أربعة أقمار ساعدت الوكالة على تغطيتها الإخبارية للعالم باللغتين العربية والإنجليزية، وفي العالم ذاته بثت (واس) أول أخبارها على شبكة الانترنت، متضمنا العديد من الروابط التي تخدم المتصفح مثل: الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والرياضية، والصور الفوتوغرافية عالية الدقة.
تعتقد أنكم حاليا وضعتم بصمة على خارطة الإعلام؟
بلاشك.. استطاعت «واس» أن تضع لنفسها بصمة في خارطة الإعلام الإقليمي والدولي عبر نشاطها الإخباري الذي يغطيه 21 مكتبًا في الداخل والخارج، و40 مراسلا ومراسلة في داخل المملكة وخارجها، بالإضافة إلى ما تبث من أخبار على حساباتها بشبكة التواصل الاجتماعي، لتتربع حتى هذا اليوم على قائمة أهم المصادر الإعلامية الرسمية للمملكة العربية السعودية بوصفها وكالة أنباء وطنية تعتمد عليها وسائل الإعلام المختلفة في نقل أخبار المملكة في مختلف المجالات، وذلك عبر موقعها الإلكتروني الذي يُزوّد بالأخبار المتنوعة على مدار الساعة يوميًا دون انقطاع، بجانب نشاط إخباري آخر باللغات الخمس: الإنجليزية، والفرنسية، والفارسية، والصينية، والروسية، وبث إخباري تفاعلي على حساباتها في شبكات التواصل الاجتماعي، ورسائل الجوّال النصيّة.
ما الأهداف التي تسعى الوكالة إلى تحقيقها ؟
نعمل بكل جد كل يوم على مواكبة تغطية الأحداث والقضايا والنشاطات المختلفة ومتابعتها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وبصفة خاصة ذات الصلة بالمملكة، و الإسهام في تعزيز المهنية الإعلامية والصحفية في المملكة، و مواكبة التطورات والمتغيرات المهنية والتقنية في مجال اختصاصاتها، لتنطلق نحو تقديم الخدمات الإخبارية والمواد والمعالجات الصحفية التي يتم جمعها وإعدادها من مختلف المصادر داخل المملكة وخارجها وبثها وتوزيعها، وتبادل المعلومات والتسهيلات المهنية والتقنية مع وكالات الأنباء، وإعداد الدراسات والبحوث والنشرات المتخصصة واستطلاعات الرأي والخدمات الإخبارية المصورة، و نشر الأخبار العالمية وتوزيعها من مكاتبها الخارجية أو من الوكالات والإذاعات والمراسلين، ونشرها وتوزيعها داخل المملكة، و توثيق أوجه التعاون مع الوكالات الإقليمية والعالمية وتدعيم الروابط بمجمعات الأنباء الإقليمية والعالمية،
ما هي رؤية (واس) خلال الفترة المقبلة؟
نحن نسعى في الوكالة إلى تقديم عمل إعلامي بمهنية عالية ومصداقية وموضوعية ترتقي بالعمل الإعلامي إلى آفاق عالمية أرحب وفق السياسة الإعلامية للمملكة العربية السعودية، والسياسة العامة للدولة بكل قيمها ومبادئها، ورسالتها هي المحافظة على الثوابت الوطنية، بما ينسجم مع معطيات رؤية المملكة (2030)/ بجانب ترسيخ هوية المملكة العربية السعودية: العربية، والإسلامية، والدولية، فضلا عن تهيئة الرأي العام المحلي والخارجي تجاه ما يصدر عن الدولة أو ما سيصدر عنها من قرارات أو أوامر ملكية وغيرها، ورصد الأصداء المحلية والخارجية إزاء مختلف القرارات والنشاطات والفعاليات المهمة التي تتطلب ذلك الحضور.
ما هو الجديد في مسيرة عمل (واس)؟.
يعمل في وكالة الأنباء السعودية حاليًا أكثر من600 صحفي وفني وإداري في موزعين في مكتبها الرئيس بالرياض، و14 مكتبًا في مختلف مناطق المملكة، بالإضافة إلى (7 مكاتب خارجية) وعدد من المراسلين داخل المملكة وخارجها، وتبث (واس) أخبارها على مدى 24 ساعة، مصحوبة بصور فوتوغرافية عالية الدقة، وأخبار تفاعلية عبر حسابها في التويتر، والانستجرام، واليوتيوب، متطلعة إلى البدء في العمل عبر التلجراف، والسناب شات، بغية الوصول إلى الجمهور بمختلف فئاتهم العمرية والفكرية.
وتوسعت الوكالة في تغطياتها الصحفية من خلال أقسامها المختلفة: الدولية، والاقتصادية، والثقافية، والاجتماعية، والتقارير الصحفية والاستطلاعات، لتجعل المتابع في محل الحدث أولاً بأول، وتعمل بشكل دوري على تطوير مهارات منسوبيها من إلحاقهم بالدورات الداخلية والخارجية في مختلف المجالات الصحفية.
ولم تغفل الوكالة مكانة ودور المرأة السعودية في المجتمع، لذا عينت عددا من المحرّرات الصحفيات وأنشأت لهن قسمًا خاصًا يُعنى بكل ما يتعلق بنشاطات المرأة في الداخل والخارج، يساندهن في ذلك التوجه مراسلات صحفيات في عدد من مناطق المملكة.
واتجهت (واس) حاليًا إلى تطبيق التصوير التلفزيوني في عملها من خلال التعاون مع عدد من الخبرات المتخصصة في المجال الإعلامي الرقمي، للدخول في هذا المشروع بتقنيات وآليات حديثة، على أن تكون أجهزة التصوير المطلوبة لكل شق تخدمه بما يميز الوكالة على النطاقين المحلي والخارجي، واعتبار إيصال الناتج من هذا المشروع للمستفيدين منه بأعلى المواصفات التقنية والفنية، ودمج الطابعين الخبري والسينمائي في أسلوب التصوير، واعتماد شقين أساسين في التصوير التلفزيوني هما الأخبار المصورة والتقارير الإخبارية، ويركز في الشق الأول على تغطية الأخبار ذات الطابع الرسمي، بمواصفات فنية تعتمد على أبعاد تصويرية تقدر بـ( 16:9) لتقنية الشاشة العريضة، ودقة تصوير لا تقل عن 1080P، بينما يتم في التقارير الإخبارية تطبيق تقنية الطابع السينمائي في التغطية الإخبارية للمهرجانات والملتقيات التي تنظم في المملكة أو تلك التي ترعاها (واس) إعلاميًا، وفيها لاتقل أبعاد الصورة عن ( 16:9) ودقة التصوير تقنية ( 4K) مع استخدام الأجهزة والمعدات الحديثة المانعة للاهتزاز.
هل يحدثنا معاليكم عن تجربة (واس) في البث باللغات الأجنبية؟.
انطلقت «واس» عام 1401هـ بالبث باللغتين الإنجليزية والفرنسية، بوصفهما اللغتان المهيمنتان في ذلك على المشهد الدولي في العالم بشكل كبير، وتماشيا مع التطور الذي تشهده البلاد تحت ظل رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - اتجهت (واس) بدعم من معالي وزير الثقافة والإعلام رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء السعودية الدكتور عادل بن زيد الطريفي، إلى تبني نقل صوت المملكة إلى العالم، من خلال استحداث بث إخباري باللغات الفارسية، والصينية، والروسية مطلع عام 2016م، ويجري العمل على تعميم هذه الخطوة على بقية اللغات الحديثة لضمان الوصول برسالة البلاد إلى مختلف أنحاء العالم. وتمكنت «واس» من الوصول إلى هذه الخطوة من خلال تفعيل شراكاتها مع عدد من الجامعات السعودية التي أبرمت اتفاقيات تعاون معها، كونها الجهات المعنية بتدريس اللغات، حيث يتولى الترجمة إلى اللغات الصينية، والروسية، والفارسية فريق مكون من أساتذة جامعة الملك سعود ممثلة في كلية اللغات والترجمة قسم اللغات الحديثة بالترجمة، والجامعة الإسلامية في منطقة المدينة المنورة.
ونعمل الآن على تأهيل شباب سعوديين لتولي مهام الترجمة للغات الثلاث : الصينية، والروسية، والصينية، وهم ممن تخرجوا من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، ومن جامعة الملك سعود، إضافة إلى إتاحة الفرصة لطلاب اللغات للتدريب في (واس) في اللغات الخمس التي تبث بها، وجعلهم يستفيدون من خبرات المترجمين الذين يقومون بمهام الترجمة الصحفية التي تعد من التخصصات النادر وجودها في العالم فضلا عن العالم العربي.
ما التحدي الذي واجهته (واس) لإضافة اللغات الصينية، والروسية، والفارسية؟.
استعدت «واس» لإطلاق بوابتها الإلكترونية باللغات: الفارسية، والروسية، والصينية، من خلال البدء في تجربة البث باللغة الفارسية على موقع «واس» القديم الذي يحمل هويتها القديمة، وتم تجهيز النظام الإخباري لدعم اللغة الفارسية، وكان أمرًا سهلاً في العمليات البرمجية لأن الفارسية يُستخدم عند كتابتها «الترميز العربي»، لينطلق الموقع الفارسي داخليًا دون نشره للمتلقين، واستمر على ذلك حتى مضى التوجه إلى اللغتين: الروسية، و الصينية، وانتقلت «واس» من البث التجريبي إلى البث الرسمي المُعلن للمتلقين.
وواجهت «واس» تحديًا كبيرًا بعد التوجه إلى إضافة اللغتين الروسية والصينية للنظام الإخباري الداخلي لها، إذ يتطلب ذلك ربطهما مع البوابة الإلكترونية من أجل إيجاد دعم تقني لحروفها دون الإخلال ببرمجة الموقع، والحفاظ على أرشيف وبث «واس» السابق في نظام واحد. ونظرا لذلك التحدّي، أعاد فريق عمل تقنية المعلومات في «واس» هيكلة قواعد البيانات في الموقع، وأجرى تعديلات على البرمجة، لإعداد بيئة مرنة لبث محتوى «واس» الإخباري بالثلاث لغات، استخدم فيها لغة البرمجيات ( PHP ) بأحدث إصدار لها مع (خوادم الأباتشي) حديثة الإصدار، الأمر الذي ساعد على زيادة مرونة العمل لإعداد موقع حديث لـ»واس» يتحمل بث هذه اللغات الثلاث مجتمعة، ولم يقتصر الأمر على الجانب الإخباري فقط، بل تم إضافة بث الفيديو، والصور الفوتوغرافية، علاوة على تجهيز الموقع برمجيًا لتقبّل لغات حديثة أخرى في المستقبل - بإذن الله - في وقت قياسي دون الإخلال بالنظام البرمجي للموقع.
ولغة البرمجيات ( PHP ) التي استخدمتها «واس» في إنشاء موقعها الجديد باللغات الحديثة هي اللغة المستخدمة في المواقع الإلكترونية الكبرى مثل : (التويتر - الفيس بوك - الياهو - الإنستجرام - الواتسب )، إضافة إلى أن 81 % من مواقع الإنترنت تستخدم هذه اللغة، بحسب احصائيات موقع (W3technologies).