تقرير - حبيب الشمري:
تدخل وكالة الأنباء السعودية اليوم، مرحلة جديدة من عمرها البالغ 47 عاماً، وذلك برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لحفل تدشين معالي وزير الثقافة والإعلام رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء السعودية الدكتور عادل بن زيد الطريفي، المبنى الجديد لـ»واس» في حي الصحافة شمال مدينة الرياض.
وأوضح معالي رئيس وكالة الأنباء السعودية الأستاذ عبد الله بن فهد الحسين أن المبنى سيكون إضافة نوعية في مسيرة (واس) على المستويين التقني والإخباري بما يتناسب مع النقلة النوعية التي يشهدها الإعلام المحلي والدولي بمختلف وسائله وما أحدثته تقنيات الاتصال من بزوغ ثورة هائلة في حجم تبادل المعلومات في العالم أثرت الساحة الإعلامية بوسائل جديدة أسهمت في انتشار المعلومة على المدى الواسع.
ولفت معاليه النظر إلى أن هذه التقدم التقني جعل من الأهمية أن يتواكب مضمون العمل الإعلامي لـ(واس) مع هذه الخطوة بشكل احترافي لا يمس ثوابت الدين، وسياسة الوطن، وقيم المجتمع، وذلك تحت ظل ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله -.
ويقع المبنى على مساحة (10 آلاف م2)، وصمّمت أدواره العشرة على شكل تردّدات الموجة المقتبسة من طريقة البث الإعلامية، وتبلغ تكلفة بنائه أكثر من (147) مليون ريال، ويضم: ثلاث قاعات اجتماعات تم تجهيزها بنظام الفيديو، لعقد اجتماعات مرئية من خلال خدمة الاتصال فيما بين الإداريين، والموظفين عن طريق الشبكة الداخلية للمبنى.
ويضم المبنى مركزًا إعلاميًا يقع على مساحة (1160متراً مربعاً) ويتكون من ثلاثة طوابق، وصمّم فيه مجسّم ملوّن للكرة الأرضية بمساحة (27 مترًا) للتعبير عن اتصال وكالة الأنباء السعودية بالعالم، وتعزيز وجودها الإخباري من خلال رصد الأخبار من كل أنحاء الكرة الأرضية، وللبث أولاً بأول عبر موقعها الإلكتروني، وحساباتها الرسمية على شبكات التواصل الاجتماعي.
ويشتمل المركز الإعلامي على مسرح يتسع إلى (380) مقعدًا، جرى خلاله تنفيذ معالجة الصوت والضوضاء فيه بتركيب ألواح عازلة للصوت على الجدران طبقاً لتصميم فني وجمالي ذي نوعية عالمية، بجانب إضاءة متطورة تتماشى مع جميع احتمالات تشغيله.
ويحوي المسرح نظامًا صوتيًا متكاملاً، ونظام ترجمة فورية لثلاث لغات أجنبية، وشاشة كبيرة بمساحة (8.5م * 4.1م) مع نظام توزيع للفيديو على الشاشة، بحيث يتم تغطية المناسبات بأربع كاميرات عالية الدقة مرتبطة بغرفة تحكم للإنتاج التلفزيوني، ومشتركة مع أستديو صغير للمقابلات مزود بكاميرتين، بالإضافة إلى غرفة تحكم لتوزيع الإشارة التلفزيونية على الصحافيين، ونظام تسجيل فيديو للفعاليات.. وبالتوازي مع التجهيزات التقنية الحديثة، فإن النظام الإخباري لـ (واس) سيعمل على نسخة مطوّرة من برنامجها (نيوزويز) الذي يُطبق خدمات «الويب 2» معتمدًا على طريقة تبويب آلية تمكن المحرّرين من سرعة التعامل مع المادة التحريرية منذ لحظة وصولها حتى بثها، إلى جانب التعامل مع كل الأخبار من مختلف مصادرها.. ويتيح برنامج (نيوزويز) إمكانية الاستفادة من برامج الوسائط المتعددة التي تعرض الفيديو، والصورة، والمادة المكتوبة على موقع الوكالة، فضلاً عن الارتباط بأدوات شبكات التواصل الاجتماعي، وخدمة رسائل الجوال SMS، وتنظيم برامج أرشفة المعلومات، والأخبار.
ماذا حدث في 25 ذي القعدة 1390هـ
ومرت وكالة الأنباء السعودية بمراحل مهمة في تاريخها لعل أبرزها صدور المرسوم الملكي رقم (20476) بإنشاء وكالة الأنباء السعودية (واس) لتكون جهازاً مركزياً مختصًا بجمع وتوزيع الأخبار المحلية والعالمية داخل المملكة وخارجها، وتم إشهار تأسيس الوكالة وتحديد اسمها بـ (وكالة الأنباء السعودية) في إعلان وزارة الإعلام - آنذاك - في الجريدة الرسمية (أم القرى).
حيث بدأت (واس) في توزيع أخبارها على الصحف السعودية، وكانت في حدود عشرة أخبار كمتوسط يومي، نظراً لعدم توفر وسائط الاتصالات بشكل متكامل، وتكتب على ورق «برشمان» ثم تسلم لمندوبي الصحف الذين يأتون إلى مقر (واس)، ثم أصبحت تبث حوالي 40 خبراً يومياً في عام 1394هـ إلى أن وصلت إلى 100 خبر يوميًا عام 1400هـ، واستمرت في التطور إلى أن وصلت حالياً إلى أكثر من 400 خبر يوميًا، يصحب بعض أخبارها في المتوسط 3 صور فوتوغرافية.
الصورة من الأبيض والأسود إلى الرقمي والتلفزيوني
في العام 1390 بدأت الوكالة في نشر صورها بالأبيض والأسود، وفي عام 1402هـ أدخلت أحدث الكاميرات الفوتوغرافية في التصوير الملون، وفي عام 1418هـ انطلقت (واس) بخدمة التصوير الرقمي، واستمر بعد ذلك التطوير في قسم التصوير من خلال استخدام أحدث تقنيات الكاميرات الاحترافية في التصوير الفوتوغرافي المشهورة في العالم، وفي عام 1436هـ أدخلت (واس) تقديم خدمة التصوير التلفزيوني.
أول تشكيل إداري بـ 30 وظيفة
في العام 1391هـ - 1392هـ، تم البدء في استحداث أول تشكيل إداري لوكالة الأنباء السعودية، وخصص لها (30) وظيفة رسمية إدارية، وإخبارية، وفنية، وضُمت لوزارة الإعلام بوصفها (مديرية عامة تابعة لوزارة الإعلام ومركزها الرئيس في مدينة الرياض)، وترتبط إعلامياً وإدارياً ومالياً بوزير الإعلام، وتميزت هذه المرحلة بالتطوير في الجوانب التنظيمية والإدارية، والتقنية، والإخبارية، واستمرار عملها اليومي إلى قرابة (18) ساعة.
نشرة مجانية والاستماع لرصد الأخبار السياسية
وفي الأول من ذي الحجة 1395هـ الموافق 1 ديسمبر 1975م، بدأت (واس) في توزيع نشرة أخبارها اليومية مجاناً أولاً بأول على جميع دور الصحف ومحطات الإذاعة والتلفزة، والدوائر الحكومية في المملكة، وبعد ذلك بعام وتحديداً في 1396هـ، اهتمت (واس) بإنشاء قسم (الاستماع السياسي)، بهدف رصد الأخبار والتحليلات السياسية التي تبثها الإذاعات الناطقة باللغة العربية عن المملكة، والأخبار العربية ذات الأهمية للبلاد، وتواصل العطاء ليتم الوصول إلى التقاط ما تبثه الإذاعات الإقليمية الناطقة باللغة الإنجليزية.
شبكة الخطوط البرقية المباشرة مع 50 دولة
شكّل عام 1397هـ مرحلة جديد خاصة في مجال التصوير الفوتوغرافي، حيث تم إنشاء قسم التصوير الفوتوغرافي في (واس) بعد ضم القسم الموجود في إدارة الصحافة والنشر التي تُعد إحدى المديريات العامة في وزارة الإعلام ( آنذاك) إلى وكالة الأنباء السعودية، في إطار تنظيمات إدارية للوزارة، وذات العام بدأت الوكالة في العمل على شبكة متكاملة من الخطوط البرقية المباشرة مع مكاتب الوكالة الداخلية والخارجية، ووكالات الأنباء العربية والأجنبية، من خلال التعاون مع وزارة البرق والبريد والهاتف، وذلك بغرض استيعاب حركة نقل الأخبار من المملكة وإليها، لتتمكن من تطبيق الإرسال المباشر الدائم ضمن شبكة توزيع الخدمات الإخبارية، لتبث في ثلاثة اتجاهات رئيسة تغطي (50) دولة في الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا وشرقها ووسطها، وجنوبي أوروبا، وغرب آسيا.
نشرة إنجليزية وربط المشتركين بخطوط برقية مباشرة
شكّل بث نشرة إخبارية باللغة الإنجليزية عام 1401هـ - 1981م، نقلة نوعية للوكالة، حيث تبث لمدة ساعتين يومياً من المقر الرئيس للوكالة بالرياض بعد أن يتم انتقاء أهم أخبار الوكالة وتتم ترجمتها وتحريرها باللغة الإنجليزية، وبثها داخلياً وخارجياً على شبكة الوكالة، كما بدأت في البث باللغة الفرنسية، وبعد ذلك بعامين استخدمت الوكالة أحدث وسائل الاتصال بربط مشتركيها بشبكة خطوط برقية مباشرة تعمل عبر الأقمار الصناعية والميكرويف، بعد أن كانت تستخدم في السابق الترددات الهوائية التي تتأثر بالتقلبات الجوية، وتؤثر على درجة وضوح الاستقبال والبث.
نشرة فرنسية.. واستماع فارسي وعبري
في منتصف الثمانينيات قررت الوكالة في العمل بقسم النشرة الفرنسية التابع للتحرير، بينما اتجهت عبر قسم الاستماع إلى رصد البرامج والأخبار باللغتين: الفارسية، والعبرية، كان ذلك في عام 1405هـ - 1406هـ. أما في 1 محرم عام 1407هـ - 1987م، فقد بدأت (واس) في تمديد وقت البث العام الإخباري عبر أقسام التحرير الداخلي، والخارجي، والمسؤولين ليصبح 24 ساعة يوميًا.
الحاسب الآلي والتطور التقني
مثّل إدخال (واس) الحاسب الآلي في أعمال الوكالة التحريرية والإدارية، نقلة جديدة على صعيد التناغم مع التطور التقني، وكان ذلك في عام 1418هـ - 1998م، معه أدخلت معه خدمة التصوير الرقمي، كما تم إدخال خدمات الأقمار الصناعية في البث من خلال أربعة أقمار اصطناعية لتغطية العالم باللغتين العربية والإنجليزية.. وفي عام1420هـ - 1999م، بثت «واس» أول أخبارها على موقعها (www.spa.gov.sa)، متضمناً العديد من الروابط التي تخدم المتصفح مثل: الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والرياضية، والصور الفوتوغرافية، علاوة على التميُّز في بث الأخبار الخاصة بالدولة مثل: جلسات مجلس الوزراء، وإعلان الميزانية السنوية، والقرارات والأوامر الملكية، إلى جانب روابط مخصصة بالحج، ورابط البحث في أخبار الوكالة التي يعود تاريخها إلى عام 1980م.
الموقع المطور في 1430.. إثراء معلوماتي
في الأول من محرم 1430هـ - 2009م، دشّن موقع (واس) الإلكتروني المطور، بطريقة تتيح للمتصفح الحصول على المعلومة بشكل ميسّر، وتم إثراؤه بمعلومات وخدمات تضفي عليه ديناميكية وقوة في تعدد الاختيارات، إضافة إلى التبويب الاحترافي للموقع، والخدمات التي تهم الزائر ومنها: خدمة النسخة الكفية «WAP» المجانية الخاصة بالهواتف النقالة، وخدمة الرسائل النصية SMS، وخدمة «RSS»، والعديد من الأبواب الإخبارية الخدمية، ومحركات البحث تسهل عملية تصفح الموقع.
2013 إعلام جديد.. وانستغرام وتوتير
في 25 ذي القعدة 1434 هـ - الأول من شهر أكتوبر 2013م، دشنت (واس) قسم الإعلام الجديد، ورافق التدشين إطلاق حسابها الرسمي في «الإنستجرام»، وإطلاق أول تغريدة لها على حسابها في «التويتر»، وتعمل إلى جانب أقسام تحريرية متخصّصة تُعنى بمختلف مجالات التنمية في المملكة، للتوسع في موادها الإخبارية بأسلوب احترافي يرتقي إلى المكانة التي حققها الإعلام في القرن الحالي، وتستعد حاليًا لإطلاق حسابها في التليجرام، والسناب شات، وربطها بتطبيقات برامج الهواتف الذكية.
2015.. البث باللغات الفارسية والصينية والروسية
وفي عام 2015 بدأ البث الإخباري التجريبي داخل (واس) باللغات: الفارسية، والصينية، والروسية، لضمان إيصال صوت المملكة إلى شعوب وحكومات هذه الدول بدون تشويه أو تأخير، وفي بداية العام الجاري 2016 تم تدشين البوابة الإلكترونية والهوية الجديدتين لـ(واس) وبدأ معها البث الرسمي للغات الحديثة: الفارسية، والروسية، والصينية، بجانب اللغتين: الإنجليزية، والفرنسية.