جدة - واس:
رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - مساء أمس احتفال جامعة الملك عبدالعزيز بمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيسها وذلك بمقر الجامعة في جدة.
ولدى وصول خادم الحرمين الشريفين مركز الملك فيصل للمؤتمرات بمقر الجامعة يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن سلمان بن عبدالعزيز، كان في استقبال الملك المفدى - رعاه الله -، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة، ومعالي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى ومدير جامعة الملك عبدالعزيز المكلف الدكتور عبدالرحمن اليوبي ووكلاء الجامعة، ثم عزف السلام الملكي.
بعد ذلك تجول خادم الحرمين الشريفين في المعرض المعد بهذه المناسبة، حيث اطلع - حفظه الله - على صور تاريخية وحديثة تحكي مسيرة الجامعة منذ بداية تأسيسها حتى الآن ومشروعاتها المستقبلية.
عقب ذلك التقطت الصور التذكارية لخادم الحرمين الشريفين ومدير ووكلاء الجامعة.
وبعد أن أخذ خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله - مكانه في القاعة الرئيسة بدأ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بآيات من الذكر الحكيم.
كلمة د. اليوبي
بعد ذلك ألقى مدير جامعة الملك عبدالعزيز المكلف الدكتور عبدالرحمن اليوبي كلمة رحب في مستهلها بخادم الحرمين الشريفين والحضور، وقال: «إن تفضلكم يا خادم الحرمين الشريفين بتشريفكم هذه المناسبة الغالية لهو استمرار لاهتمامكم بالعلم والعلماء، فمرحباً بكم خادم الحرمين الشريفين وبصحبكم الكرام في رحاب هذا الصرح العلمي الذي يكفيه فخراً أنه يحمل اسم الملك المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله-».
وأضاف أن الإنجازات الكبيرة التي حققتها الجامعة خلال الخمسين عاماً من عمرها لم تكن لتتأتى لولا فضل الله تعالى، ثم الدعم غير المحدود الذي حظيت به من لدن قادة هذه البلاد المباركة خلال تلك السنوات، مؤكدين هنا جميعاً عمق الولاء لهذه البلاد الطاهرة، والسير على المنهج الذي وضعته قيادتنا الرشيدة، لمواصلة هذه المسيرة المباركة للجامعة.
وعبر عن شكره وتقديره للهيئة التأسيسية لمشروع الجامعة التي تشرفت برئاسة حكيمة من جلالة الملك فيصل - رحمه الله - وعضوية أبناء كرام أوفياء من أبناء هذا الشعب الأبي الذين حملوا مسؤولية تأسيسها بالجهد والمال والفكر، حتى تكللت الجهود بالنجاح والتوفيق، فتحولت الفكرة إلى حقيقة، وصار الحلم واقعاً.
واستعرض الدكتور اليوبي المراحل التطويرية التي مرت بها الجامعة، مشيراً إلى أن الجامعة بدأت بكلية واحدة وبأقل من مائة طالب وطالبة، وأصبحت اليوم تضم ما يزيد على ثلاثين كلية وأكثر من مائة ألف طالب وطالبة، وأكثر من مائة قسم علمي في مختلف التخصصات الصحية والهندسية والحاسوبية والعلمية والإدارية والإنسانية، كما تضم أكثر من ثمانية آلاف عضو هيئة تدريس غالبيتهم من السعوديين ولله الحمد، بالإضافة إلى العديد من المعاهد والمراكز البحثية المتميزة.
وبيّن أن الجامعة حققت تطوراً ملحوظاً في المجالات كافة حتى أصبحت من أوائل الجامعات جودة في التعليم والبحث العلمي، وانتشرت فروع جامعة الملك عبدالعزيز في مختلف مناطق المملكة فضلاً عن فروعها التي أنشئت في محافظات رابغ وخليص والكامل التابعة لمنطقة مكة المكرمة، وامتدت رعاية الدولة لهذه الفروع حتى اشتد عودها وأصبحت صروحاً تعليمية شامخة تبلورت حتى أصبحت جامعات مستقلة في مختلف مناطق المملكة.
ثم شاهد خادم الحرمين الشريفين والحضور فيلما وثائقياً عن الجامعة بعنوان «نشأة ومسيرة عطاء»، يتناول مسيرة الجامعة منذ نشأتها وجهودها في المسيرة التعليمية في المملكة.
مشاريع التوسعة
عقب ذلك تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ بتدشين المرحلة الثالثة من مشاريع توسعة الجامعة بتكلفة إجمالية بلغت خمسة مليارات ونصف المليار ريال، وشملت المدينة الجامعية للطلاب ومباني مرحلة السنة التحضيرية للطلاب والطالبات والقرية الرياضية وسكن أعضاء هيئة التدريس ومباني أكاديمية في فرع الجامعة برابغ.
كما وضع - رعاه الله - حجر الأساس لعدد من المشاريع الجامعية داخل الجامعة وفروعها بتكلفة تقدر بأكثر من ستة مليارات ريال وشملت إنشاء مشروع منارات المعرفة لتحقيق الأهداف والرؤى العلمية والمعرفية للجامعة، بالإضافة إلى بناء فندق مجهز ومركز للتسوق ومسجد جامع ومركز للمؤتمرات.
كما شملت المشاريع، مشروع تطوير المدينة الجامعية للطالبات ومشروع مستشفى رابغ وتأسيس المباني الأكاديمية الدائمة في فرع الجامعة برابغ بمختلف الكليات.
كلمة وزير التعليم
بعد ذلك ألقى معالي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى كلمة رحب فيها بخادم الحرمين الشريفين، وقال:- أرحب بكم يا خادم الحرمين الشريفين في هذا الصرح التعليمي العريق من صروح العلم في بلادنا الحبيبة، مرحباً بكم يا خادم الحرمين الشريفين في هذه الليلة التاريخية التي ترعون فيها حفظكم الله احتفال جامعة الملك عبدالعزيز بمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيسها، مرحباً بكم يا خادم الحرمين الشريفين وأنتم تواصلون غرس مشروعات الخير ومنها المشروعات التعليمية التي تدشنونها - حفظكم الله - في هذه الليلة المباركة بتكلفة إجمالية تقدر بأكثر من أحد عشر ألف مليون ريال.
وأضاف أن جامعة الملك عبدالعزيز أصبحت من الجامعات الرائدة في المنطقة، كما أصبحت مرجعية علمية عالية بعد استكمالها متطلبات الاعتماد الأكاديمي العالمي في عدد من التخصصات والأقسام العلمية، وها هي هذه الجامعة العريقة تنافس شقيقاتها الجامعات السعودية الأخرى في سباق تحقيق رؤية المملكة 2030 التي أكدت على تطوير منظومة التعليم بكافة مراحله والعمل على أن تصبح خمس جامعات سعودية على الأقل من بين أفضل 200 جامعة دولية بحلول عام 2030 بإذن الله تعالى، وأن تشريفكم يا خادم الحرمين الشريفين لهذه الاحتفالية التاريخية وتكريمكم للرواد الأوائل وفي مقدمتهم جلالة الملك فيصل - رحمه الله -، يمثل إحدى صور الوفاء النبيل منكم- حفظكم الله- لأولئك الرواد البررة لهذا الوطن المعطاء.
وعد معاليه هذه الزيارة الميمونة لجامعة الملك عبدالعزيز في هذه الليلة التاريخية امتداداً لرعاية القيادة الرشيدة السامية للعلم والعلماء في بلادنا الغالية.
وبيّن أنه بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بالتوجيهات السديدة والدعم السخي المتواصل الذي يحظى به التعليم من قادة هذه البلاد المباركة، قفز التعليم بجميع مراحله قفزات كمية ونوعية كبيرة جداً حتى أصبحت الجامعات والمدارس تغطي كافة مدن المملكة وقراها وهجرها، وابتعث أبناؤنا وبناتنا إلى كافة أصقاع المعمورة ينهلون من معين العلم والحضارة، وأصبح طلابنا وطالباتنا ينافسون في معظم المحافل الدولية ولله الحمد.
وأعرب معاليه عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على هذا الدعم السخي الذي تلقاه قطاعات التعليم من الحكومة الرشيدة، سائلاً المولى جلت قدرته أن يديم نعمة الصحة والعافية على خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله - وأن يجزيه خير الجزاء على ما يقدمه من أعمال جليلة في خدمة العلم والتعليم.
كما قدم الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع على توجيهاتهم السديدة ودعمهم غير المحدود.
كلمة خادم الحرمين
إثر ذلك وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - الكلمة التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أصحاب السمو والفضيلة والمعالي
الإخوة والأخوات الحضور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يسعدني أن أكون معكم هذا اليوم في احتفال جامعة الملك عبدالعزيز بمناسبة مرور خمسين عاماً على إنشائها، هذه الجامعة التي تحمل اسم مؤسس هذه البلاد - رحمه الله -، وهي التي أسهمت مع بقية الجامعات في بلادنا بدفع عجلة التنمية والنهوض بالمجتمع إلى آفاق أوسع وأرحب من التطور والرقي.
أيها الإخوة والأخوات:
إن بلادكم ولله الحمد قامت على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا الأساس اهتمت بالعلم والعلماء إيماناً منها بأن هذا هو أساس التطور والرقي والسبيل إلى الوصول إلى مصاف الدول المتقدمة، وهذا الأمر هو محل اهتمامنا وحرصنا شخصياً، ونتطلع إلى أن تستمر جامعاتنا في دعم خطط التنمية عبر تأهيل وتطوير القدرات البشرية، وعبر الأبحاث والدراسات العلمية المتخصصة ، بما يتواكب مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي أعلنا عنها مؤخراً.
أيها الإخوة والأخوات
في الختام أشكر منسوبي الجامعة كافة على الجهود المبذولة في تحقيق رسالتها المنشودة، متمنياً للجميع دوام التوفيق والنجاح.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تكريم
بعد ذلك تم تكريم جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - رئيس الهيئة التأسيسية للجامعة.
كما كرّم خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة، وأصحاب المعالي كبار الداعمين والمؤسسين للجامعة، ومديري الجامعة السابقين.
عقب ذلك تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة الملك عبدالعزيز في مجال «تعزيز الوحدة الإسلامية».
وفي ختام الحفل عزف السلام الملكي، ثم غادر خادم الحرمين الشريفين مقر الجامعة مودعاً بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحيب.
حضر حفل الجامعة، صاحب السمو الأمير خالد بن فهد بن خالد، وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، وصاحب السمو الأمير الدكتور خالد بن فيصل بن تركي وكيل وزارة الحرس الوطني للقطاع الغربي، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن ثامر بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز المستشار في الديوان الملكي، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز المستشار في الديوان الملكي، وصاحب السمو الأمير فيصل بن محمد بن سعد وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة المساعد للحقوق، وصاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة للشؤون الأمنية المكلف، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن سلمان بن عبدالعزيز، وأصحاب المعالي الوزراء وعدد من المسؤولين.