عنيزة - عطاالله الجروان وخالد الروقي:
رعى صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز مساء أمس الأول الاثنين، حفل تكريم رئيس لجنة أهالي عنيزة سابقًا رجل الأعمال الشيخ محمد بن سليمان الصيخان، وذلك على قاعة مسرح مركز صالح بن صالح الثقافي، حيث كان في استقباله المحتفى به الشيخ محمد الصيخان، ومحافظ عنيزة الاستاذ عبدالرحمن السليم، ورئيس لجنة الأهالي الاستاذ محمد القاضي، وأهالي وأعيان المحافظة.
وقبل أن يأخذ مكانه في الحفل تجول سموه في معرض لجنة الأهالي الذي يوثق جزءًا من مسيرة اللجنة في تكريم الرواد على مدى سنين ماضية، كما يوثق مسيرة المحتفى به في اللجنة، مدشنًا سموه في ختام الجولة حساب لجنة الأهالي على شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر».
وكان الحفل الخطابي قد بدئ بآيات من القرآن الكريم رتلها الشاب عبدالعزيز الضيف، ثم كلمة لجنة الأهالي ألقاها عضو مجلس منطقة القصيم عضو لجنة أهالي عنيزة الاستاذ مساعد بن عبدالله السناني، شكر خلالها سمو أمير القصيم، باسمه واسم أهالي عنيزة قائلاً: «نشكر لسموكم الكريم رعايتكم لهذه الاحتفالية الغالية علينا جميعًا ونقدر بإعجاب ما يقدمه سموكم لمنطقة القصيم وهي منطقة غنية بتاريخها ورجالها وإنجازاتها، فأنت يا سمو الأمير تتابع مشروعات المنطقة التنموية تشجع وتطالب وتحفز، وأنت رجل الميدان الأول الذي ينتقل خلال ساعات من مناسبة فرح إلى مناسبة مواساة في حزن، ومن زيارة جمعية خيرية إلى احتضان طفل اقعدته الإعاقة وآخر انكسر من اليتم ومن اجتماع لرجال المال والأعمال إلى مواقع أخرى تحتضن فيه شباب الوطن وترسم لهم تطلعات مستقبلهم وحقوق وطنهم، وتعمل بكل السبل والوسائل على إشاعة مفاهيم محاربة الفكر الضال وكل أدوات صناعته».
وتابع قائلا: «هذا يوم جديد من أيام الوفاء والتقدير ورد الجميل الذي اعتادت عنيزة على أن نتبادل فيه مشاعر الحب وإشاعة الفرح وكتابة عناوين المسلكيات الراقية مع نماذج مميزة من أبناء الوطن ممن عمل بها أو لها أو من أجلها.. ولا شك أن ذلك يعبّر عن فعل متحضر اعتدنا عليه في هذا المجتمع وهو بالتأكيد يؤصل لقيم راسخة في مجتمع تتوارث أجياله أنبل معاني الوفاء والإيثار والعرفان بالجميل».
وقال السناني: إنه في هذه الليلة تؤكد لجنة أهالي عنيزة وهي تنوب عن مجتمع عرف بالوفاء والصدق والاعتزاز بالوطن وأبنائه، أنها تمارس دورًا مهمًا في ترجمة إرث بناء قواعده وأسس أركانه موحد الكيان، وسار عليه أبناؤه من بعده -رحمهم الله جميعًا- وحفظ لنا قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي عهده ولكافة أفراد الأسرة المالكة الكريمة.
هناك نوعية من الرجال لا نشعر بحرج ونحن نثني عليهم ولا نخشى محاذير تهمة النفاق والمجاملة لأن من يعرفهم يدرك أن ما يقال عنهم وعن إنجازاتهم قليل من كثير، ومن لا يعرفهم عن قرب لا بد وأن يكون قد سمع عنهم وعن مسيرتهم الحسنة وإنجازاتهم المتميزة، ومن هؤلاء الرجال الشيخ محمد بن سليمان الصيخان الذي نكرمه هذه الليلة بعد أن قدم لوطنه ومدينته خلال أربعة عقود الكثير من العطاء والجهد والمشاركات الواعية جسد بها جميعًا المعنى الحقيقي للمواطنة الصالحة.
أبا عبدالله في لحظات الوداع أقف احترامًا لإشكالية ما يجب أن أقول فلست بالخطيب المفوه فأوفيك قدرك ولست بالأقل قدرًا فأبخسك حقك ولكن على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم.
وقال السنان: «مع ذلك يعدك الجميع بأن كل ما قدمته لعنيزة سيظل محفورًا في ذاكرة مجتمعها ولعنيزة وأهلها ذاكرة قوية لا تنسى الأوفياء، كما أحب أن أعبّر عن إعجاب وتقدير كل من رافق خطواتك، بدءًا بما رسمته من سمات المسؤول القدوة، وانتهاء بإشاعة هذا الجو الأسري داخل بيئة العمل، ثم ما تحقق في عنيزة من إنجازات ومبادرات ونجاحات، وهي بحمد الله كثيرة كان لكم دور مهم ومؤثر فيها» ـ وزاد: «أبا عبدالله تنازلت عن صهوة جوادك لظروفك الصحية والعملية وسلمت هذا الجواد للحبيب الصادق أخيك محمد ابراهيم القاضي الذي تقدم بشجاعته المعروفة ومواطنته المخلصة لهذا الموقع الهام بدعم من سمو أمير المنطقة ورغبة من أبناء عنيزة المخلصين يساعده في ذلك نخبة خيرة ومخلصة من زملاء العمل ننتظر منه ومنهم إن شاءالله المزيد من العمل الجاد والجهد المخلص والأفكار الخلاقة والمبادرات المتميزة».
وقال: إن الشكر وحده لا يكفي لحضوركم ومشاركتكم ليلتنا المعطرة بالوفاء والحفاوة والحب حفظ الله هذا الوطن وقيادته الحكيمة وشعبه الوفي وأدام علينا نعمة الأمن والخير والاستقرار.
تلا ذلك عرض الفيلم الوثائقي بعنوان (قمة إِنسان) يتحدث عن مسيرة الشيخ محمد الصيخان وحياته التي بدأت بحرمانه من البعثة لدراسة الطيران بسبب أن والدته أحرقت شهادته الدراسية حيث إنها توسمت فيه أنه يتملك صفات التاجر الناجح، وفعلاً فقد بدأ حياته بتجارة المقاولات حتى بات أحد أهم التجار في المملكة، كما عرض الفيلم مسيرة أعمال المحتفى الإنسانية وجهوده الاجتماعية والتطوعية، وترؤسه للجنة أهالي عنيزة أكثر من 16 سنة، أرسى خلالها قواعد متينة من العمل المؤسسي الذي يمنح اللجنة فرصة الاستمرار والنجاح.
بعد ذلك ألقى خالد بن محمد الصيخان كلمة نيابة عن والده، أبدي فيها سعادته بحضور سمو أمير القصيم ورعايته لحفل التكريم، ومستذكرًا تاريخ مليء بالفرح والترح والسعادة والحزن والذل والعطاء، معلنًا عن تبرع والده بأرض بمساحة 63000متر مربع تقع على امتداد طريق المدينة غرب المحافظة لصالح جمعية عنيزة للخدمات الإنسانية، والتكفل بإنشاء مشروع على هذه الأرض تختاره الجمعية.
وفي تكامل للحفل قدمت فرقة عنيزة للتراث والفنون الشعبية، أوبريتا بهذه المناسبة من كلمات الشاعر محمد بن حسن وإلقاء المنشدين أحمد القرعاوي ومحسن المطيري، وقد تفاعل الحضور مع الأوبريت الذي كان مميزًا في كلماته وألحانه والعرض المصاحب معه.
ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز كلمة أكَّد فيها اعتياده من هذه المحافظة الغالية الوفاء لأهل الوفاء، استنادًا منهم على قول الله تعالى (وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان) وكذلك على المقولة المعروفة من لا يشكر الناس لا يشكر الله، وقال: «لقد تعودنا منهم يقدمون الوفاء لأهل الوفاء» ـ مشيرًا إلى أن التكريم لأهل الوفاء ورد الجميل ليس بغريب في مملكتنا لأنه ديدن قادة هذه البلاد.
وأشاد سموه بجهود لجنة أهالي عنيزة وما يقدمونه من منظومة نافعة ومفيدة تربط بين أهالي تلك المحافظة، مؤكدًا بأن لجنة أهالي عنيزة قد برزت وأدت دورها على أكمل وجه، منوهًا بدورهم الكبير في ذلك، متمنيًا التوفيق لرئيس لجنة الأهالي الحالي محمد القاضي.
وقال سمو الأمير فيصل بن مشعل: «باسمكم جميعًا وباسم كل مريض أو محتاج من الاحتياجات الخاصة، نقدر ما قام به رجل الأعمال الشيخ محمد الصيخان وتكفله بإنشاء ما تختاره هذه الجمعية الإنسانية وهي جمعية عنيزة الإنسانية»، مباركًا هذه الخطوة ووصفها بالمباركة، شاكرًا القائمين على هذا الحفل.
وفي لحظات وفاء جميلة قدم راعي الحفل حفظه الله درعًا تذكارية للشيخ محمد الصيخان، كما سلم درع لجنة الأهالي للمحتفى به، ثم قدمت العرضة النجدية التي شارك فيها سمو أمير منطقة القصيم.