جاسر عبدالعزيز الجاسر
مثل كل الدول الاستعمارية يعمل نظام ملالي إيران على ربط العراق بمصيره وجعله تابعاً لإيران كمحافظة أو ولاية كبيرة في إمبراطورية ولي الفقيه مثلما كانت المستعمرات في القرون الماضية تابعة للدول الاستعمارية.
ملالي إيران لم يكتفوا ببسط نفوذهم السياسي، ولا بإطلاق يد المليشيات الإرهابية التي تسيطر أمنياً على البلاد، بل وضعوا أشخاصاً يدينون لهم بالولاء على رأس مؤسسات اقتصادية وخدمية وإنتاجية، أخضعت اقتصاد العراق وربطته بالاقتصاد الإيراني ليسقط في دائرة الانهيار والفشل الذي يعاني منه منذ سيطرة الملالي على إيران، إذ نقل الإيرانيون أمراض الفساد والرشوة والمحسوبية وسوء الإدارة للقطاعات الاقتصادية والتجارية والخدمية حتى أصبح الوضع في العراق مطابقاً لما هو في إيران فشل ذريع في إدارة المؤسسات الاقتصادية والخدمية وعجز كبير في موازنة الدولة وتدهور كبير فيما يقدَّم من خدمات للعراقيين.
أخطر من هذا ما فرضه الإيرانيون على العراقيين من فتح الأسواق العراقية للبضائع الإيرانية التي تعاني من تدني مواصفاتها وعدم ملاءمتها للاستعمال الشخصي، إضافة إلى إغراق الأسواق العراقية بالمنتجات الإيرانية حتى إن المدن المجاورة أصبحت أسواقاً إيرانية صرفة إلى درجة أن الكثير من سكانها يتعاملون بالتومان الإيراني ويتفاهمون باللغة الفارسية، وهو ما يشكو منه أهالي البصرة والعمارة والكوت والسليمانية، بل إن مدناً كالنجف وكربلاء انتقلت لها عدوى الغزو الفارسي مما أوجد حالة من الغضب والحقد على الإيرانيين وتعدى ذلك إلى أحفادهم الذين استوطنوا المدينتين التي تضم المراقد الشيعية والتي اعتاد القادمون للزيارة من إيران وباكستان والهند وأفغانستان التخلّف والسكن فيها وهو ما جعل العراقيين يطلقون عليهم «المجاورين» بمعنى من يجاور مراقد أئمة آل البيت الذين يقدسهم الشيعة، وهؤلاء ورغم وصول بعض من أحفادهم لرئاسة الأحزاب الطائفية كإبراهيم الجعفري وحسين الشهرستاني وغيره، إلا أن العراقيين يعتبرونهم دخلاء عليهم، وهؤلاء منبوذون من العراقيين بمن فيهم الشيعة العرب إلا أن القوة والسطوة المليشياوية تجعلهم يتحكمون بالمواطنين بمن فيهم أبناء النجف وكربلاء الذين فرض عليهم منح امتيازات خاصة للزوار القادمين من إيران، إذ يتمتع هؤلاء الزوار بخصومات وامتيازات فرضتها مؤسسة الزيارة الإيرانية، وتتمثَّل بدفع أجور الإقامة في الفنادق بالعملة الإيرانية وتفضيلهم حتى على العراقيين.
هذه الامتيازات وإعطاء الإيرانيين استثناءات لا يحظى بها الآخرون وبالذات أبناء الدول العربية وحكوماتهم، حتى وإن كانت تصب في مصلحة العراقيين وقد كشفت تصرفات وإهمال الحكومة العراقية للمساعدات العربية ومنها المساعدات التي تقدّمها حكومة المملكة العربية السعودية للمتضررين من العراقيين في محافظة الأنبار عن سياسة انتقائية وإقصائية مزدوجة، فبالإضافة إلى وضع العراقيل لأي مساعدات عربية للعراقيين، أيضاً تعمد جهات عراقية معروفة بمنع وصول أية مساعدات للعرب السنة وبالذات أبناء الرمادي والفلوجة وباقي مدن الأنبار، وقد ناشد السفير السعودي في بغداد الأستاذ ثامر السبهان الجهات العراقية المسؤولة بأن تحل المشاكل الإدارية الحكومية التي تعترض تسليم المساعدات السعودية الغذائية لإخواننا في الأنبار وتحسن ظروف تخزينها قبل أن تتلف.
مناشدة السفير السعودي نأمل أن تجد التجاوب وأن تعامل الدول العربية التي تساعد العراقيين بنفس أسلوب التعامل مع الإيرانيين.