لم أستغرب أن يتحول استقبال معالي الدكتور سلمان أباالخيل مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في أول يوم لدوامه، بعد صدور الأمر السامي الكريم بتعيينه مديرًا للجامعة بمرتبة وزير، إلى مهرجان وطني، يضج بالفرح والاحتفاء والشكر بعد الاطمئنان على مستقبل الجامعة؛ فمنسوبو الجامعة من إدارة وهيئة تدريس وطلاب وطالبات وعمال وعاملات، الذين اصطفوا أمام مكتبه في وقت باكر للسلام عليه والترحيب بعودته، يعرفون معاليه جيداً بإنجازاته ومبادراته وإدارته للجامعة؛ إذ جعل جميع منسوبي الجامعة يعملون كفريق واحد بجد واجتهاد وحب وانتماء للجامعة خلال الفترة من 2007 إلى 2014م، التي يعتبرها منسوبو الجامعة العهد الذهبي للجامعة؛ إذ شهدت الجامعة خلال تلك الفترة قفزات كبيرة على كل المستويات؛ فاحتلت مركزًا متقدمًا في التصنيف الأكاديمي العالمي للجامعات، وشهدت تطورات هائلة على مستوى الكليات والأقسام ومناهج التدريس والإدارة والتميز الأكاديمي والبيئة الجامعية؛ ما جعلها إحدى أهم الجامعات السعودية مكانة علمية وثقافية ووطنية، وخصوصاً مراكز الطالبات، التي شهدت إنشاء عدد من الكليات الإضافية، مثل كلية الطب والإعلام وغيرها من الكليات الحديثة، التي أتاحت للطالبات مجالات تخصص جديدة؛ ما اعتُبر دعمًا ومؤازرة للمرأة السعودية وسعيها لتحقيق المزيد من النجاحات، والمساهمة في بناء وطنها. والأهم من ذلك بناء صرح جامعي يضاهي أجمل المباني في العاصمة الرياض، بعد أن كانت مباني مركز الطالبات غير مهيأة، ولم تشهد تجديدات وصيانة منذ سنوات طويلة، ثم كانت القفزة التكنولوجية الكبرى بتدشين أكبر بوابة إلكترونية للجامعة، سهلت وسائل التواصل بين منسوبيها والعالم المحيط بها، والكثير من الإنجازات الأخرى التي أسهمت في الرفع من شأن الجامعة خلال السنوات الثماني التي حفلت بالجد والاجتهاد والعمل الدؤوب المتواصل.
الدكتور سلمان أبا الخيل شخصية علمية وإدارية فذة، حقق خلال مسيرته العملية والعلمية في كل المناصب التي عمل بها إنجازات وأعمالاً بارزة، يفخر بها المواطن السعودي، كما نباهي به نحن منسوبي الجامعة كل شعوب العالم، وكنت ألاحظ مدى التقدير والاحترام الذي يحظى به معاليه إسلاميًّا وعربيًّا وعالميًّا، من خلال المؤتمرات والفعاليات التي كانت تنظمها الجامعة خلال فترة إدارة معاليه الأولى لها، وتستضيف العديد من الشخصيات العلمية والإسلامية والأكاديمية العالمية والعربية.
نهنئ أنفسنا أولاً، ثم نهنئ الدكتور سلمان أبا الخيل بالثقة الملكية الغالية، ونبارك لمنسوبي ومنسوبات الجامعة عودته مرة أخرى؛ ليواصل مسيرة الإنجازات والتقدم التي تشهدها الجامعة؛ إذ تُعتبر عودته للجامعة بمثابة عودة الروح لها.