«الجزيرة» - زهوة الجويسر:
كشفت دراسة اجتماعية وصفية تحليلية قامت بها أكاديمية سعودية حول «العوامل المؤثرة على حقوق المرأة المطلقة والمهجورة والمتغيب عنها زوجها» أن هناك عدة أسباب للطلاق مرتبة على حسب النسب أهمها انعدام التوافق والاحترام والتفاهم بين الزوجين، العنف الأسري والتسلط والضرب، وجاءت أقل نسبة في الدراسة الغيرة الزائدة والشك.
وأشارت الدراسة إلى أن للطلاق آثارا سلبية كبيرة على الزوجة ففي المرتبة الأولى احتلت الآثار النفسية أول تلك الآثار تليها الآثار العاطفية ثم المادية تليها الصحية والبدنية فالآثار الاجتماعية وأخيراً التعليمية.
وتوصلت الدراسة إلى أن أكثر من ربع المطلقات واجهن صعوبات في المحاكم للحصول على الطلاق من حيث الإجراءات المعقدة والمماطلة، الإهمال والتقصير والتمييز في المعاملة بين المرأة والرجل وأقل النسب جاءت حول صعوبة المواصلات.
ولهجر الزوجه آثار سلبية ايضا كشفتها الدراسة فقد جاءت فى المرتبة الأولى الآثار النفسية والعاطفية مثل الشعور بالقلق والتوتر وعدم الاستقرار، وفي المرتبة الثانية كثرة الديون، أما المرتبة الثالثة جاءت على كثرة المشاكل وعدم وجود شريك يساعد في تحمل المسؤوليات. أما عن الأبناء فقد ذكرت الدراسة أن هناك تأثيرات سلبية كثيرة على الأبناء لغياب الأب عنهم فترة طويلة من أهمها الانطواء والعزلة والتحطيم النفسي وعدم الثقة في النفس وفقدان السيطرة على السلوك والتصرفات، يلي ذلك الحرمان العاطفي وعدم احترام الآخرين والشعور بالعدوانية، يليه التأخر الدراسي أو التوقف عن الدراسة، وأقل التأثيرات تحمل المسؤولية الأسرية في سن مبكر وهذا قد يؤدي إلى التوقف عن الدراسة للعمل والإنفاق على الأسرة.
وقد ذكرت أستاذة علم الاجتماع المساعد الدكتورة لطيفة العبد اللطيف في حديث خاص لـ»الجزيرة» أن الدراسة استمرت سنتين ما بين التطبيق النظري والعملي، «والسبب الحقيقي لقيامي بهذه الدراسة هو الشكوى الدائمة من قبل الطالبات على المشاكل التي تواجههن أثناء زيارتهن للمحاكم سواء للراغبات فى الحصول على الطلاق أو المهجورات اللاتي يرغبن في الحصول على حقوقهن».
وأكدت د.العبد اللطيف أن هذه الدراسة سيكون لها نتائج إيجابية إذا تم اعتماد ما جاء في توصياتها للجهات ذات العلاقة بالمطلقات والمهجورات مثل: وزارة الشؤون الاجتماعية، وجميع الجهات المتعلقة بخدمة المرأة بشكل عام.
وتؤكد الدراسات العلمية والطبية أن الأبناء الذين عاشوا في اسر منفصلة يفتقدون فيها للأم الاصلية أو الأب الأصلي يعانون من مشاكل نفسية وجسمية أكثر من الأبناء الذين يواصلون عيشهم تحت سقف بيت واحد مع والديهم.
وهناك دراسات غربية أكدت أن اغلب الحالات المتحرش بها جنسيا تأتي من الأسر المفككة، إما بسبب زوج الأم الذي لا تربطه علاقة دم بهذا الطفل، وإما بسبب افتقار الطفل إلى عاطفة الأب، والتي يظل يبحث عنها دائما، ولربما تستغل من قبل أصحاب النوايا السيئة.
ويتمتع الأطفال الذين يعيشون في بيئة عاطفية متزنة بصحة نفسية أكبر بكثير من الذين يعيشون في بيئة مضطربة (شجار وخلافات مستمرة)، إلا أن عيش الطفل في أسرة مضطربة أفضل ألف مرة من العيش بدون والديه.
وهناك دراسة علمية قام بها باحثون بريطانيون بمقابلة (152) طفلاً تتراوح أعمارهم بين (9) سنوات (14) سنة ومتابعتهم لمدة تصل إلى عامين دراسيين، حيث وجدوا أن الأطفال الذين ينتمون إلى آباء مطلقين يكونون في الغالب بحاجة إلى مساعدة نفسية حتى يتقبلوا أمر انفصال والديهم.