الأفكار هي التي تدفعنا للابتكار كل حسب سعة إدراكه ووعيه المعرفي مما يجعل الخيال يذهب بعيدا يتعدى الزمن الحالي لأزمان أخرى نتمناها بداخلنا نعيشها وهما أو حقيقة، المهم أنها تسبح ويعلم الله وحده هل تفيض على جانبي حياتنا لتنتج زرعا طيبا أم تستمر في الجريان بوادي ضيق لا يصل سوى إلى سراب؟
المهم أنها أفكار وتنميتها ليس بالشيء المستحيل.
اكتب تلك الكلمات وأنا أواجه عصفا فكريا يختلف عن تلك الرمال الناعمة خارج جدران المكان التي تسمى «العج» أو كما نسميها في الكتب «سموم القيظ» أو «الخماسين».
هل تعصف بنا أفكارنا وتلقينا في دوامات لا تنتهي من التفكير السلبي، أم أن مجرد تفكيرنا هو شيء إيجابي؟ كم من الجرائم ترتكب من نتاج أفكار شيطانية، ونتجنبها أيضا بأفكار ملائكية.
هل لنا أن نترك الخير والشر يتصارعا داخل أدمغتنا أم نقوم بفلترة تلك الأفكار لنستخلص منها ما يفيد؟
الحضارة البشرية قامت على الفكر وليست القوة فقط؛ فإذا كانت القوة فقط هي من أنشأت الحضارة لم يكن هناك الهرم أو سور الصين بل تم التخطيط بعقول فكرت وأبدعت؛ ومن ثم وجدت القوة للتنفيذ، حتى في الحروب نفس المنهج؛ فالحرب لا يكسبها الأقوياء فقط بل من يستطيع أن يخطط ويستخدم الحيلة والذكاء.
الأفكار تحتاج عملا جماعيا، تنصهر معاً حتى تصل أفكارنا لأجيال أخرى تبني عليها لغد له أساس من أمس.
ولن أبالغ حين أقول إن أفكارنا هي الدرع الواقي للبقاء لنا ولأجيالنا القادمة،
من حق كل واحد من البشر أن يفكر ويدفع أفكاره نحو التطبيق رغم جدل «المتفذلكيين» من عدم أهمية تطبيق أفكارهم الأهم أنهم يبدعون «من وجهة نظرهم».
كم من تلك الأفكار دمرت أو حاولت تدمير أوطان,
والمنطقة حولنا تشهد بذلك.
«القاعدة، وداعش،» والقائمة تطول هي مجرد فكرة كان منبعها فكر جماعة واحدة.
الأفكار تحتاج البحث بين ذرات «العج» التي تحيط بنا؛
بعقلك كن فلترا لتلك الأفكار اقبل منها ما يستقر بقلبك وعقلك معا.
دعك من الجمود الفكري وحرر عقلك حتى تصل لنهاية صحراء الفكر المضلل بغطاء الدين.
الله موجود بجوار كل من كان طريقه إيجابيا وأفكاره تخدم الإنسان لا تدمره.
الله موجود بين ذرات ذاتك... استقم يستقم عقلك ويتوحد صفك الذي يكمل صفوف الوطن حتى تصير أفكارنا هي التي تحمي الوطن، وحتى يكون عقلنا صافيا لأفكار مُتقدة، ليبزع فجر ننتظره، ولذا يجب أن ينصب تفكيرنا على زرع الثقة بأنفسنا ومجتمعنا وأمننا، مما يوفر لنا الكثير من الوقت والمال والجهد حتى نصل به ومعه لبر أمان ننتظره منذ أزمان ولت والقادم أحلى إن شاء الله.
- محمد يوسف