الأعمال الاجتماعية جاءت كأحد أهم مجالات التطوّع بالمال والوقت والجهد والخبرة وهي صفة إنسانية كريمة، نشأت بين المجتمعات البشرية منذ العصور القديمة، وجميع الأديان السماوية والأعراف الاجتماعية تزكيها وتحث عليها، ورسمت عنها أجمل قيم الإعجاب والشهامة والنبل والنقاء والإنسانية، والعمل الاجتماعي أفعال وتصرفات وأدوار تمنح الإنسان شعوراً عميقاً بالراحة النفسية، وتملأ حياته بأجمل معاني الحب والدفء والتعاون مع أخيه الإنسان.
ويأخذ العمل الاجتماعي أدواراً وأشكالاً مختلفة، تنظيماً وأداءً، بين أعمال فردية وعفوية تستثيره غريزة حب خدمة الناس، إلى عمل مؤسسي منظّم يكاد لا يختلف في أسلوب إدارته عن كبريات شركات القطاع الخاص شفافيةً وكفاءةً واستقراراً واستهدافاً لشرائح معينة من المجتمع تُسمى العملاء أو الزبائن.
والمجتمع السعودي عرف العمل الاجتماعي التطوعي منذ سنين طويلة، وهو أصيل فيه ينطلق من منطلقات دينية وإنسانية واجتماعية وثقافية، والشيخ محمد الصيخان عرف كل تلك المعاني النبيلة منذ سنوات شبابه، وانخرط بأعمال اجتماعية وتطوعية وأسس وشارك في مختلف اللجان وكان ناشطاً في تحريك تلك الأعمال والدعوة إلى المشاركة فيها، ودعوة جميع فئات مجتمع عنيزة إلى المشاركة في لجان العمل الاجتماعي والتطوعي وكان قائداً ماهراً استطاع وبمشاركة زملائه في تلك اللجان الرقي بالعمل الاجتماعي في عنيزة وجعله عملاً أساسياً في حياة الكثير من أبناء المحافظة، وفي هذا الزمن تشتهر عنيزة بكثرة الجمعيات واللجان الخيرية والتطوعية الاجتماعية التي يشترك فيها الرجال والنساء في مختلف مجالات الحياة.
لقد كان الشيخ محمد الصيخان يحمل رؤية مخلصة عن العمل الاجتماعي تنبع تفاصيله من قيم الدين الإسلامي النبيلة، خلال سنوات طويلة سعى بكل جد ونشاط إلى ترسيخ قواعد العمل الاجتماعي المتقن وأسس لها لجان وجمعيات وبذل لها من وقته وماله وجهده الكثير، والليلة نجتمع لتكريمه ليكون بصمة مؤثّرة في الوطن، ويزيّن هذا التكريم رعاية صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود أمير منطقة القصيم، وهذه الرعاية لها دلالات عميقة تؤكّد أن ولاة الأمر في بلادنا - حفظهم الله- جزء مهم من نسيج المجتمع، فللأمير نقول شكراً لرعايتك وتشريفك، ولرجل الوطن الشيخ محمد الصيخان نقول ستظل رمزاً وطنياً نقياً تذكره الأجيال دائماً.
- فايز المعجل