لم يعد من بد أمام اليمنيين اليوم سوى التفاؤل بما ستسفر عنه مشاورات الكويت من نتائج تبشر بانفراج الوضع في اليمن وانتهاء أزمته الراهنة والخروج بحلول جذرية لمشكلة هذا البلد الذي طحنته الحرب لأكثر من عام وراح ضحيتها عشرات الآلاف من القتلى والجرحى فضلا عن تدمير شبه كلى للبنية التحتية وتضرر مئات الآلاف من المساكن وتهجير الملايين من الأسر عن منازلها وقراها، إضافة الى تفاقم العديد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ليصبح البلد الاكثر فقراً على مستوى العالم، وأصبح أكثر من نصف سكانه بحاجة إلى توفير الأمن الغذائي، إذ يعاني ملايين الاطفال والنساء الحوامل فيه من سوء التغذية وانعدام الخدمات الصحية الاولية، كما وصلت فيه نسبة البطالة إلى أعلى مستوياتها، لانعدام فرص العمل وقلة الوظائف وتوقف النشاط التجاري والصناعي.
إن اليمنيين اليوم وهم يتطلعون بأمل كبير إلى أن تفضي مشاورات الكويت إلى حلول حقيقية وخطوات عملية تمثل بداية الطريق لإخراج البلد مما هو فيه ليعم السلام الشامل والدائم في ربوعه ويعود الامن والاستقرار إلى مدنه وقراه، يرفعون أكف الدعوات إلى الله عز وجل لأن يفرج عنهم ما هم فيه من كرب ومحنة، وأن يعيد لليمن أمنه واستقراره وأن يلم شمل أبنائه ويعيدهم إلى جادة الصواب؛ كي يرسموا خارطة طريق لمستقبل اليمن الجديد.
ما عاناه اليمنيون طوال الفترة الماضية من معاناة ومحنة يجعلهم يوجهون ابصارهم صوب الكويت ويُعلقون عليها آمالهم، وبما يمكن أن ينجزه وفدا التفاوض المشاركين في المشاورات التى تجري هناك، من تقدم باتجاه الحل وتحقيق السلام الدائم والشامل بالرغم من كل الصعوبات والتحديات التى تعترض مسيرة السلام المنشود، التى تبرز كل يوم إذ ما يزال وفد الانقلابيين من يوم الى آخر يبدي سوء النية إزاء هذه المفاوضات، ويسعى بخطوات ممنهجة الى إفشال جهود المجتمع الدولى ودول التحالف التى تدفع باتجاه تحقيق السلام الدائم والشامل في اليمن.
اليمنيون اليوم يطالبون وفدي التفاوض الممثلين عن الحكومة الشرعية والانقلابيين لأن يبدوا حسن النوايا ويقدم كل طرف منهما التنازل من أجل اليمن ومستقبله قبل أن يضيع البلد في دوامة الصراع الذي لو طال أمده لن يتعافى منه ولو بعد عشرات السنين.
هي دعوة صادقة من كل مواطن يمني لكل فرد بيده مفاتيح الحل لأزمة اليمن أن يتقى الله في هذا البلد وشعبه، وأن يساهم في تحقيق التقارب بين أبنائه وإنهاء الصراع الذي كاد أن يمزق النسيج الاجتماعي ويقوض ما تبقى من مقدرات البلد ومكتسباته وآمال وتطلعات شعبه.
اليوم اليمن بحاجة إلى جهد كل فرد مخلص فيه، أن يساهم في انهاء الحرب والدفع باتجاه تحقيق السلام ، وإنهاء الحرب العسكرية والسياسية والإعلامية، وأن توجه امكانيات وقدرات الجميع لإعادة بناء اليمن من جديد قبل ان ينهار على رؤوس الجميع.
إن دول التحالف والمجتمع الدولى أمامهم اليوم مسئولية تاريخية في مساندة اليمن وعدم تركه في منتصف الطريق وإيصاله إلى بر الأمان، وأن يسهموا في الدفع باتجاه انهاء الحرب وتحقيق السلام وإزالة كل عوامل الخلاف القائم بين اليمنيين على اسس صلبة ومتينة تضمن إدامة السلام وتحقيق الامن والاستقرار في ربوع اليمن وأن يمدون يد العون والمساندة لهذا البلد بما يمكنه من التعافي من ازمته الحالية، و يبدأوا بالخطوات العملية لإعادة الاعمار فيه وضع عجلة التنمية في مسارها الصحيح ، بما يضمن تحقيق آمال وتطلعات ابنائه في بناء اليمن الجديد.
- بشير عبدالله
Yaljazeera@gmail.com