قدَّمت «التايم» قائمتها السنوية الثالثة عشرة لأكثر 100 شخصية تأثيراً حول العالم لعام 2016م، والتي شملت مجموعة متنوعة من الشخصيات من حيث تأثيرها على المجتمع من كافة النواحي من سياسيين ورجال أعمال ورموز رياضية وفنانين.
وجاء اختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - الملقب بـ «جنرال الحرب على الإرهاب» من بين الشخصيات الأكثر تأثيراً في العالم لتزامن حضوره وحضور وطنه (المملكة العربية السعودية) مع خطواته الإيجابية في مواجهة ظاهرة الإرهاب ومحاربته والعودة بالشعوب العربية والإسلامية إلى حياتها العادية التي تعيشها في أجواء الأمن والأمان، وتحجيم مؤامرات المخربين والمعطلين لخطط التنمية، ومن نظنهم يقومون بدور خسيس ضد شعوبهم ونسميهم بالطابور الخامس، وهو نفس الدور الذي أرساه والده الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله -، وهو الأمر الذي أسهم بجعل الأمن جسرًا للدعم التنموي والترابط المجتمعي، وتوسعاً يشمل مطالب العصر والتطور العلمي والحضاري.
ويعتبر الأمير محمد بن نايف أحد أهم الشخصيات الأمنية على المستوى الخليجي والعربي والإسلامي بل والعالمي؛ إذ حرص بتصميمه وفعله على إنطاق القاعدة التي قالها: «إن الأمن هو الركيزة الأساسية للأمان والاستقرار وبدون الأمن تختل الموازين وتنتهك الحقوق وتضيع الأوطان «. عبر صياغة هندسة مشروعه الأمني الكبير، وتطوير الإمكانيات الأمنية في وزارة الداخلية، ودعم العمل الأمني بالتقنيات الحديثة وتعزيز الموارد البشرية والمادية فيها، وبلورة كثير من الأفكار على أرض الواقع. وكان له سجل ناصع من المواقف المشرفة بكل الأحداث، وصنع لأمن وطنه بشتى اتجاهته وألوانه مكاناً متميزاً على مستوى العالم. وبالرغم من تسنمه العديد من المناصب الأمنية القيادية عربيّاً وإسلاميّاً وثقل المهمة إلا أنه وضع بصمته الناجحة، وكان له القدر الكبير والوافر من الاحترام والتقدير لدى جميع قادة العالم والمؤسسات الأمنية في جميع الدول، وكانت مواقفه الشخصية مؤثرة في حل الكثير من المواقف الطارئة بفعل الأحداث المؤثرة؛ إذ كان بمنزلة الطبيب للمواقف الصعبة، فقد قلده الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - وشاح الملك فيصل تقديراً لما قام به من تخطيط متقن وإدارة ناجحة لعملية اقتحام الطائرة الروسية المختطفة في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة وإنقاذ ركابها وذلك بتاريخ 8-4-1422هـ، وقلده أيضاً الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - وشاح الملك عبدالعزيز من الطبقة الأولى تقديراً لما أظهره من تميز في مجال عمله وذلك بتاريخ 16-9-1430هـ. كما حظي باحترام سياسيين مرموقين، فمنحه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وسام جوقة الشرف الوطني - أرفع الأوسمة الوطنية في فرنسا - وهو بمثابة اعتراف بالجهود الكبيرة لولي العهد لمكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب في المنطقة والعالم أجمع.
نجاحات تاريخية
أشاد عديد من المسؤولين والمؤسسات ومراكز الأبحاث بجهود الأمير محمد بن نايف في مكافحة الإرهاب وأثنوا عليها وأكدوا أنها تشكل منعرجا مهما في القضاء على التنظيمات الإرهابية.
وقال مسؤولون أمريكيون وأوربيون عنه بأنه « قائد واحدة من أكثر - إن لم يكن أكثر - العمليات الفاعلة لمكافحة الإرهاب في العالم «، كما أشارت مؤسسة « كارينجي» للسلام الدولي في تفسير تسميتها لـ « برنامج المناصحة « باسم « الإستراتيجية السعودية اللينة «و» القوة الناعمة «، على أن هذا التوجه الحكيم في مكافحة الإرهاب يحسب للأمير محمد بن نايف ويميز التجربة السعودية في مكافحة الإرهاب عن غيرها من التجارب الأخرى.
أما سفير بريطانيا السابق لدى المملكة شيرارد كوبير فقال: «إن ما يميز رؤية الأمير محمد بن نايف في مكافحة الإرهاب أنه يتخذ خطوات أبعد من الإجراءات الأمنية المجردة، حيث يستخدم الإعلام والإنترنت في محاربة الفكر المنحرف وتحصين الشباب من مخاطره «، والأهم أنه نجح في أن يُفقد التنظيمات الإرهابية أي تعاطف مع ما تروجه من مزاعم لتبرير جرائمها، من خلال التعامل الإنساني مع أُسر المطلوبين ومراعاة مشاعر أمهات وآباء المتورطين في الجرائم الإرهابية.
مسيرة رجل عظيم
الأمير محمد بن نايف عنوان لمعنى الرفض المتجذر في النفس لكل حالات الهوان وكل محاولات الاستسلام والخضوع، يعرف كيف يحمي حدود وطنه وأمتيه العربية والإسلامية دون أي تراجع أو تخاذل، والتأثير لديه «حسن أداء الواجب والمهام» يصل عند الأمير محمد بن نايف إلى حدود القداسة والعشق وطوال الـ 27 عاماً قضاها في أداء ضريبة الدفاع عن الوطن ونجح في أن يبني له الصورة المناسبة، بوصفه رجلَ دولة له طريقته الخاصة في هندسة الأمور. وبين أول منصب «مساعد وزير الداخلية « وآخر منصب «وليّ العهد»، مسيرةٌ طويلةٌ من العمل الشاقّ الذي لا يتوقّف على مدار اليوم.
لا ينسى أبناء الوطن تأثيره في حرصه على متابعة أحوال أفراد رجال الأمن الذين يؤدون مهماتهم في ظروف مناخية صعبة وتذليل ما يواجهونه من صعوبات وظروف ويوجه بعلاج ومساعدة من تعرض منهم للمرض أو الإصابة أثناء أداء الواجب الأمني. وأيضاً تأثيره في العناية بالمراجعين لوزارته من المواطنين والمقيمين وتفهم أوضاعهم ومتابعة إنهاء شكواهم في إطار النظام وحرصه على إحاطتهم بما يتم حيال قضاياهم دون تكليفهم مراجعة الوزارة وذلك من خلال وسائل الاتصال الحديثة. وأيضاً تأثيره في اهتماماته الخاصة بالشباب ودرء مخاطر الانحراف والإرهاب والمخدرات عنهم ومساعدة أسرهم على مواجهة جنوح أبنائهم. وأيضاً تأثيره في دعم المبادرات الإنسانية و الأعمال الخيرية المخلصة. وتأثيره أيضاً باهتمامه بشهداء الواجب والمصابين في مواجهة الأعمال الإرهابية والأحداث الأمنية وأسرهم وتقديم الرعاية والعناية لهم وتحمل ما عليهم من التزامات مالية وتوفير السكن المناسب لهم ولأسرهم وتسهيل مواصلة أبنائهم لتعليمهم وتوظيفهم ليتولوا مستقبلاً إعالة أسرهم. حتى ارتبط الفرح باسمه وصورته المعبرة التي تعالت لتضيء مساحات العالم الشاسعة متوشحًا باقتدار قائمة أكثر 100 شخصية تأثيراً حول العالم لعام 2016م رافعاً - كما هي عادته - اسم وطنه المملكة العربية السعودية عالياً، ومجسداً تطلعات مليكه كاسباً الفخر والمجد من القمة باستحقاق تام.
- وادي الدواسر