واشنطن - «الجزيرة»:
أوضح نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور محمد بن أمين الجفري أن الدين الإسلامي دين العدل والمحبة والسلام, وما يقوم به من ينتسبون للإسلام من أعمال إرهابية الإسلام منهم براء, فديننا يحرم قتل النفس إلا بالحق, وحفظ للإنسان دمه وعرضه وحقوقه كاملة.
وأكد أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله- دولة محبة للسلام وتحارب الإرهاب بكافة صوره وأشكاله, وتعمل على تجفيف مصادر تمويله, حيث سنت الأنظمة والقوانين التي تجرم من يموّل الإرهاب والإرهابيين, مشيراً إلى أن الاتهامات التي يروجها أعداء المملكة من خلال بعض وسائل الإعلام بأنها تموّل الإرهاب الغرض منها النيل من المملكة ومواقفها المشرفة في محاربة الإرهاب.
جاء ذلك خلال اجتماعه والوفد المرافق له مع عضو مجلس النواب الأمريكي السيد جيمس شافيتز, وعضوي مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور إد ماركي والسيناتور ديفيد بيردو في مقر الكونغرس بواشنطن كل على حدة, وذلك في إطار الزيارة التي يقوم بها وفد مجلس الشورى للولايات المتحدة حاليا.
وشرح الدكتور الجفري وأعضاء الوفد لأعضاء الكونغرس مواقف المملكة من الوضع في اليمن, وسوريا, والعراق, وأشاروا إلى التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لبعض الدول في المنطقة, في إطار ما يسمى بتصدير الثورة التي ينتهجها النظام الإيراني منذ قيام الثورة الإيرانية على يد الخميني عام 1979م.
وأشار الدكتور الجفري إلى أن المملكة تشهد في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز نقلة حضارية تستشرف آفاق المستقبل عبر رؤية المملكة 2030 التي وصفها بأنها خطة طموحة ستحقق للمملكة تحولاً اقتصادياً واجتماعياً نوعياً.
وأجمع أعضاء الكونغرس الأمريكي شافيتز وماركي وبيردو على أهمية العلاقات الثنائية بين المملكة والولايات المتحدة, والعمل على ترسيخها وتعزيزها لما للبلدين من دور مهم في استقرار منطقة الشرق الأوسط.
وأكد السيناتور إد ماركي أهمية استقرار المملكة لأن في استقرارها استقراراً لمنطقة الشرق الأوسط.
من جهة أخرى حرص وفد مجلس الشورى على زيارة مراكز ومعاهد الدراسات الإستراتيجية في واشنطن, لما لها دور بارز في صياغة السياسة الخارجية للولايات المتحدة تجاه مختلف القضايا الدولية وبخاصة قضايا منطقة الشرق الأوسط, من خلال ما تقوم به من دراسات سياسية واقتصادية وأمنية, وتقدم رؤى وأفكاراً جديدة ربما تؤدي إلى تغيير في الأولويات السياسية، وتغيير في المصالح القومية الأمريكية.
وتتنوع هذه المراكز والمؤسسات من حيث طبيعة اهتماماتها وعلاقاتها بالمؤسسات الحكومية الأمريكية, فمنها ما يهتم بشؤون منطقة الخليج العربي, ومنها ما هو مهتم بالعلاقات العربية الأمريكية, وأخرى بالشؤون السياسية والاقتصادية.
فقد زار وفد الشورى معهد الشرق الأوسط, والمجلس الأطلنطي, والمجلس الوطني للعلاقات العربية الأمريكية، ومركز العلاقات الإستراتيجية والدولية.
وخلال اللقاءات أكد الدكتور الجفري وأعضاء الوفد على المواقف الثابتة والراسخة للمملكة تجاه مختلف القضايا التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص, وفي مقدمتها الوضع في اليمن وسوريا, وجهود المملكة في مكافحة الإرهاب, والسلوك الإيراني المتمثل في التدخلات في الشؤون الداخلية لبعض دول المنطقة مثل البحرين واليمن والعراق, وما تشكله تلك التدخلات من استفزازات للمملكة، ومن خطر على المنطقة.
خلال الحوار والنقاش الذي دار بين أعضاء وفد مجلس الشورى أثناء اللقاءات مع المستشارين والباحثين ومنسوبي تلك المراكز ظهر توافق في وجهات النظر بين الجانبين على كثير من الرؤى تجاه القضايا المطروحة على طاولة البحث, في حين ظهرت اختلافات في وجهات النظر حول معالجة بعض القضايا.
وتطرق وفد الشورى إلى رؤية المملكة 2030 وخطتها الطموحة التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل الوطني وتعزيز مكانة المملكة على خارطة الاقتصاد العالمي لتكون لاعباً ومحركاً رئيساً للاقتصاد, وتعزيز قطاعها الصناعي, وتطوير خدماتها الاجتماعية بما يسهم في توفير مستوى رفيع من الرفاهية للمواطن السعودي.
وكان اللقاء مع المجلس الوطني للعلاقات العربية الأمريكية لقاءً موسعاً حضره لفيف من الموظفين الحكوميين وموظفي كبرى الشركات الأمريكية, والباحثين المهتمين بالعلاقات السعودية الأمريكية, وبقضايا الشرق الأوسط, حيث استمع الجميع إلى كلمات لمعالي نائب رئيس مجلس الشورى وأعضاء الوفد تحدثوا فيها عن العلاقات الإستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية, وأهميتها ودور البلدين من خلال التنسيق والتشاور في معالجة الكثير من القضايا في منطقة الشرق الأوسط. كما شرحوا مواقف المملكة العربية السعودية من الإرهاب وجهودها في مكافحة آفة الإرهاب, وبينوا حقيقة تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين.
وفي نهاية اللقاء أجاب معالي الدكتور الجفري وأعضاء وفد الشورى على أسئلة الحضور واستفساراتهم.
ويضم وفد مجلس الشورى الدكتور محمد بن علي آل هيازع والدكتور خالد بن إبراهيم العواد رئيس لجنة الصداقة البرلمانية السعودية الأمريكية والدكتور سعود بن حميد السبيعي, والدكتور فالح بن محمد الصغير, والدكتور عبدالعزيز بن أديب طاهر, والدكتورة سلوى بنت عبدالله الهزاع, والدكتور خولة بنت سامي الكريع, والدكتور خالد بن منصور العقيل, والدكتور طارق بن علي فدعق, والدكتور فهد بن حمود العنزي.