«الجزيرة» - وهيب الوهيبي:
أكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ أن الإسلام العظيم وما جاء في القرآن والسنة وما جاء في السيرة النبوية، وهدي النبي -صلى الله عليه وسلم- وهدي صحابته هي التي أرست أصول الحوار، فالحوار في قمته التي وصل إليها من نظم فكرة الحوار أو دعمها على مستوى العالم هي كلها مندرجة تحت قول الله - جل وعلا -: {وقل لعبادي يقول التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم} ففائدة الحوار أن تقول أحسن ما تجد، ويحذر في الحوار أن يكون للشيطان مدخل على نفوس الناس، وهذه ليست خاصة بالمؤمنين وليس في علاقة بين مؤمن ومؤمن، وإنما هي علاقة بين جنس الناس بعضهم لبعض.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها في الحفل الختامي للبرنامج التدريبي لـ»التواصل مع علماء اليمن» الذي نظمته الوزارة بالتعاون مع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في الرياض بمشاركة (62) عالماً وداعية من اليمن.
وأبان معاليه أن علماء الإسلام لما كثرت الاتجاهات في الإسلام سواء الاتجاهات العقدية أو الاتجاهات الفلسفية، أو الاتجاهات المذهبية جعلوا علماً مستقلاً اسمه علم البحث والمناظرة، وجعلوا له آداباً تدرس؟
وفي هذا السياق، أكد أن الحاجة - اليوم - إلى طلبة العلم والعلماء بخصوصهم أن يرفعوا مستواهم في كل ما يتعاطاه أهل العصر؛ لأن القيادة لا تكون إلا بمشاركة الناس فيما يعانونه وبلغتهم، واللغة تشمل لسان الكلام وتشمل لسان العقل أو اللسان يشمل لغة اللسان ولغة العقل.
وشدد على أهمية مثل هذه البرامج التدريبية وقال: أنتم تحتاجون إلى تدريب كبير ومركز في إيصال ما تحملونه من حق وهدى للناس لأن الناس لاشك سيتأثرون، أو تأثروا بما قيل لهم على مدى السنتين الماضيتين تأثروا كثيراً وربما تجدون الكثير من الأقوال، والآراء، والمفاهيم الجديدة، ونحو ذلك فهذا لا بد التعامل معه بصبر وحكمة وحنكة ، وهذا البرنامج التدريبي يسهم - مع ما في شريف علمكم من العلوم الربانية والعلوم النبوية - في ترتيب العقل في الاستفادة من العلم.
وأبان معاليه أن مبادئ الحوار وأصول الحوار وطرائق الحوار ترتب عقل العالم؛ لأداء ما عنده من علم بطريقة صحيحة، كما كانت عليه علوم البحث والمناظرة في الزمن الماضي.
من جهته، أوضح الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر - في كلمته في الحفل- أن البرنامج الذي شارك فيه علماء اليمن, هو أحد المساهمات الخيرة من المملكة وشعبها تجاه جار وشقيق يمر بظروف صعبة تستدعي منا جميعاً التكاتف؛ لبناء السلام، وترسيخ الوسطية والاعتدال، وتنمية مهارات الحوار والاتصال، ومكافحة التطرف والإرهاب، لافتاً إلى أن البرنامج تضمن تنفيذ العديد من الدورات التدريبية النوعية, مثل: (الحوار المجتمعي, والحوار الحضاري, والحوار الفكري, والحوار الأسري, والحوار الإعلامي)، لتأهيل المشاركين، وتحسين مهارات الحوار المجتمعي لديهم، واكتساب مهارات التواصل الحضاري والفكري والثقافي من أجل فهم أكبر للمتغيرات وتحليل أعمق للمستجدات.
وفي نهاية الحفل، قام الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ بتسليم شهادات إنهاء الدورة لأصحاب الفضيلة المتدربين، كما قام بتقديم درع الوزارة للأستاذ فيصل بن معمر الذي قدم بدوره هدية للوزير آل الشيخ.