في شموخٍ إلى العُلا وانتسابِ
تتسامينَ بينَ شُقرِ الهِضابِ
تيهِ شقراءُ طالما قد عَلَوْتِ
بشِهابِ العُلا جَبينَ الشِّهابِ
نُقِشَ الوشمُ للمعالي كتابًا
فنُقِشْتِ عُنوانَ هذا الكِتابِ
مِلءُ بُرْدَيْكِ من شذا الشِّيحِ نَدٌّ
ونَدَى راحتيكِ أبهَى خِضابِ
أَثَمِلْتِ لَثمَ السَّحابِ فَثَمَّ
لَذَّ للأرضِ لَذَّ لَثمُ السَّحابِ
وانتشيتِ بقَطْرِهِ ورفلْتِ
من جِلباب الربيعِ في جلبابِ
بين غُدْرٍ صَفَتْ وَطَيْرٍ تغنَّتْ
في رياضٍ مُخْضَلَّةِ الأعشابِ
طُرِّزتْ بالورودِ منها بُرودٌ
ألبستْها يدُ الربيعِ الروابي
فشِفَاهُ القَبُولِ إِنْ قبَّلَتْهَا
أرَّجَ الجَوَّ عابقُ الأطيابِ
كم خلبتِ من النُّهى يا سُويدا
قلبِ نجدٍ بمنظرٍ خلاَّبِ
بكِ هامَ (العُريقُ) مِثْلَ مُحبٍّ
في ارتقابٍ من حِبِِّهِ لاقترابِ
ذابَ وجدًا من شوقِهِ فتثنَّى
- مَطلعَ الشمسِ - كالنُّضار المُذابِ
إيهِ يا نجدُ حدِّثينا عن المجـ
ـدِ وعن كُلِ مَغنمٍ مُستطابِ
كم طرقتِ التاريخَ بابًا وبابًا
فولجْتِ من أوسعِ الأبوابِ
بجَلالٍ من التُّقى وخِلالٍ
مُفْعماتٍ بالمَكْرُماتِ عِرابِ
كيف لا تُطلبين صُنعًا وأنتِ
كم صنعتِ للمجدِ من طُلاَّبِ
نُجَبَاءَ غَذَوْتِهم بِثُدِيٍّ
حُفَّلٍ بالعلومِ والآدابِ
رحلتي عنكِ تنتهي بي إليكِ
نبعَ حُبي وملتقى أحبابي
لكِ ذكرىً كم أرَّقتْ وأهاجتْ
طيفَ ذكرى طفولتي وشبابي
ومغانٍ إذا تذكرتُ يومًا
عذَّبتْني بالذكرياتِ العِذابِ
تلك داري وأهلُها الصِّيدُ أهلي
ورِغابُ الكرامِ فيها رِغابي
لو عبرتُ المدى فقلبي إليها
في هيامٍ ومُهجتي في تصابي
حبُّها في دمي ترقرقَ نهرًا
من سناءٍ وانداحَ مِلءَ إِهابي
ليس بِِدْعًا حُبي الترابَ فإنِّي
آدميٌّ ومَحْتِدي من تُرابِ
د. خالد بن عايش الحافي - الرياض