* عندما يُغَيِّرنا المكان والزمان عن رغبةٍ منا أو اضطرار نتركُ من أنفسنا في المكان القديم ما بقي منَّا
ونأخذ ما يُؤَهِّلنا للحياة الجديدة ..
* هل سيحبنا المكان إذا « كبرنا » بعيداً عنه ؟!
أنتَ تسأل ...
يعني أنكَ تعيد النظر إلى ما يحيط بك
تفكِّر في ( بضع ) أشيائكَ ..
لأنَّ الـ( كل ) مُرهِقٌ الامساكُ به وكلما زاد الاصرارُ انفلَتَ من الجانب الآخر ..
* السهرُ الذي يستطيبُ مع مخدعِ اللحظة .. المدينةُ التي تكوَّنَتْ من وادٍ غيرَ ذي زرع ..
الطريقُ الملهمةُ إلى غرب الخريطة ..
رائحةُ الجبالُ إذْ تَعرَق ..
وطعم الغبار في شفاه الكادحين ..
والمنحنيات في خاصرةِ المدينة
و عازفو المزاميرَ
و الحيّ إذْ يَطْرِبّ .. ها هم ...
يضمدون الكون بأبديَّةِ صبرهم !
* الممرات التي تعزفُ و تعرِف
والبنيان الذي يفصِّلُ هندسة المدينة
وجباهُ الرصيف ..
و الحمام ..
والدروب الـ تنصِتُ لغناءِ الأشجار
بالصبر والمجاهدة ..
والورق الأصفر في مداخلِ البيوت
والـ( مرحبا ) التي تُلوِّنُ لهجةَ الحياةِ بالناس ..
* رائحةُ البُنِّ في القلب
والسلام الذي أورقَ في زحام المشاوير
ومذياع سيارةٍ ..
و مارّة .. ( وتمضي حياتي ...)
بِـ كيف الحال ؟
كيف هي المقادير
وأين « طلال »!
ولم تكوني سوى « مكة »
التي تجوس الدروب
و تبلل الوقت
حتى الموعد الثاني ..
* وطَّدتُ علاقة حميمة مع الكون
هذا أمر أنا متأكدة منه ..
منزلي مملكة تصافحها الشمس
من خلال النوافذ التي أكرهُ إغلاقها
أخاطبني كثيراً عند كل شروق ..
المكان الذي حملناه معنا من مكانٍ ما
إلى محلٍ آخر لماذا نُجْمِلُ له الحنينَ
ونتمسّك بعدهُ بالمسميات ؟!
* إذا كان الهدف من أن أعيش « السعادة »
فلماذا يشتغل عليَّ « ثيم » الحنين
ليشعل الحزن بكرمٍ محسوب
وأنا أحاول ترميم ما اشتعل منه
في كل مرة عبر الكتابة !
* ينقطع حبل الكلام مشوشاً
كهذه المدينة التي يتلاشى فيها كل شيء ببطء
في ضبابِ الغد المفضي إلى تقليم الأشجار
و بناء دوّار يذهلنا عند اجتياز الطريق
والمحاولة الجادة لقراءة اسم شارع جديد
وسؤال أهل الحي عن الاسم المفقود
وعن مصدر الضجيج الذي كان
وعن مكبرات الصوت في المآذن
وخط الساقية والذكريات المشتَّـتَة
وينتهي السؤال
ولا يَرُدُّ على الكلامِ أحد .
ولا يَرُدّ على الكلامْ . أصلاً ............
لا أحــــــــــد !!
* ليس بوسعِ مقالِ ما أن يكتبني تماماً ..
* لم أفكر في شكل القالب النهائي لما كتبت، ولا أظنني سأفعل هذا ،
الشكل النهائي محاولة اقتناص المطلق في المقيد ...
و النهاية « قيد » !
* للمكان كثافته كما للحياة
وارتبطت الكتابة عندي بالمكان
ففي مكة والطائف أكتب بدفقٍ من الهدوء والمصالحة
أما في الرياض أجاهد كثيراً لأكتب ..
الرياض مدينةٌ لا تُلهِم أبداً.
- إيمان الأمير