«الجزيرة» - محمد المرزوقي:
قال رئيس لجنة تحكيم السيناريوهات في (مهرجان أفلام السعودية 3) الزميل الروائي والكاتب سعد الدوسري: بعد الدورة الثالثة لمهرجان أفلام السعودية، صار واضحا إلى أي درجة ازداد عشق الشباب للسينما، سواء كصناع، أو كمتلقين، ولوكن السيناريو هو الخطوة الأولى لصناعة الفيلم، فلقد ابتهجت، لجنة التحكيم : الدكتورة بدرية البشر، وفيصل العامر، وأنا، بالتنافس الكبير بين الكتاب والكاتبات، الأمر الذي اضطرنا إلى منح الفائزين والفائزات بعد المركز الثالث.
وأضاف الدوسري: الشباب مقبلون على صناعة السينما، من خلال المتابعة اليومية لكل النتاج العالمي، وقراءة كل ما يكتب من نقد ومن تحليل وتأريخ، وهم بهذه الثقافة يشكلون موقفا إيجابيا جدا من اللقطة البصرية، التي تسيطر على الحالة الإبداعية في كل دول العالم، وما تقرؤونه ليس مجرد محاولات مذهلة في مجال السيناريو، تتفوق على قريناتها في أي بلد يحتضن السينما، بل هو تسجيل لموقف مندفع جدا نحو السينما، التي هي قادمة، لا محالة، وذلك بإصرار الشابات والشباب.
أما مدير المهرجان أحمد الملا، فوصف حجم الإقبال على السينما في مهرجانها الثالث قائلا: من بين 122 فلما، و 72سيناريو تم تسجيلها، انطبقت الشروط على 70 فلما، و 55 سيناريو، دخلت المنافسة على (النخلة الذهبية) في خمس مسابقات في الأفلام: الروائية، الوثائقية، الطلبة، ومسابقة السيناريو غير المنتج، إلى جانب مسابقة أفلام مدينة سعودية، التي تم الإعلان عنها، ستستمر إلى الدورة المقبلة، لإتاحة الفرصة أمام الراغبين في العمل على الإنتاج بوقت كاف.
وعن هذه المواكبة جاء «كتاب الفيصل» الذي صدر مع المجلة، تفاعلا منها مع مناسبة (مهرجان أفلام السينما السعودية) الذي نظمته فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، مطلع شهر مارس 2016م، تحت شعار: (في لمح البصر) إذ أنه من المتعذر على أي راصد للحركة الثقافية والفنية في المملكة، تجاهل الشغف الذي تبديه شريحة واسعة من السعوديين على اختلاف أجيالهم بفن السينما، ولهذا فقد جاء كتاب مجلة «الفيصل» لعدديها 476- 475 لنشر أربعة من السيناريوهات التي شاركت في أفلام السعودية.
أما عن سؤال: هل هناك أفلام سعودية؟ يجيب مدير مهرجان دبي السينمائي رئيس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية في مهرجان أفلام السعودية في دورته الثالثة، مسعود أمر الله آل علي قائلا: إن الموجة الفلمية التي تجتاح شباب اليوم، هي نتيجة طبيعية للحراك البصري العالمي، التي لعبت فيه التكنولوجيا الحديثة والرخيصة دورا أساسيا في دفع عجلة الإنتاج الفلمي في منطقة الخليج، عندها استفاد عاشق الفلم السعودي، لصياغة رؤاه البصرية، ومشاركتها مع الآخرين.
ومضى آل علي مؤكدا على أهمية وجود بيئة حاضنة للكتاب والكاتبات السينمائيين، وأضاف: جاء جيل جديد، وجد في التعبير السينمائي مادة خصبة للبوح، ووسيبة ذهبية لإيصال الصوت إلى الآخر، وما يحتاجونه هو البيئة المناسبة – التي من خلالها – تستطيع أن تصل بالصوت إلى ألقه، وبيئة حاضنة كمهرجان الأفلام السعودية، لكونه نواة صحية، ومهمة لتطوير التجربة، واحتوائها، وبث الروح في صانعي الأفلام، نحو لغة سينمائية خالصة.
وختم آل علي، توصيفه لحضور الأفلام السينمائية السعودية بقوله: ما الأعداد المتزايدة في الإنتاج الفلمي في المملكة، إلا دليل على شغف الإنسان السعودي بالتعبير بصريا.. سيتساقط ما يتساقط، وسيبقى الأجمل، عالقا في الذاكرة.. فهل بعد كل هذا أفلام سعودية؟ باختصار: نعم؛ وهي في طريقها إلى التوهج.. قريبا جدا.