الإجهاد صفة ملازمة لعمليات التقييم التقليدية التي تجرى على شكل اختبارات لقياس مستوى تحصيل الطلبة. إن القليل من الإجهاد مفيد للأفراد في مواجهة التحديات، وهو أمر طبيعي لأنه ينشط الجهود الإيجابية للإنسان كي يتعامل مع الأمور الهامة والصعبة، ولكن الاستمرار والزيادة في الإجهاد قد تؤدي إلى آثار سلبية كثيرة. استخدام تعبير التقييم هنا فقط لإعطاء قيمة لأداء معين دون تقويمه وإصلاحه، أما التقويم فهو يهدف إلى تقويم السلوك وتطويره، التمييز بين التقييم التقليدي والتقويم الحقيقي لإيجاد وتوليد الحلول الممكنة لمشكلة قلق الامتحانات.
الإجهاد والقلق من الامتحانات مشكلة كبيرة في العملية التعليمية، لها آثار سلبية ضارّة على العملية التعليمية، وعلى الطالب من الناحية النفسية، الصحية الجسمية، والسلوكية الاجتماعية. أثر الإجهاد المفرط على العملية التعليمية في تقليل الدافعية والرغبة في التعلم ونقص التركيز والمثابرة. القلق سبب في الإحساس باليأس الذي يظهر غالباً في الإنجاز المنخفض لبعض الطلبة أيام الامتحانات، الإجهاد والتوتر أثناء الامتحان ربما يكون سبباً رئيسياً في عدم إعطاء معايير دقيقة لقياس مستوى تحصيل بعض الطلبة وإنجازهم. للضغط النفسي للامتحانات أثر على نفسية الطلبة. الخوف من الرسوب يؤدي إلى الترقب والخوف وتوقع الفشل والرسوب والإحساس بالحزن والاكتئاب والغضب، وإصابة المخ بالإجهاد والأرق، وصعوبات النوم، والأحلام المزعجة والكوابيس. إن إجهاد الاختبارات الأكاديمية يضعف ضبط النفس وتسبب الاضطرابات العاطفية. شعور الطالب بأن دراسته غير كافية أو غير فعالة، هذا قد يشير لديه الشعور بالذنب وعدم الثقة بالنفس وفقدان الروح المعنوية.
في بحث لأطروحة الدكتوراه للباحث مونميانغ Moonmuang (2005) أجرى البحث على مجموعة من الطلبة الذكور البالغين في الدراسات العليا، وجد الباحث أن مجموعة صغيرة من الطلبة أفادت بأنها أجرت التفكير في الانتحار. التعرض لمستوى عالٍ من الإجهاد قد تؤدي إلى التفكير في الانتحار لدى الشبان البحث الذي أجرته جامعة كوفتري Coventry University وجدت نتائج مذهلة بين مستوى الطلبة 8 % من الطلبة الذين أجريت معهم المقابلات قالوا إنهم تواردت لديهم أفكار الانتحار التي نجمت عن الإجهاد من الامتحانات.
الأعراض الصحية الجسدية لقلق الامتحانات كثيرة. عند اقتراب موعد الامتحانات تظهر لدى بعض الطلبة مجموعة من الأعراض الصحية منها ارتفاع نبضات القلب سرعة التنفس، جفاف الحلق والشفتين، برودة الأطراف، آلام البطن، الغثيان، زيادة الحاجة إلى التبول، الصداع، فقدان الشهية، توارد بعض الأفكار السلبية، التوتر، وقلة النوم. التفكير المستمر في الامتحانات والمذاكرة المستمرة تؤدي إلى الإجهاد، والإجهاد سبب في اعتلال الصحة والعافية. يؤدي الإجهاد إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب مثل مرض الشريان التاجي. ويؤكد ماكنمارا (McNamara, 2000) أن الإجهاد يؤثر على الجهاز العصبي مما يؤدي إلى تغيير السلوك بما في ذلك زيادة الإثارة واليقظة. في عام 1994 ديلي Dailey تم إجراء مشروع بحث لاكتشاف أثر الدراسة والامتحانات على صحة الطلبة الثانوية. مجموعة البحث مؤلفة من 15 ممرضة، وأظهرت النتائج مقلقة على صحة الطلبة. زيادة الإجهاد يمكن أن تسبب في تعطيل الجهاز الهضمي للطالب الذي يمكن أن يؤدي إلى الإسهال أو الإمساك. ولمن يعاني من الأكزيما؛ فالإجهاد يمكن أن تسبب اشتعال الأكزيما والقرح الجلدية والحساسية. علاوة على ذلك الامتحانات وطرق التعلم التقليدية تتطلب من الطلبة لاجتيازها الجلوس لفترات طويلة في القراءة أو العمل على الكمبيوتر يمكن أن تؤدي إلى تعب واحمرار العيون والآلام العضلية نتيجة الجلوس لفترات طويلة من الوقت الذي يقضيه الطالب في المكتب. التأثيرات السلبية للإجهاد على سلوك الطلبة أدت إلى انحراف الشباب الإفراط في تناول المنبهات مثل الكافيين والقهوة وتدخين السجائر. ومن الأعراض السلوكية تشمل الحركات العصبية المتشنجة، التصرف دون تركيز، القرع باليد وهز الرجل، أو حتى قضم الأظافر بالأسنان.
بعض الطلبة خاصة المجتهدين نتيجة لما تتطلبه عمليات التقييم القديمة من الحفظ والاستذكار ينعزل عن الأهل والأصدقاء، مما قد يؤثر في قدراته على التواصل الاجتماعي، أيضا فقدان الاهتمام بالأنشطة الاجتماعية والانسحاب من الأصدقاء والأسرة. أحيانا قد يحدث العكس بحيث يزداد النشاط الاجتماعي وتأجيل المذاكرة والدراسة، والبعد عن الأسرة في المنزل والعصبية من الآخرين. لذا فإن ضغط الامتحانات آثار ضارة على سلوك الطالب والقدرات الاجتماعية.
أحد الحلول لمشكلة القلق في الامتحانات اعتماد أسلوب التعلم الحديث، التعلم المتمحور حول المشكلات، ربما يكون بعيداً عن خلق الضغط النفسي على الطالب للحفظ والاستذكار، وهو أحد الحلول لمشاكل الإجهاد الملازمة للتقييم التقليدي. التعلم المتمحور حول المشكلات أيضا يحقق التقويم الحقيقي الأصيل Authentic Assessment الذي يعتبر أحد الاتجاهات المعاصرة، ويعرف التقويم الحقيقي بأنه تقييم أداء المتعلم من خلال مواقف الحياة الواقعية التي ترتبط بمشروعات تكشف عن مهارات حل المشكلات وتحليل المعلومات وبنائها في سياق جديد. ويساعد التقويم الحقيقي في تهيئة المتعلمين للحياة حيث يطلب من المتعلم إنجاز مهام لها معنى وترتبط بحياته الواقعية، وأيضا حل مشكلات واقعية.