بريدة - عبدالرحمن التويجري / تصوير - سيد خالد:
كشف أمير منطقة القصيم صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز عن تشكيل لجنة تقوم على دراسة معوقات الزواج وارتفاع التكاليف لدى المجتمع في المنطقة، انبثقت من المجلس الأسبوعي في قصر التوحيد، وأن من أهم بنودها تبني الزواج الجماعي، مؤكداً سموه أن على الجمعيات الخيرية مسؤولية عظيمة لتبادر بتيسير زواج الشباب، وإعطائهم الدفعة الكافية لمثل هذا الهم الذي يحمله الشاب لإكمال نصف دينه، وأن تنتهج فكرة الزواج الجماعي، والحث عليه ومضاعفته لما له من إسهام في تخفيف الكثير من التكاليف على الشباب الذين لا يستطيعون تحملها.
ودعا أمير منطقة القصيم إلى تعزيز التكافل الاجتماعي من خلال مشاركة رجال الأعمال والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني لمساعدة الشباب على الزواج والتيسير عليهم وتشجيعهم على تكوين الأسرة التي هي اللبنة الأولى في المجتمع، وأن لا يبخلوا على الجمعيات الخيرية وخصوصاً جمعيات الزواج من مبراتهم وصدقاتهم، حيث لدينا في هذه البلاد المباركة الكثير من الأوقاف الإسلامية وممن يبحثون عن الخير.
وقال سموه «لعل تحصين الشباب هو من أهم أوجه الخير لتحصين الشباب وإعانتهم على الزواج»، مؤكداً أن الشباب هم ذخيرة الوطن وأعمدة المجتمع، وهم ممن نضع عليهم الأمل الكبير، ويجب علينا أن نقف معهم في حياتهم الاجتماعية، ونساعدهم حتى لا يكونوا عرضة للانحراف»، لافتاً سموه إلى أن «تيسير الزواج له فوائد كثيرة تعود بالمنفعة على الشاب والفتاة وعلى المجتمع». وأشاد بما تقوم به جمعية أسرة في دعم الشباب والتيسير عليهم، مبدياً سعادته بمشاركة جمعية أسرة ليلة الوفاء لتكريم الدكتور حمد الغماس على مبرته الخيرية للمساعدة على الزواج التي بلغت عامها الثاني عشر، واصفاً إياها بالمبادرة الرائدة من الجمعية.
جاء ذلك بعد أن شهد سمو أمير منطقة القصيم مساء أمس الأول حفل التكريم الذي أقامته جمعية التنمية الأسرية ببريدة «أسرة» لأحد أبرز مؤسسي الجمعية وداعميها الدكتور حمد بن محمد الغماس بمناسبة مرور 12 عاماً على تأسيس مبرة الغماس لإقراض الشباب للزواج قرضاً حسناً، والتي استفاد منها 700 شاب بمبلغ 18 مليون ريال، بحضور وكيل الإمارة عبدالعزيز الحميدان، ومدير الشرطة اللواء بدر الطالب، وعدد من المسؤولين ووجهاء المجتمع.
حيث اطلع سموه فور وصوله على معرض إنجازات الجمعية، وشاهد والحضور عرضاً مرئياً عن مسيرة المبرة، وفيلماً وثائقياً يحكي عن عزوف الشباب عن الزواج، تلاه أوبريت عن الزواج يجسد معاناة الشباب وأمانيهم، ثم دشن سموه مبنى الوقف المخصص للجمعية بـ7 ملايين ريال، ودشن مبرة الشيخ محمد الغماس وأبنائه بمبلغ عشرة ملايين ريال.
ثم ألقى معالي الشيخ عبدالله المحيسن رئيس مجلس إدارة الجمعية، رئيس محكمة الاستئناف كلمة رحب فيها بسمو أمير القصيم، منوهاً بدعم سموه للعمل الخيري والاجتماعي بصفة عامة وللجمعية بصفة خاصة واهتمامه بقضايا الشباب وهمومهم ودعمهم والسعي للمساعدة في زواجهم، وتخصيصه جلسة خاصة تناولت ارتفاع تكاليف الزواج وتشكيل لجنة لدراسة الموضوع أملاً بأن تكون المنطقة نموذجاً في تيسير الزواج، وقال: «وما تشريفكم يا سمو الأمير هذه الليلة لهذه المناسبة إلا واحداً من عنايتكم بالشباب وتكريماً لمن يبذلون لها، كتب الله أجركم وجعل ما تقدمونه في ميزان حسناتكم» ، مبيناً أن الاحتفاء يأتي كعرفان من الجمعية لأحد مؤسسيها الأوفياء والذي يحمل هموم الشباب دائماً في كل لقاءاته داعماً وميسراً لهم. مختتماً كلمته بالدعوات بأن يديم على بلادنا الأمن والإيمان وأن يحفظ ولاة أمرنا وأن يوفقهم لكل خير وأن ينصر جنودنا المرابطين على الثغور.
فيما أكد الدكتور حمد بن محمد الغماس في كلمة ألقاها أن مرحلة تأسيس المبرة مرت في بساطة وبركة وقبل 12 عاماً بدأت البذرة بأربعة ملايين حيث تبنت جمعية أسرة هذه المبرة فغدت قيمة الإقراض في هذا اليوم ما يقارب 18 مليوناً، مشيداً بالجمعية لرعايتها أحد أهم صمامات الأمان في المجتمع الذي به يعف الشباب ويستقر فهي تُسهِم في إصلاح المجتمع، حيث بعثت هذه المبرة الهمة في نفوس الشباب لاتخاذ قرار الزواج، وكان مقدار الإقراض الحسن يصل إلى 40 ألف ريال ليكون مشجعاً للشباب ودافعاً في اتخاذ قرار الزواج، ولم يكن الإقراض مبلغاً زهيداً لا يحل إشكالاً ولا يكفل مهراً، مقدماً الشكر الجزيل لسمو أمير منطقة القصيم على حضوره ورعايته الحفل.
وفي ختام الحفل كانت مراسم التكريم وحفل العشاء المقام بهذه المناسبة.