لقد عشنا زمناً في «قطاع الترفيه» ونحن نحاول أن نقنع المستثمرين وجهات التمويل والذين يعتقدون بأنهم سيكونون أول المتضررين من أي هزة اقتصادية سواء محلية أو عالمية، ظناً منهم بأن هذا النوع من الاستثمار نوع من الكماليات التي سوف يستغني عنها المستهلك والمستفيد قبل غيرها.
حتى أن المجتمع عموماً يجد صعوبة في فهم هذا المصطلح وبالكاد يستطيع قلة منهم التفرقة بين الترفيه والرفاهية، ولكن إعلان «رؤية المملكة 2030» والتي أطلقها سيدي سمو ولي ولي العهد أكدت لنا بأن ما كنا نركض خلفه لم يكن سراباً إنما هو نهر معين زلال لذة للشاربين، وذلك بعد أن تم دعم تلك الرؤية ولتحقيق أهدافها باعتماد سيدي خادم الحرمين الشريفين للهيكلة الجديدة لمجلس الوزراء والهيئات العامة في الدولة وفي مقدمتها الهيئة العامة للترفيه والتي تؤكد للجميع أن صناعة الترفيه تعد جزءاً لا يتجزأ من مشروع التنمية المستدامة وليس عرضاً يمكن بأي حال من الأحوال تجاهله، ولنا في سنة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - أعظم مثال في حديث (ساعة وساعة) وسباقه مع أمي عائشة رضوان ربي عليها،،،
إن الترفيه هو أحد أهم احتياجات حياة الإنسان الطبيعي وبدونه لن يستطيع أداء مهامه العملية باقي أوقاته الاخرى، وذلك لدور ومساهمة وسائل الترفيه في تخفيف الضغوط الاعتيادية عن الإنسان. وتزداد تلك الحاجة عندما يرتبط الأمر بالأطفال، فالترفيه بالنسبة لهم وسيلة التعبير الوحيدة والأمر الذي يسيطر على جل نشاطهم اليومي.
ومن واقع خبرة متواضعة، فإنني أرى أن الحمل على الهيئة العامة للترفيه سيكون كبيراً وكبيراً جداً بما لديهم من مسئوليات جسمية تتطلب عملاً مضاعفاً لتنظيم قطاع الترفيه في مدن المملكة، وتحويله إلى بيئة جاذبة للاستثمارات من خلال سن القوانين التي تسهم في أن يصبح هذا القطاع أحد أهم دعائم الاقتصاد الوطني.
وتماشياً مع تلك الحقائق وتلك المستجدات ومسايرة للمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية في المملكة أرى أنه لزاماً على متخذي القرار في جميع الغرف التجارية الصناعية بالمملكة إقرار تأسيس لجان رئيسة مختصة فقط بالترفيه تكون أحد الروافد الأساسية التي تدعم وتساعد صناع القرار في الهيئة العامة للترفيه على وضع الإستراتيجيات وتنفيذها بين المنشآت العاملة في هذا المجال من خلال رجال الأعمال المهتمين والممارسين لهذا النوع من الاستثمار، للاستفادة من تجاربهم المتعددة السابقة واهتمامهم وما يملكونه من خبرات متراكمة جراء متابعتهم لمستجدات الترفيه إقليمياً وعالمياً لكافة فئات المجتمع في محاولة لتبني التجارب الناجحة. وتكون هيئة الترفيه بدأت من حيث انتهى الآخرون.
- خالد مرشد الكثيري