«الجزيرة» - غدير الطيار:
ترأس وكيل الوزارة للتعليم د عبد الرحمن البراك المؤتمر العام لمنظمة التربية والثقافة والعلوم في دورته العادية الثالثة والعشرين نيابة عن معالي وزير التعليم، والذي يحضره وزراء التربية والتعليم في الدول العربية والمقام في تونس.
فيما يرأس مدير تعليم مكة المكرمة الأستاذ محمد بن مهدي الحارثي وفد المملكة في المؤتمر في دورته العادية الخامسة بعد المائة للمجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) التي بدأت اجتماعاتها مطلع الأسبوع الجاري بمقر المنظمة بالعاصمة التونسية.
وقال البراك في المؤتمر إن أمتنا تعيش في ظل ظروف إقليمية ودولية غاية في التعقيد, ومصالح متقاطعة بين أطراف تريد حماية العالم العربي والحفاظ على لُحمته الاجتماعية والسياسية والحضارية تحيط بهم أطراف تستهدف تفتيت العالم العربي وإيقاظ فتنة الطائفية, وإشعال نار التطرف، وإذكاء تيارات التفريط والانحلال.
وأكد البراك أن هذا الواقع الأليم الذي نعيشه هذه الأيام, ويدفع العالم العربي دماء أبنائه ومستقبلهم، يقتضي من المسؤولين عن التعليم النفير وإعلان التعبئة القصوى لجعل التعليم المدرسي مستوعباً للمتغيرات الخارجية, وانعكاس ذلك على أدائه وفاعليته وكفاءته, وقدرته على مقاومة كل التيارات التي تستهدف العرب إنساناً وأرضاً.
وأشار في ثنايا كلمته إلى أن كل عربي صادق أو صديق مخلص يتطلع للمؤتمر راجياً أن يثمر نتائج تسهم في تحسين فرص الحياة لأبناء الشعوب العربية، فالتعليم هو باب التغيير للأفضل اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً, فالأمية لم تزل تضرب أطنابها في مساحة وطننا العربي الكبير، ولم يزل التسرب من التعليم عالياً نتيجة انخفاض المستوى الاقتصادي للأسرة العربية, كما لم تزل الأمراض تفتك بالمجتمعات العربية نتيجة الجهل وعدم الترقي في سلم التعليم، ولذا فالتعليم - الذي هو مسؤوليتنا جميعاً - هو أداة التغيير، ولا يمكن للتعليم أن يؤتي ثماره بدون خطط إستراتيجية واضحة ودعم مشترك من كل الأطراف, وبناء التكامل بين الدول العربية.
وأوضح الدكتور البراك أن دور المؤتمر مع حالة النزوح الكبيرة التي يعاني منها بعض أبناء دولنا العربية نتيجة الحروب والصراعات العسكرية، وهذه الأزمة العظيمة امتدت آثارها لكثير من دول العالم, والذي ينبغي على المؤتمر تبني إستراتيجية عمل مشترك في سبيل توفير التعليم لأبناء النازحين ليوفر لهم الحياة الكريمة والحماية من الذين يتربصون بهم لزجهم في عالم التطرف أو الانحلال, وتعريض حياتهم للاستغلال.
واستعرض الدكتور عبد الرحمن جهود المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين في حماية أجيالها حيث بذلت الجهود وتكفلت بدفع الرسوم الدراسية عن أبناء النازحين وأنشأت المدارس ووظفت النازحين من المتخصصين لممارسة التدريس، كما أتاحت التعليم العام والعالي مجاناً لأبناء النازحين المقيمين على أراضيها, ورغم هذه الجهود إلا أن الطموح أكبر في التنسيق بين دول العالم العربي في سنّ قوانين في التعامل مع أبناء النازحين المقيمين في دولنا, وكذلك في العمل المشترك في المخيمات وتكامل الأدوار وتوزيع الأماكن, وذلك تحت مظلة الجامعة العربية.
لافتاً الانتباه إلى تجربة المملكة العربية السعودية في حماية أجيالها وناشئتها من التيارات المتطرفة إلى أقصى اليمين أو إلى أقصى الشمال, وذلك من خلال تبني برامج وطنية تستهدف طلاب وطالبات المدارس مثل برنامج «فطن» وهو برنامج يستهدف توعية المجتمع المدرسي بما يحيط به من أخطار فكرية وتربوية، وتحقيق التفاعل بين المجتمع المدرسي وبقية مكونات المجتمع، وخلق فرص التواصل والمكاشفة بين جميع الأطراف.
كما أن المملكة العربية السعودية انتهجت وسيلة الحوار والمناصحة حتى مع من زلت بهم القدم، فأنشأت مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية, الذي أضحى تجربة عالمية فريدة في مجال المعالجات الفكرية للمطلوبين أمنياً.