فاطمة العتيبي
لا يختلف اثنان على نجاح تركيا في إدارة شؤون فلسفتها حتى بلغت بها مصاف الدول المتقدمة تنمويا والناجحة في تنويع مداخيلها الاقتصادية وحيازة رضا الشرق والغرب!
أما رضا الغرب فمعروفة أسبابه وهي أن تركيا اختارت وبكامل إرادتها أن تنتقل من العالم الثالث المتعلق بأسوار الماضي العالية والمنبت عن المستقبل وانضمت إلى الفلسفة السياسية والاجتماعية التي تقوم على» الليبرالية وهي فلسفة أو رأي سائد تأسست على أفكار الحرية والمساوة. وتشدد الليبرالية الكلاسيكية على الحرية في حين أن المبدأ الثاني وهو المساواة يتجلى بشكل أكثر وضوحاً في الليبرالية الاجتماعية. يتبنى الليبراليون مجموعة واسعة من الآراء تبعاً لفهمهم لهذين المبدأين، ولكن وبصفة عامة يدعم الليبراليون أفكارا مثل حرية التعبير، حرية الصحافة، السوق الحر، الحقوق المدنية، المجتمعات الديمقراطية، الحكومات العلمانية والتعاون الدوليوغيرها «.
نجحت تركيا في تمثل هذه الأفكار تماما وبذلت من التضحيات الأخلاقية الكثير ونظرة على السينما والدراما التركية تجعلك تدرك حجم الحرية ( المنفلت ) والذي صار أمرا ملازما للثقافة التركية وهي تصدره بقوة للعالم بل وأصبح أحد علامات التسويق الموثقة لها !
أما حريات السياحة فحدث ولاحرج ، وحريات الأديان وحريات الصحافة والإعلام.
وكانت تركيا ولاتزال ناجحة بامتياز في كسب ود الغرب والشرق معا فقد جعلت واقع الحياة غربيا تماما تُباح فيه المغاني والعربدة وتفتح الشواطئ وبارات الفنادق فلايجد الغربي أي مظهر يذكره بأنه فارق بلاده. وأرضت الشرق بإمتياز حيث كررت نجاح ( العلماني الليبرالي) المخلص جدا لفلسفة دولته رجب أردوغان ، فظل هذا السياسي المسلم يمثل رمزا مغريا للإسلاميين الموتورين بعودة الخلافة العثمانية ، فصارت تركيا هي قبلتهم ، تحج إليها أحلامهم صباح مساء ، وتسير إليها قوافلهم في رحلتي الشتاء والصيف لصرف الملايين في سياحة مختلطة على شفير شواطئ تدار فيها الكؤوس وتغني فيها الفرق الموسيقية العالمية ، حالة من الشره السياحي الدنيوي التي لا تقمعه مآذن المساجد العتيقة. ومع ذلك تتدافع الأجساد المحافظة نحو مطار استانبول وأنقرة!
تركيا لم تكذب ولم تتجمَّل ، هي هكذا اختارت أن تكون علمانية ليبرالية بامتياز ، فلم يحارب عاشقو شواطئها وفنادقها امرأة مواطنة تجلس خلف مقود سيارة في بلادها؟ ، أو فتاة تلهو لهوا رياضيا بريئا خلف أسوار مدرسة نسائية 100%، اللهم إنك تعلم إني أكتب هذا لإبراء الذمة من كيلهم بمكيالين ووقوفهم عثرة دون التوسيع على نساء البلاد اللاتي هن في ضيق من أمر السائقين ماليا ونفسيا.