«الجزيرة» - فهد الشويعر:
خيراً فَعَلَ حسن عسيري، الذي حمل حقيبة أفكاره وخبرته متنقلاً بها إلى المشاهد التركي، إذ سيكون المشاهد هناك على موعد مع حالة هي النادرة من نوعها، بل الأولى في مشاهدة مسلسل تلفزيوني سعودي هو (البيت الكبير).
حسن عسيري، سبق أن غازل الدراما التركية منذ سنوات، وهي الخطوات الأولى لـ(حسن) لنبض، ومعرفة مداخل ومخارج الوسط الدرامي هناك، وخفاياه وتعقيداته، وهو اليوم بانتظار إطلالة جديدة نرحو أن تكون مكللة بالنجاح. وإذا كان حسن عسيري يرى في الدراما التركية والمشاهد هناك مدخلاً (خصباً) لطموحه كمنتج يقيس الأمور بمبدأ الربح والخسارة، فإننا نرى فيها (انفراجة) لتمدد الدراما السعودية في مكان كحقوق مشروعة.
يعلم حسن عسيري، أننا لم نصل (كمشاهد سعودي) إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من الإنتاج المحلي، حتى نهاجر بأعمالنا خارج حدود الوطن، لكنه يرى أن نلعب بالممكن، ولا مانع عنده أن نَعْملَ هنا وهناك، كسباً للخبرة والانتشار معاً.
حسن عسيري براغماتي درامي، ويذهب أينما كانت مصلحته كمنتج، لكنه أيضاً لا ينسى دور الوعي الجمعي عند الجمهور، فيحاول قدر الإمكان أن يقدم وجبة درامية تنجح (غالباً) وقد تتعثر أحياناً.
قلنا قبل مرة، أن حسن عسيري واحداً من الذين كان لديهم طموح كبير في الدراما السعودية، ويحسب له أن أعمالاً سعودية (أنتجها) أبصرت النور في محطات لم تكن لتعرض أعمالاً سعودية من قبل.
قد تختلف مع (آلية) العمل عند حسن عسيري أو تتفق لكن (نَفَسَه الطويل) في محاولات الاختراق تجعلك تؤمن أن هذا المنتج بحاجة ماسة لمنافس آخر يقارعه نفس المواصفات بدل تركه وحيداً وأقصد في نقل الدراما السعودية إلى خارج حدود الوطن.