قِفْ أمامَكَ ضَبابٌ ...
قَدْ تَشَابهَ البَقرُ عَليناَ ...
إلا رُكوبها ...
الشُعْلَةُ المرتَجِفَةُ ...
تقفُ في مَهَبِ الريحِ ...
والساعةُ الماضَوِيةُ ...
تَضبِطُ الوَقتَ ...
على وقعِ المَاضيِ ...
* * *
انتبهوا لأَوجَاعِنا ...
ونَحنُ بَيْنَكُمْ ...
لا تَدعوا الضَجِيجَ ...
يُغَطيِ على صوتِ الوَجَعْ ...
* * *
من امتَلَكَ طائِرةً ...
من ورقٍ وَخيطانْ ...
وأَطلَقَهَا مَعَ الريحِ ...
كانَ إعلانٌ لِلحربْ ...
على ضِفافِ ...
واديِ القلوبِ ...
شَيدتُ حَقلَ وفاءٍ ...
مُزدَهِرٍ ...
* * *
في مَقهى على مُفتَرقٍ ...
كان عَجوزٌ يَتَناولُ قَهوَتَهُ ...
بِصَمتٍ ...
رَجُلٌ يُحَدِقُ في الأُفُقْ ...
وآخرُ طَلبَ وجبة خفيفةً ...
والنَهارُ كان مُشمِسَاً ...
والنادِلُ مُبتَسِماً ...
* * *
لا أُريدُ لاسميِ ...
أَنْ تُحَاصِرُهُ الكلماتْ ...
ولا أن تَتَفكَكَ حُروفَهُ ...
ويُبعثِرُهَا الهواءْ ...
* * *
وَحدَهَا الجسورُ ...
تَستَمِرُ وَتَحيَا ...
أمَا الجُدْرَانُ ...
مَصِيرُهَا الهَدمُ ...
والزَوالْ ...
* * *
في بحرٍ أزرقٍ ...
تَنمو ...
طحالبٌ ...
وأسماكٌ ...
* * *
وفي زمنٍ خريفيٍ ...
كانتْ تنمو ...
حروفٌ خضراءُ ...
في غيابِ أوراقٍ بَيضَاءْ ...
قَدْ بَعثَرتْها الرِيحُ ...
وتَسَاقَطَتْ عَنها الحروفُ ...
* * *
وشَيعهاَ الريحُ ...
على الأكفِ ...
مُعلناً انتصَار الكلماتْ ...
رَغمَ انكسارِ السطورِ ...
وتمازجِ الألوان ...
* * *
الآنَ ...
أُعلن أنَنَا نَحتاجُ ...
إلى نقطةِ نِظام ...!!!