«الجزيرة» - أحمد القرني / تصوير - عبدالملك القميزي:
كشفت المملكة العربية السعودية عن أول تقرير عن مساعداتها الإغاثية خلال الفترة من 2005 إلى 2014، حيث بلغت أكثر من 54 مليار ريال، توزعت على مختلف دول العالم، وهدفت إلى التخفيف من وطأة الكوارث والفقر والحروب، وذلك بنسبة، 1.9 في المائة من الدخل القومي الإجمالي للمملكة محتلة بذلك المركز الأول عالميًا في العمل الإغاثي، والمركز الرابع في مجموعة الدول المانحة.
في هذا السياق، رفع الدكتور عبدالله الربيعة مستشار خادم الحرمين الشريفين المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، التهنئة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد، مبينًا أن تقرير المساعدات الإنمائية الرسمية للمملكة العربية السعودية، تم إعداده بمشاركة مشكورة من وزارة الخارجية، ووزارة المالية، والصندوق السعودي للتنمية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في المملكة.
وبين أن المملكة انطلقت في إحرازها منذ منتصف القرن الماضي وفقًا لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف والتزاماتها الأخلاقية التي توجب عليها إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج؛ وهو ما جعلها نموذجًا يحتذى به في المجال الإغاثي والخدمات الإنسانية التي تقدمها للبشرية دون توجهات سياسية أو اعتبارات الدين أو العرق أو اللون.
مضيفًا بأن مسيرة العمل الإغاثي والإنساني في المملكة شهدت تناميًا متسارعًا خلال الفترة الماضية، وهو ما جعلها في صدارة الدول المانحة للمساعدات الإنسانية والإنمائية، ولا شك أن ما يميز هذه المسيرة الإنسانية أنها ترتكز على ثلاثة مقومات أولها الاستجابة العاجلة والتدخل السريع فور حدوث الأزمات الإنسانية، حيث تستنفر المملكة جهودها الإغاثية رسميًا وشعبيًا لرفع معاناة المناطق المتضررة؛ ليتمكن المنكوبون من العودة إلى حياتهم الطبيعية، وثانيها ارتفاع حجم المساعدات سواء الإنسانية أو من خلال القروض والمنح للبلدان النامية؛ حيث بلغ حجم المساعدات عام 2014م، أربعة وخمسين مليار ريال سعودي وذلك بنسبة 1.9 في المائة من الدخل القومي الإجمالي للمملكة محتلة بذلك المركز الأول، والمركز الرابع في مجموعة الدول المانحة، وثالثها العطاء الشعبي؛ حيث لم تقتصر المساعدات على المخصصات الرسمية، بل إن المبادرات الإنسانية وحملات الإغاثة الشعبية التي يطلقها قادة هذه البلاد ـ حفظهم الله ـ تعد داعمًا قويًا للجهود الإغاثية والإنسانية الموجهة لإحداث التوازن في مناطق الاحتياج.
من جانبه، قال الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي المنسق للأمم المتحدة في المملكة آشوك نيغام قال: أود أن اغتنم هذه الفرصة لأشكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وشعب المملكة على وجه الخصوص على المساعدات سواء الإنسانية أو التنموية التي تقدم من خلال الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أهمية الشراكات من أجل تحقيق الأهداف السامية المستدامة، مؤكدًا أن المملكة تشغل مكانًا إستراتيجيًا في قلب العالمين العربي والإسلامي لتكون القدوة في تحقيق أهداف التنمية المستد امة على الصعيدين المحلي والعالمي.
واستعرض ما قدمته المملكة حيث شهدت المساعدات زيادة كبيرة للغاية في حجمها وتغطياتها القطرية مدفوعة بحاجة البلدان المتلقية للإعانات حيث ارتفع إجمالي المساعدات كثيرًا في عام 2014 م بنسبة 230 بالمئة مقارنة بالنسبة السابقة، فمن 4.3 مليارات دولار أمريكي إلى 14.5 مليار دولار أمريكي أي ما يعادل (16 مليار ريال سعودي إلى 54 مليار ريال سعودي)حيث كانت معظم المساعدات المقدمة بين عامي 2005 - 2014 عبارة عن منح ومساعدات إنسانية وصلت إلى 78 في المائة ومثلت القروض الميسرة 12 في المئة فيما وصلت المساهمات المقدمة للمنظمات والهيئات الخيرية إلى 5 بالمائة وللمنظمات المتعددة الأطراف 5 بالمائة إِذ شكلت المنح والمساعدات الإنسانية 13.3 مليار دولار أمريكي بما يعادل 50 مليار سعودي في 2014 م.
إثر ذلك ألقيت كلمة وزارة الخارجية ألقاها السفير فيصل بن عبدالعزيز هاشم أوضح خلالها أن المملكة تولي اهتمامًا خاصًا لمساندة ودعم البلدان النامية، وعلى وجه الخصوص التي تمر بظروف استثنائية، ذلك في ضوء التوجيهات الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وانطلاقًا من مبادئها وثوابتها الإسلامية وهو ما يتماشى مع التزاماتها النابعة من المكانة الرفيعة التي تحتلها وثقلها السياسي والاقتصادي على المستويين الإقليمي والعالمي.
بعد ذلك ألقى فوزي عليان السعود كلمة الصندوق السعودي للتنمية عبر خلالها عن سعادته بحضور المناسبة حيث يتم إطلاق أول تقرير رسمي يوثق المساعدات الإنمائية للمملكة العربية السعودية خلال مدة عشر سنوات من 2005م إلى 2014 م شاكرًا مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية على مبادرته بتبني حفل إطلاق التقرير وعلى جميع الترتيبات التي قام بها لإظهاره بالمستوى المأمول، مشيدًا بجهود القائمين على التقرير.
وقال: إن من أهم المعطيات التي أبرزها التقرير أن المملكة حققت ما لم يحققه أي بلد على مستوى العالم في الوصول بقيمة المساعدات إلى نسبة 1.9 بالمية من الدخل القومي وهو رقم غير مسبوق وبهذا تصدرت المملكة الدول المانحة للمساعدات في سنة 2014م، مؤكدًا أن هذه الإنجازات تحققت بفضل الله وتوفيقه أولاً ثم بفضل قادة هذه البلاد الطيبة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه-، حتى عهد ملك الحزم الملك سلمان -حفظه الله-.