«الجزيرة» - عبد الله الفهيد:
وقَّعت المملكة وماليزيا مذكرة تفاهم للتعاون في المجال السياحي، وكان مجلس الوزراء قد أقر التوقيع على هذه الاتفاقية بتاريخ 29/7/1436هـ.
وقد وقّع المذكرة أمس في مقر وزارة السياحة الماليزية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ومعالي وزير السياحة والثقافة الماليزي محمد نظري عبد العزيز، بحضور سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين في ماليزيا فهد بن عبد الله الرشيد، وعدد من المسئولين في وزارة السياحة الماليزية، وسفارة خادم الحرمين الشريفين في ماليزيا. ونصت المذكرة على تبادل المعلومات والخبرات بين البلدين في الأنظمة الخاصة بالنشاطات والخدمات السياحية وأثرها الاقتصادي والاجتماعي، والتراث العمراني والحرف اليدوية واستثمارها في التنمية السياحية، وإدارة الفنادق والمنتجعات السياحية والأنظمة المرتبطة بمنشآت الإيواء السياحي والرحلات السياحية، والإرشاد السياحي، والإحصاءات السياحية.
وتؤكد المذكرة على التنسيق بين البلدين في إدارة الوجهات السياحية الكبرى، وتنمية المواقع والمرافق في الوجهات السياحية وتطويرها، كما تتضمن المذكرة التعاون في مجالات الإعلام السياحي والمؤتمرات والمعارض والاستثمار السياحي والفعاليات والمهرجانات السياحية.
وقد أثنى الأمير سلطان على الشراكة بين البلدين في مجالات السياحة والآثار والتراث الحضاري والحرف اليدوية.
وقال إن المملكة كانت ولا تزال دولة غنية، حتى في فترة ما قبل النفط، إذ إنها وريثة حضارات عريقة وغنية منذ أقدم العصور. وأضاف أن المملكة كانت ولا تزال في مقدمة الدول المانحة عالمياً، والأولى إسلامياً التي تركز على تنمية الشعوب الإسلامية.
وقال الأمير سلطان: إننا في المملكة نقدر تجربة ماليزيا في تطوير البلاد والحفاظ على القيم، مضيفاً أن ماليزيا قصة نجاح للتطوير المتوازن والتنمية على كافة الاتجاهات.
وأوضح الأمير سلطان أن التعاون بين المملكة وماليزيا سوف يشمل مجالات متعددة من بينها تبادل العروض المتحفية من خلال عرض قطع ذات علاقة بالتاريخ الإسلامي في متحف الفنون الإسلامية في المملكة، وعرض مجموعة من روائع معرض الفن الإسلامي في كوالالمبور. إضافة إلى متحف تاريخ الحج في مكة المكرمة، وتوثيق قصص المسلمين الذين يؤدون فريضة الحج من كل مكان، وعرض قصة ولادة الإسلام فوق أرض تعاقبت عليها الحضارات.
ومن المقرر العمل مع ماليزيا لتكون من أوائل الدول التي يتم التجربة مع معتمريها رحلات ما بعد العمرة، ومن أجل ذلك سوف يتم تأسيس مكاتب في ماليزيا لتنفيذ مبادرة «السعودية وجهة المسلمين».
كما أن من الممكن الالتقاء مع الماليزيين لمعرفة المواقع التي يرغبون في زيارتها وتزويدهم بمعلومات عنها، مؤكداً أن الإسلام والمواقع الإسلامية تنتشر في مختلف أرجاء المملكة بما في ذلك المناطق الشرقية والوسطى والشمالية التي شهدت غزوات، كما أنها ضمت مساجد تاريخية نشأت في بدايات انتشار الإسلام.
وفي مجال الحرف والصناعات اليدوية، سوف يتم الاستفادة من تجربة ماليزيا في تطوير صناعة الحرف اليدوية في المملكة.
وقد أبدى الوزير الماليزي اهتمامه بتجربة السعودية في تأسيس قطاع الحرف خصوصاً ما يتعلق بتحويل الاهتمام بالحرف من وظيفة للبسطاء والفقراء فقط، إلى مكانها الصحيح، وإدخال الحرف في تجهيز الفنادق. وتقرر استضافة معرض للحرف اليدوية الماليزية في الرياض وجدة، ويصاحب المعرض ورش تدريبية للحرفيين السعوديين. كما تم التأكيد على تحفيز الاستثمارات السياحية بين البلدين.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، قد وصل الأحد إلى كوالالمبور في زيارة رسمية إلى ماليزيا تستغرق أربعة أيام، تلبية بدعوة رسمية من معالي وزير السياحة والثقافة الماليزي محمد نظري عبد العزيز تستغرق أربعة أيام. وقد تم توجيه الدعوة للوزير الماليزي لافتتاح معرض طرق التجارة في الصين، كما تمت دعوته لحضور مهرجان عكاظ ومهرجان جدة التاريخية.