«الجزيرة» - تواصل:
نظم رجل الأعمال حمود الذييب ندوة ضمن فعاليات اثنينية الذييب الأسبوعية استضاف فيها الدكتور سليمان الذييب أستاذ الكتابات العربية القديمة بجامعة الملك سعود والباحث بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، والذي ألقى محاضرة بعنوان الحملة الرومانية على جنوب غرب شبه الجزيرة العربية مستعرضاً ظروف الحملة أيام الامبراطورية الرومانية والظروف المشابهة لها في الحرب الدائرة في اليمن في عصرنا الحالي.
حضر الندوة عدد من الضيوف المهتمين بعلم الآثار والتاريخ القديم لشبه الجزيرة العربية.
وفي البداية تحدث الدكتور سليمان عن بداياته ودخوله كلية الآثار التي كانت تنشأ لأول مرة في جامعة الملك سعود ومن ثم حبه وتعلقه بهذا العلم الجديد على التعليم الجامعي بالمملكة آن ذاك. وتخرج الدكتور سليمان من الجامعة ليبدأ رحلة الدراسات الميدانية للآثار الموجودة بشبه بالجزيرة العربية والتي أنتجت عدد من المؤلفات التاريخية في العصر القديم والامبراطوريات التي تواجدت في المنطقة وأشهرها الامبراطورية الرومانية.
ويرى الدكتور الذييب أن تواجد الامبراطورية الرومانية بشبه الجزيرة العربية كان بهدف السيطرة على هذه المنطقة الغنية بالثروات وهي نفس الدوافع التي تتحرك بسببها الدول الكبرى في العصر الحالي للسيطرة على دول المنطقة. وكانت الامبراطورية لا تفضل الاحتلال العسكري في كل الدول التي ترغب في التوسع داخلها ولكنها اختارت التمركز في عدد من المناطق الرئيسية في المنطقة مثل الشام ومصر وبالتالي فقد جاء احتلال سوريا ومن ثم التحرك بعدها إلى السيطرة على مصر لما لها من طبيعة ومزايا عديدة سوف تعود بالنفع على الامبراطورية. وكان والي مصر آيليوس جاليوس هو من شن الحملة على منطقة جنوب شبه الجزيرة (منطقة اليمن حالياً) بهدف احتلالها لما تتمع به طبيعة وثروات كثيرة. ساعد في هذه العملية قبائل الأنباط التي كانت تسكن اليمن آن ذاك والتي قدمت الدعم اللوجيستي للحملة الرومانية.
الجدير بالذكر أن الدكتور سليمان كان قد حصل على جائزة تقديرية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية، والتي تمنح للمتميزين في دراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية من السعوديين للباحثين المتميزين وذلك على مجمل أعماله ومؤلفاته.
من ناحيته كان للإعلامي مناحي الحصان مداخلة حول رؤية الدكتور الذييب في تحرك الدولة لمزيد من تفعيل دور الثقافة والعلوم المجتمعية في الدولة، وذلك في ضوء تصريح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- بعزم الدولية إنشاء متحف إسلامي بالمملكة.
حول ذلك أجاب الدكتور سليمان بقوله أن الخطوة في غاية الأهمية بالنسبة للدولة وأبنائها من الشباب والأجيال القادمة التي تحتاج للاطلاع على تاريخها الإسلامي وحضارتها الضاربة في عمق التاريخ. كما أن القرار بإنشاء المتحف الذي سيكون الاكبر في العالم يعني حرص الدولة على تفعيل دور الثقافة في المجتمع مما سوف يؤثر إيجاباً على الحالة الفكرية والدرجة الثقافية لدى الشعب السعودي.
في نهاية الندوة قدم الأستاذ حمود الذييب درعاً تكريمياً للدكتور سليمان الذييب تقديراً له على إنجازاته في مجال علم الآثار والمؤلفات التاريخية حول الدراسات العربي وشبه الجزيرة العربية.