«الجزيرة» - وكالات:
في الولايات المتحدة الأمريكية يضاف اسم شخص كل عشر دقائق إلى لائحة المركز الوطني لزراعة الأعضاء؛ ما يعني أن 120 ألف شخص سيحتاجون لزراعة من شأنها إنقاذ حياتهم.
وعند توافر العضو الملائم للزراعة يتطلب الأمر أحيانًا نقله عبر البلاد. ولزراعة القلب يتم الاحتفاظ به في صندوق مبرَّد ومثلج شبيه بذلك الذي تأخذه معك بالنزهات.
ومنذ العملية الأولى لزراعة القلب في أواخر الستينيات تقدمت التكنولوجيا بشكل كبير لإبقاء القلب على قيد الحياة خلال وجوده خارج الجسم في آلة صُمِّمت لتعمل مثل الجسم البشري.
هذا هو ساحل كورنيش في بريطانيا، وهنا يعيش الشاب لي هول، الذي يبلغ السابعة والعشرين من العمر، مع زوجته وابنهما. ورغم جمال الطبيعة هنا فإنه ليس بمقدوره الخروج كثيرًا. أمضى لي معظم حياته بالمستشفيات.
لي هول: «كانت حياتي طبيعية حتى بلغت العامين، وتم تشخيصي بمرض اللوكيميا. وعندما بلغت أربعة عشر عامًا عانيت من مشاكل بالقلب»؛ لذا قام الأطباء في مستشفى هاريفيلد بلندن بزراعة مضخة ميكانيكية، لكنها لا تعتبر حلاً طويل الأمد، لا يحتاج معه قلبًا جديدًا. الطبيب أندريه سايمون هو مدير زراعة الأعضاء في مستشفى هاريفيلد، وقال: تواجه لندن مشكلة في قوائم زراعة الأعضاء، وسط قلة من المتبرعين، لكن وجود لي على القائمة المستعجلة أعطى أولوية لحالته؛ لتبدأ رحلة الاختبارات للتأكد من أن جسد لي سيوافق على العضو الجديد دون أن يبدأ بمهاجمته..
ولكن ماذا عن المرحلة السابقة لكل هذا؟ كيف سينقل قلب لي إليه؟
وليد حسنين بدأ عمله جراحًا للقلب؛ ليعمل في نقل الأعضاء بين المستشفيات، وكان مسؤولاً عن براد متنقل، عندما تنبه إلى الطريقة البدائية التي ينقل بها هذا العضو الحيوي من الجسد؛ لذا ترك ممارسة الطب، وأسس شركة «TransMedics».
وليد حسنين، المدير التنفيذي لشركة «TransMedics» قال: «تعلمت كيفية التعامل مع القلب على مدى 12 عامًا، ولكن عندما وصل الأمر إلى زراعة القلب التي تعتبر قمة العمل الجراحي للقلب سيُرمى القلب في ذلك الصندوق الثلجي». عملية تبريد القلب بوضع محلول يخفض من درجات حرارته، ويؤدي إلى فساد العضو، وإطالة فترة إحيائه بجسد المتلقي. في بعض الأحيان يتم رمي العضو بسبب تضرره بالفرق المكاني والزمني؛ إذ يتم استخدام عضو أو عضوين من بين كل عشرة أعضاء يتم التبرع بها.
لذا طور حسنين نظامًا جديدًا لإبقاء القلب حيًّا خارج الجسم البشري، وقال: «نحذر المشاهدين بأن البعض قد يتأثر بالمنظر التالي.. هذا القلب يضخ الدم كما لو أنه كان داخل الجسد؛ فهناك مغذيات ودم يحوي الأكسجين يتم ضخها باستمرار إليه».
ما زالت هذه الآلة تحت التجربة في أمريكا، لكنها تمكنت من الحصول على الموافقة الطبية في دول أخرى مثل أستراليا وبريطانيا.
خلال الصيف خضع لي لعملية جراحية باستخدام هذه التقنية، وحالته بعد عام ما زالت في تحسُّن، وهو في طريقه للحصول على حياة جديدة ووقت أطول مع عائلته.
لي هول يقول: «أن يموت شخص ويمنحك الفرصة للحصول على حياة طبيعية هو أمر مذهل. لولا ذلك الشخص لما كنت موجودًا اليوم؛ لذا أشكرهم لتغيير حياتي».