نحمد الله أولاً أن منَّ على هذه البلاد المباركة بقادة صنعوا لها تاريخها المشرِّف منذ عهد المغفور له بإذن الله الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه. واستمراراً لنهجه السديد سار على خطاه أبناؤه الملوك البررة مسخرين كل الإمكانات والمقدرات التي حباها الله هذه البلاد في خدمة الدين والوطن والمواطن.
ولعل من أبرز تلك المقدرات والنعم الكبرى على هذه البلاد كان النفط، الذي ساهم بفضل الله بدرجة كبيرة في نهضة المملكة على كافة الأصعدة والمستويات.
ونظراً لما مرّ ويمرّ به العالم من تحوّلات وتغيّرات أثّرت في جزء منها على استقرار النفط ما دفع الرؤية الثاقبة لقادة هذه البلاد إلى استشراف المستقبل ووضع خطة تنموية خرجت في سياق تفكيرها عن إطار النفط كمصدر أوحد لاقتصاد المملكة. حيث تصدى لبلورة هذه الرؤية فريق متخصص في إطار مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بتوجيه ومتابعة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه -، وجرى إقرارها من قبل مجلس الوزراء في جلسة تاريخية.
ويقود هذا الفريق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد وزير الدفاع الذي عمل بصمت إلى أن فاجأ كافة الأوساط بهذه الرؤية السديدة والخطة المتكاملة لرسم مستقبل المملكة نحو آفاق الطموح وسؤدد النجاحات من خلال خارطة الطريق (رؤية المملكة 2030).
وقد شكل قطاع الإسكان أحد أهم أولويات الرؤية المباركة، حيث تبنت الرؤية رفع نسبة متملكي العقار من المواطنين من 47% الى 52% من خلال التوسع في إنشاء الوحدات السكنية والتشجيع على الاستثمار في القطاع العقاري وتبني تطبيق مفهوم الخارطة الاستثمارية وهو ما سيؤدي في النهاية إلى المرونة وسهولة دخول المستثمرين المحليين والأجانب في القطاع واستحداث صندوق متخصص بإدارة العوائد العقارية وهي خطوات تقلص هوامش الاحتكار والمضاربة في أسعار الأراضي.
والواقع إننا ننظر إلى هذه الرؤية من خلال كوننا أحد المستثمرين والمطورين العقاريين في مكة المكرمة من زاويتين إحداهما تتعلق بخطط الإسكان على مستوى المملكة عموماً بما فيها مكة المكرمة، والأخرى تتعلق بخطط تطوير وتفعيل منطقة مكة المكرمة من جوانب تشمل تنمية مناطق المشاعر من خلال صناعة الخدمات التي تواكب ارتفاع عدد الحجاج والمعتمرين، ودعم البنية التحتية لمكة المكرمة لاستيعاب الأعداد المتزايدة منهم، خلال الفترة المقبلة التي سوف تصل إلى 15 مليون معتمر بعد ست سنوات، و30 مليوناً عام 2030م.
ويدعم ذلك اكتمال مرافق النقل العام، كقطار الحرمين الذي يربط المدينة المنورة بجدة ومكة، وكل ذلك تزامناً مع الجهود الكبيرة لتوسعة المسجد الحرام، وتوسعة المشاعر والانتهاء من توسعة جسر الجمرات، ودخول مشروعات سكنية فندقية تطورها عدد من الشركات الوطنية في مكة، وتنامي عدد المشروعات في مركزية مكة المكرمة.
نسأل الله أن يسدد ولاة أمرنا وأن يعينهم في ترجمة هذه الخطط إلى واقع يجسد تلك الرؤية السديدة. وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والرخاء والاستقرار في ظل حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد، حفظهم الله جميعاً وسدد على دروب الخير خطاهم.
الشريف يحيى بن حسين آل زيد - رئيس مجموعة الشريف يحيى آل زيد