بقلم - تاكر جاي ماريون:
ما الذي يجعل الاستثمار في الرؤوس الأموال المغامرة ناجحاً؟ في سياق دراسة أجرتها السنة الماضية شركة رؤوس الأموال المغامرة «فيرست راوند كابيتال»،ورد استطلاع شمل أكثر من 300 شركة أميركيّة ونحو 600 عضو مؤسس. وظهرت فيه عناصر عدّة على صلة بالنجاح، بعضها مُطَمئن والآخر مفاجئ.
- تخطّى أداء الشركات الناشئة التي أسستها نساء أداء تلك التي لا يضمّ فريقها التأسيسي إلاّ رجالاً. والواقع أنّ الشركات التي أسستها نساء سجلت أداء أفضل بنسبة 63% من تلك التي يقتصر مؤسسوها على الرجال. وإن بسّطنا الأمور، يعني ذلك أن النساء رائدات أعمال متميّزات في مجال التكنولوجيا، ولا بدّ من تمويل جهود عدد متزايد منهنّ.
- تخطّى المؤسّسون الشبّان بأدائهم من كانوا أكبر منهم سنّاً. يقع متوسّط عمر رواد الأعمال عند 40 عاماً تقريباً، وثمّة سبب للتفكير في أنّ أداء روّاد المشاريع يتحسّن عموماًمع تقدّمهم في السن. لكن ماذا عن شركات «فيسبوك»، و»آبل»، و»غوغل»، و»مايكروسوفت»؟ لقد بلغ متوسّط عمر مؤسس كلّ منها 23 عاماً تقريباً. وثمّة تبرير محتمل جيّد للموضوع، وهو أنّ التكنولوجيا أقرب من متناول الجيل الشاب، وهو واقعتثبه حقيبة استثمارات «فيرست راوند»،لأنّ مؤسسي هذه الشركة، الذين كان متوسّط عمرهم دون الخامسة والعشرين (عند الاستثمار الأوّل في «فيرست راوند») سجّلوا أداء أفضل بنحو 30 % بالمقارنة مع المستثمرين في مشروع عادي.
- كان الأداء الأفضل للمؤسسين القادمين من أبرز الكلّيات. تصنع شهادة صادرة عن إحدى جامعات النخبة فرقاً كبيراً. وفي محفظة استثمارات «فيرست راوند»، كان مؤسسو نسبة 38 % من الشركات قد ارتادوا إحدى جامعات»رابطة اللبلاب»، أو «جامعة ستانفورد»، أو «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا»، وكان أداء هذه الشركات أفضل بنسبة 220 % تقريباً بالمقارنة مع الشركات الأخرى.
- يسمح اكتساب الخبرة في أبرز شركات التكنولوجيا بتوقّع النجاح في تأسيس شركة. قبل خوض غمار تأسيس شركة ناشئة، لا بدّ للمتخرّجين الجدد أن يفكروا في الانضمام لبعض الوقت إلى شركة تكنولوجيا متميّزة. واكتشفت «فيرست راوند» أن فِرق التأسيس التي تشمل ولو مؤسساً واحداً قادماً من «أمازون»، أو «أبل»، أو «فيسبوك»، أو «غوغل»، أو «مايكروسوفت»، أو «تويتر»، سيسمح بتقديم أداء أفضل بنسبة %160 بالمقارنة مع الشركات الأخرى.
- لا تنطلق جميع الشركات الناشئة المتميّزة من وادي السيليكون. سجّلت شركات «فيرست راوند»،التي انطلقت خارج نطاق مدينة نيويورك ومنطقة خليج سان فرانسيسكو، أداءً متميّزاً لا يختلف عن أداء الشركات التي تأسست في مراكز إطلاق المشاريع التقليديّة، وهو خبر سارّ بالنسبة إلى جميع مراكز نشاط الشركات الناشئة الشابة في أرجاء الولايات المتّحدة، بدءاً بمدينة أوستن فيتكساس، ومروراً بمدينة رالي في كارولينا الشماليّة.
- أستاذ مشارك في جامعة «نورثوسترن»