دبي - «الجزيرة»:
في زمن أصبح يعيش فيه العالم الاسلامي عموماً والوطن العربي خصوصاً نزاعات عديدة، وفي وقت أصبح فيه صوت الإرهاب يزاحم صوت العقل في بعض بقاع الأرض، كان لا بد للدراما العربية أن تقول كلمتها الفصل، وبالتالي أن تخرج الدراما من الكليشيهات التقليدية والقديمة لترتدي ثوب التجديد وتحمل بيدها زمام المبادرة لتقف في وجه هذا التوجه الغريب نحو العنف والقتل والإجرام، من هنا ولدت فكرة «سمرقند» هذه المدينة التي جمعت عبر إحدى مراحلها التاريخية وفي وقت واحد تيارات مختلفة ترمز إلى ما نعيشه اليوم من اختلافات في التوجهات والمعتقدات وأساليب التعامل اليومية.
تاريخياً، عرفت مدينة «سمرقند» بخصوصيتها التاريخية فهي المدينة التي جمعت مختلف الأضداد في وقت واحد، حيث احتل حسن الصباح سمرقند وحاربه الملك شاه، حاربه وأخرجه من المدينة، واستوطن فيها عمر الخيام صاحب الرباعيات الشهيرة، كما أن الجارية التي تباع وتشترى كانت في سوق النخاسين في سمرقند، وهو كان أكبر سوق للنخاسة في العالم في وقتها، وكانت سمرقند معبراً للجيوش التي تحتلها لفترات متقطعة، كما كان يفعل الملك أرسلان والد الملك شاه.
مسلسل «سمرقند» الذي سيعرض على عدة محطات تلفزيونية خلال شهر رمضان2016 هو ملحمة تاريخية بحبكة درامية معاصرة، حيث يستند العمل إلى الأساس التاريخي في شكله العام وشخصياته الرئيسية، ولكنه لا ينتمي إلى فئة الأعمال التوثيقية، بل هو عمل درامي تم صياغة حكايات خاصة به، وهو بالتالي لا يرتبط لا بقريب ولا من بعيد بأي عمل أدبي أو نص آخر يحمل الاسم نفسه، إلا من خلال المراجع التاريخية التي توثق تلك الفترة، والعمل الذي تنتجه شركة «I See media production» مكون من30 حلقة تلفزيونية، وهو من تأليف محمد البطوش وإخراج إياد الخزوز، ويلعب الأدوار الرئيسية فيه كل من النجوم: عابد فهد، ميساء مغربي، يوسف الخال، أمل بوشوشة، يارا صبري، عاكف نجم، رشيد ملحس وركين سعد وعدد كبير من نجوم الدراما العربية.
الكاتب محمد البطوش الذي سبق وأن قدم العديد من الأعمال التاريخية يقول: «سمرقند عمل جديد من كافة النواحي، وخاصة من حيث البناء الدرامي والقصة الافتراضية، فالقصة هي حدوتة افتراضية عن جارية تباع وتشترى وتتحول لتصبح الوصيفة الأولى للملكة في قصر أهم ملك في تلك الفترة، حتى تصبح أيضاً صاحبة قرار، وهذه القصة هي التي تشكل البناء الدرامي الأساسي للعمل مع كافة الرسائل التي يمكن أن نقدمها من خلال هذا العمل، فللمرة الأولى يقدم مسلسل تاريخي بهذه البساطة ولكنه يحمل أيضاً رسائل فكرية هائلة، أولها قضية الإرهاب ومحاربته، لأننا نشرح هذه القضية، وكيف يتم التغرير بالشباب واستغلالهم تحت إطار البند الديني، ولهذا فإن شخصية حسن الصباح والحشاشين وهي أول فرقة موت محترفة في العالم تأخذ الخط الرئيس في العمل، في المقابل هناك عمر الخيام وهو الند الحقيقي لـ حسن الصباح، وبالتالي يقف الفكر أمام الفكر»