كتب - محمد الشهري:
الموت حق، وهو بلا شك النهاية الحتمية لكل حيّ، فسبحان من بيده تحديد الآجال وتوقيتها.
بالأمس القريب حلّت بالساحة الشعبية فاجعة رحيل النابغة (سعد بن جدلان) إلى جوار ربه بعد أن أثرى الذائقة الشعبية بكلما لذّ وطاب من عيون الفرائد سواء على المستوى المحلي أوعلى المستوى الخليجي.
رحل الفذ (سعد) الذي أجمع الكل، شعراء وغير شعراء، كباراً وصغاراً، بمن فيهم أهل العِلم وطلاّبه على أنه حالة نادرة لا تتكرر كثيراً.
فقد أوتي من الملكات الإلهامية، ومن القدرات العجيبة على التصوير وعلى تطويع المفردات، وسبكها في قالب إبداعي يتسلل تلقائياً إلى العقول والقلوب معاً ما جعله يتسنّم قمة الإبداع دون منازع.
العجيب في الأمر أنه (رحمه الله) لم ينل قسطاً من العلم، فهو أقرب إلى الأمّيّة.. ومع ذلك لا تخلو قصيدة من قصائده، إن لم يكن كل بيت من أبيات قصائده، من استعمال عينات (فارهة) من المفردات التي تستعصي حيازتها على أقرانه من الشعراء الذين نالوا حظاً وافراً من العلم؟!.
أما العجب العجاب فلا شك أنه يتمثل في كونه لا يستخدم مفرداته (الباذخة) تلك لمجرد الإستخدام والاستعراض، وإنما تتجلّى قدراته العجيبة في توظيفها التوظيف السليم لخدمة الغرض منها، مبنى، ومعنى، ومغنى.
رحمك الله يا (سعد) وعوض الساحة بقدر قامتك، وقيمتك، وألم فقدك.
عَبرة:
راح (ابن جدلان) مثل اللي مشوا قبله
لا بالله اللي رحل ياسادة اسطورة
تعجز بنات الحمايل ينجبن مثله
لو تنجب أمّ الخضاب وكل معذورة