«الجزيرة» - المحليات:
كشفت دراسة علمية ميدانية حديثة عن تزايد تأثير شبكات التواصل الاجتماعي في مجال التسويق السياسي للجماعات السياسية ولاسيما بين أوساط الشباب على مستوى الوطن العربي، فضلاً عن توظيف الشبكات الاجتماعية في نشر البرامج والأفكار والتوجهات السياسية واستقطاب المؤيدين لها.
وأوضحت الدراسة التي أعدها الدكتور طه عبدالعاطي مصطفى نجم أستاذ الإعلام بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، تنامي وتطوير آليات التسويق السياسي عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال السنوات الخمسة الماضية بصورة كبيرة تتناسب مع الزيادة الكبيرة في أعداد المستخدمين للشبكات الاجتماعية باعتبارها واحدة من أدوات الاتصال الجماهيري الأكثر تفاعلية وسرعة وتجاوزاً لمشكلة الحدود الجغرافية أو التقسيمات الإدارية.
وتناولت الدراسة في إطارها النظري أهمية شبكات التواصل الاجتماعي في التسويق السياسي وتنفيذ الحملات الانتخابية من حيث التواصل مع الجمهور أو التعبئة والجسد وحتى تمويل هذه الحملات، كما تناولت أدوات التسويق السياسي عبر شبكات التواصل الاجتماعي «فيسبوك - تويتر - ويوتيوب» واستراتيجية تنفيذ الحملات السياسية عبر هذه المواقع والتي تشمل اختيار فريق العمل والرصد والاستماع وتحليل الاستراتيجية وتحديد رسالة وشعار الحملات التسويقية السياسية، بالإضافة إلى مصادر التمويل.
وعرضت الدراسة لمقومات نجاح الحملات السياسية على مواقع التواصل الاجتماعي بدء من انتقاء المواقع والتطابق وأهمية الرسالة التي يتم تسويقها، والتفاعل مع المستخدمين والتوازن، كما عرضت الدراسة لتحديات استخدام الشبكات الاجتماعية في حملات التسويق السياسي ومنها صعوبة السيطرة على كل ما ينشر عبر الانترنت وكذلك صعوبة إدارة المناقشات نتيجة لسرعة تدفق وانتشار المعلومات عبر الشبكة العنكبوتية.
وتطرقت الدراسة إلى مستقبل حملات التسويق السياسي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن كل المؤشرات تتبنى تزايد أعداد الأشخاص الذين يهتمون باستخدام الانترنت في الحصول على المعلومات السياسية والدعم السياسي والتعليق على الموضوعات السياسية.
ودللت الدراسة والتي اعتمدت على عينة من الجمهور والمرشحين السياسيين للانتخابات البرلمانية في مصر على ذلك بأن نصف عينة الدراسة أكدوا على أن شبكات التواصل الاجتماعي تسهم بشكل إيجابي في تغيير وتعديل الاتجاهات السياسية من خلال ما تحويه من بيانات ومعلومات للتوعية بالأحداث ومنح المستخدمين القدرة على التميز بين الغث والثمين والحقائق والأكاذيب فضلاً دورها في تعزيز حرية التعبير عن الرأي والمشاركة السياسية.
وذلك على الرغم من استخدام كثير من المرشحين للشبكات الاجتماعية كوسيلة اتصال شخصية مع الجمهور للتعرف على مشاكل المجتمع وآراء الناخبين والترويج للمؤتمرات والندوات الانتخابية.