هذه هي مكة المكرمة، وهو الملك سلمان الذي تخلّى عن كل الألقاب الدنيوية ذات البهرج الدنيوي واكتفى- وحسبه شرفاً - أن يلقب بخادم الحرمين الشريفين، وكيف لا وقد ولاه الله خير بقاع الأرض، كما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام لأول والٍ يولّيه على مكة.
مكة المكرمة في قلب سلمان ماضياً وحاضراً، فعندما كان - حفظه الله - أمير الرياض وحاكمها المسؤول عنها، كان لا يؤثر على الرياض سوى مكة المكرمة والمدينة المنورة، كما روى سمو الأمير د. عبدالعزيز العياف أمين منطقة الرياض السابق.
خادم الحرمين: إن أيّ عمل أو مشروع أو إنجاز لمكة المكرمة هو - ليس - لأهلها أو لسكان المملكة أو لزمن محدود، بل هو إنجاز يخلد على مدى الزمان ويفيد منه أكثر من «1500» مليون مسلم في أنحاء الدنيا.
وقد أعطى وبذل حكام المملكة منذ الملك عبدالعزيز - رحمه الله - ثم أبناؤه من بعده - رحمهم الله - وها هو الملك سلمان الذي تتوسط مكة أنحاء قلبه، قدم وسيقدم أعمالاً مباركة لأم القرى وضيوفها من مئات الملايين من المسلمين.
خادم الحرمين: أسطر بهذا المقال بعض أهم ما تتطلع إليها «مهوى القلوب» وتطلع إليه من ملايين زوارها.
وهذه أبرز المشروعات التي تنتظرها مكة المكرمة لخدمة سكانها، وخدمة ضيوف الرحمن حجاجاً ومعتمرين، وبحول الله تبقى لكم ذكراً خالداً بهذه الدنيا وأجراً موفوراً عند ربكم.
أولاً: الطرق المؤدية للحرم:
- لا يزال الوصول إلى بيت الله الحرام وبخاصة الكثرة الكاثرة التي تأتي عن طريق مطار الملك عبدالعزيز، فهم يعانون كثيراً ويستغرقون - عندما يدخلون مكة بطريقهم إلى بيت الله الحرام - وقتاً طويلاً، حيث الطريق الرئيس المباشر هو طريق «أم القرى»، وهو طريق قديم وضيق ومزدحم كل وقت، لذا يتعب قاصدو بيت الله الحرام حتى تصافح قلوبهم منائر البيت العتيق، والطرق التي تم البدء بها منذ فترة طويلة تأخرت رغم المتابعة المستمرة من أميرها المتميز خالد الفيصل الذي وفقك الله يا خادم الحرمين لاختياره أميراً على هذه المنطقة المقدسة، وأهم هذه الطرق: «طريق الملك عبدالعزيز» والذي سعته 100 متر والذي يخدم أغلبية من يأتون لمكة المكرمة وهم الذين يأتون عن طريق جدة، وهذا الطريق نزعت ملكياته وكانت شركة مكة بدأت بتهيئة بنيته التحتية قبل حوالي 14 عاماً بعد أن درسته وأعدت خططه واستلمته الآن شركة أم القرى لتستكمل بناءه وإنجازه، فلعل أمراً منكم بالإسراع باختصار مدة التنفيذ بإنجاز هذه الطرق والتوجيه بالدعم وتذليل أي عقبات تواجه إنهاءه لييسر على ملايين المسلمين وصولهم إلى بيت ربهم.
ثانياً: تحديد أعداد المعتمرين:
- بيت الله والساحات أصبحت لا تتسع للناس، فهم يزيدون عن طاقة الحرم وساحاته، وأضحوا يصلون بالطرق المحيطة وصار الزحام الشديد بالحرم وما حوله مما قد يؤثر على سلامتهم وتقديم الخدمات الصحية والبلدية لهم، كما تؤثر زيادة الأعداد على مستوى النظافة وعلى سلامة الداخلين والخارجين إلى الحرم، والحق أن رجال الأمن بمختلف فروعه يبذلون جهوداً جبارة في رمضان وغيره، حيث إن مكة - شرفها الله - أصبحت طوال أشهر السنة موسماً، ومع ذلك فإنه يصعب على رجال الأمن بل ويشق عليهم تنظيمهم بسبب زيادة أعدادهم في مكان واحد، وهذه إشكالية كبيرة تجعل الخدمات الكبرى المقدمة من المملكة للمعتمرين والحجاج لا تظهر آثارها كثيراً لكثرة من يتواجدون بمكة في بيت الله الحرام وساحاته الذين لا يستوعبهم المكان، وكلما زاد العدد عن سعة أي موقع فإن الخدمة لا تظهر كما تم إعدادها والبذل لها، والأهم أن هذه الأعداد التي لا يستوعبها الحرم والساحات لا تمكن من أهم غاية للعبادة وهي: الخشوع والطمأنينة والتأني عند أداء العبادات والصلاة، فضلاً عن ذلك سيخف من أزمة وجود غرف للمعتمرين بالفنادق القريبة من الحرم بأسعار معتدلة بدلاً من هذا الارتفاع الكبير بأسعارها.
من هنا فإنني أرفع لمقامكم الكريم مقترح دراسة أن يتم تحديد عدد المعتمرين إلى الرقم الذي يتسع له المكان، وقد تم تحديد أعداد الحج وهو ركن، والعمرة سنة.
ثالثاً: اختصار مدة تأشيرة العمرة لأسبوع:
إن اختصار مدة التأشيرة للعمرة أسبوعاً بدلاً من أسبوعين سيقلص الازدحام والتدافع ويهيئ للمصلين والطائفين أداء صلواتهم وطوافهم بطمأنينة وخشوع، كما أنه سيتيح الفرصة لملايين المسلمين لأداء العمرة بارتياح، وفي هذا راحة لكافة المعتمرين وتقديم أفضل الخدمات لهم.
كما أن ذلك سيساعد على مزيد من التنظيم وتوفر السلامة - بإذن الله - ولا يكون هناك مجال للتدافع ويستطيع رجال الأمن أداء مسؤولياتهم بتعاون منسوبي رئاسة الحرمين ووزارة الحج والعمرة وغيرها وبخاصة أن مكة المكرمة - شرفها الله - أصبحت كل أيامها وشهورها موسماً بفضل الله.
رابعاً: مشروع المظلات عند شدة الحرارة والمطر:
- ينتظر المسلمون مشروعكم المبارك بعمل المظلات على المطاف والساحات التي تفتح آلياً بحيث تحمي الناس عندما تشتد الحرارة وعندما ينزل المطر بصحن المطاف أو بالساحات.
خامساً: ارتفاع الأبراج وحجب رؤية الحرم ومنائره:
- أصبح ارتفاع الأبراج السكنية بالمنطقة المركزية قرب الحرم أمراً مزعجاً، فهو أولاً يحجب رؤية بيت الله الحرام ومنائره سواء للساكنين قرب الحرم، كما يمنع القادمين الذين يتطلعون إلى رؤية منائر الحرم حال دخولهم أم القرى، كما أن ارتفاع الأبراج يؤثر على صحة البيئة وتوفر التهوية الجيدة للحرم والساحات بل قد يؤثر على سلامة الناس لو شبّ حريق - لا سمح الله - في أحد الأبراج المتلاصقة والمرتفعة، لذا لعلكم يا خادم الحرمين توجهون بدراسة عاجلة لتحديد عدد الأدوار بالأبراج بالمنطقة المركزية، تماماً مثل ما حصل بالمدينة المنورة، وأيضاً معالجة وضع الأبراج المرتفعة القائمة.
وبعد:
إن كل مسلم يشكر ويدعو لكم ولهذا الوطن بالأمن والخير، وهو يرى بين حين وآخر المشروعات والخدمات التي تقدم لضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين وزائرين، والتي تنفق عليها الدولة مئات الملايين وتوظف كافة الإمكانات البشرية والآلية لتقديمها، سواء على المستوى الأمني أو الصحي أو النظافة، وغيرها مما يشاهده العالم يومياً.
أبشر يا خادم الحرمين بفضل الله وثوابه في الدنيا والآخرة بكل عمل تقدمه لخدمة وراحة الطائفين والزائرين والتالين والركع السجود في بيت الله الحرام وفي مسجد رسوله عليه السلام.
- عضو مجلس الشورى السابق