«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
الامتحانات على الأبواب.. وفي كل بيت من بيوتنا أعلنت حالة الطوارئ. فالأبناء والبنات يستعدون للامتحانات. لذلك فالأسرة تعيش في قلق وحتى خوف خصوصاً في السنوات الأخيرة التي أخذت الوسائل العصرية من تقنية وتواصل اجتماعي الكثير من أوقات أبنائهم وبناتهم المخصص للمذاكرة. وبالتالي بات الوقت الذي من المفروض أن يخصصوه للمذاكرة والراجعة. أقل من المطلوب.. لذلك راح الميسورين وحرصاً على أن يحق أولادهم درجات عالية ونتائج ممتازة. لم يبخلوا عليهم بالصرف وببذخ على دروسهم الخصوصية على الرغم من انتسابهم لمدارس خاصة ونموذجية.. ولكون الامتحانات (الميدان يا حميدان) هي المقياس الحقيقي للتحصيل الدراسي وما استطاع الطالب أو الطالبة فهمه واستيعابه خلال هذا الفصل الدراسي أو ذاك بمعنى أنه الميزان العادل لما قام به الطالب من جهد واستفادة.. ومن هنا يعيش جميع أولياء الأمور وأولادهم وبناتهم (الامتحانات فوبيا). وربما عاش البعض منهم أياماً عصيبة ولحظات لا يحسدون عليها. وهذا الأحاسيس من قلق وخوف ووجل.. هي وكما يؤكد الأطباء النفسيون حالة نفسية طبيعية وليدة الشعور بأنهم غير مطمئنين ولا واثقين بأن هذا الابن أو تلك البنت سوف تتفوق وتأتي بدرجات وعلامات. ترضي الجميع.. ولكن ومع المشاهد من انشغال الابناء باهتمامات ووسائل لم تكن موجودة في الماضي. وكما اشرنا في بداية كتابة هذه السطور عن الوسائل العصرية وما تزخر به من تقنيات ومجالات تسرق الوقت ليس من الطلاب والطالبات فحسب وإنما من أولياء الأمور أنفسهم.. ولا شك الطالب الذي ابتدأ مبكراً في المراجعة والمذاكرة وأنه لم يضيع وقته هباء..؟! فراح يدرس ويراجع أولاً بأول يكون استعداداً قوياً وقلبه مطمئن. بعيداً عن الوجل والقلق والخوف.. وهذا الاطمئنان ينعكس وبصورة طبيعية على أولياء الأمور فهم على دراية مبكرة بأن ابنهم أو ابنتهم على قدر من الوعي والاستعداد لخوض الامتحانات باقتدار وثقة في تحصيلهم على مدار الأيام.. وهذا ما ينصح به خبراء التعليم والتربية. ألا وهي المذاكرة الدائمة وعدم تأجيلها إلى قرب انطلاقة الامتحانات.. ومتى ما حقق الأبناء والبنات.. هذه الطريقة ومبكراً كان النجاح حليفهم.. ولا يمكن أن ننسى أن الله عز وجل لا يضيع أجر من أحسن عملاً. وأن لكل مجتهد نصيب.. وماذا بعد ينصح رجال التعليم أن يقرأ الطالب جيداً الأسئلة أكثر من مرة ويحاول الإجابة على أول سؤال شعر أنه متمكن منعرفته.. ويبدأ على بركة الله.. وبعدها سوف يشعر بأن ذاكرته باتت تسترجع شريط معلوماته عن إجابات الأسئلة الأخرى.؟! وبعد استكمال عملية الإجابة على مختلف الأسئلة يستحسن أن يتريث, لا يسرع في تسليم أوراق الإجابة. وليراجع إجابته جيداً فربما أكتشف معلومة قد فات عليه كتابتها. فلا يمنع من إضافتها حتى ولوفي هامش الصفحة.. وكل امتحان وأولادنا وبناتنا في خير ونجاح.