لا أحد ينكر النقلة النوعية في استراتيجيات المملكة من خلال الإعلان عن رؤية المملكة لعام2030 على لسان مهندس الرؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وبموافقة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله- وما تحتوي عليه من تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على أحادية المصدر وهو النفط إلى مجموعة خيارات وسلسلة إيرادات، والخصخصة وإيجاد إضافة نوعية وقيمة مضافة إلى مصادر الدخل من خلال بيع وخصخصة بعض قطاعات الدولة، وتخفيف العبء على ميزان مدفوعات الدولة وإنشاء أكبر صندوق سيادي في العالم وخلافة، ولعلي هنا لن أتطرق إلى ما تحويه الرؤية للوطن والمواطن بحكم أن من سبق كتب عنها وأعطاها حقها وهم كثر من مفكري الوطن واقتصاديي الوطن، ولكن إذا سمحتم لي يا سادة يا كرام أن أتطرق إلى الأخذ في الاعتبار، إن أمكن، إشراك شبابنا وفتياتنا في المشاركة في صياغة منظومة العمل والمشاركة في وضع الاستراتيجيات المناطة إلى تحقيق الرؤية لأسباب عدة منها على سبيل المثال لا الحصر:
- هذه الرؤية مبنية على رؤية وطن ولأجل الوطن ولأجل الأجيال القادمة، وطالما أن من سيقود الوطن هم شباب الأمة الحاليون فلعله من المناسب إعطاؤهم الفرصة في المشاركة في وضع أهداف وخطط الرؤية كي يكونوا جزءاً من القرار، ولا يتفاجأوا بما سيكون عليه الحال لاحقاً.
- وحتى لو كانت الرؤية أعدت من قبل بيوت خبرة فلا بد من الاستئناس بآراء وأفكار الشباب وتوطينها بما يلائم احتياجات المجتمع وتطلعاته؛ لأن نحن بأمسّ الحاجة لمن يتولى قيادة عجلة التنمية، وبالأخص على أيدي شباب الوطن وليس أفضل من ذلك عندما أوكلت قيادة الوطن من قبل سيدي خادم الحرمين الشريفين إلى قيادات شابة ممثلة في أصحاب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف والأمير محمد بن سلمان، حفظهم الله.
- الإضافة النوعية التي نرجوها من خلال إشراك الشباب في ورش العمل وآلية تنفيذ هذه الرؤية بحد ذاتها إضافة نوعية إلى مقدار الشفافية التي أشار إليها سمو الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - في المقابلة التلفزيونية مع قناة العربية, وإعطاء الفرصة للتدريب والتعلم طالما في النهاية لن يتمكن أحد من تحوير وتنفيذ هذه الأهداف إلا شباب الوطن والذي لدينا الأمل بعد الله أن يرتقوا إلى موقع المسؤولية والارتقاء بأحلام ولاة الأمر في تنفيذ الأهداف المرجو منها.
- هنالك أيضاً إضافة نوعية وميزة وهبها الله شباب الوطن من كثرة الشغف والولع إلى استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، والتي ربما تعتبر الأعلى على نطاق العالم نسبة وتناسباً إلى عدد السكان، ولا يخفى على أحد أننا نحن في عالمنا المعاصر عالم الاطلاع والمعرفة المعلوماتية وفي وجهة نظر واضع الرؤية فهي في المقام الأول تعتمد على كمية كبيرة من المعطيات والمعلومات وما يسمى» « data base كي تبدأ بها وضع الأطر والأسس لرؤية وطن خلال الأعوام القادمة تكون منهج حياة لأجيال قادمة عمادها الاعتماد على الله ثم سواعد شبابها وتوجيهات ولاة الأمر. وفي هذا السياق نحن بأمسّ الحاجة إلى من يملأ هذا الفراغ ويشارك في تنفيذ رؤية 2030 من باب الاستفادة والإفادة من بداية وضع اللبنة الأولى كي يتم الاستفادة القصوى من مدى آلية تنفيذها من عدمه ووضع الملاحظات، إن وجدت، في البداية بدلاً من إضاعة الوقت للبدء من جديد لأن الوقت لا يحتمل إضاعة الوقت والجهد في سبيل تحقيق رؤية وطن شعارها على المدى البعيد إعادة تركيبة اقتصاد المملكة من بلد يعتمد على أكثر من 90% من دخله على النفط إلى تنويع مصادر الدخل ووضع المملكة على خارطة العالم في المكان المناسب الذي يليق بها تحت قيادة شابة وتحقيق أحلام شباب وفتيات المملكة العيش بالأمن والاستقرار الواعد من خلال رؤية 2030 للوطن والمواطن.
- عبدالمحسن بن عبدالرحمن العسكر